حدث ذلك مع سامح نبيل محمد مدير احد فروع مكتب البريد المصري بمدينة 6 اكتوبر .. فبعد يوم طويل من العمل وانهاء معاملات المواطنين وقبل ان ينتهي يوم عمله بدقائق قام بحساب حصيلة الاموال التي لديه ليغلق عليها ادراج مكتبه كالعادة انتظر حتي غادر آخر الموظفين لديه..ثم القي نظرة سريعة داخل المكتب قبل أن ينصرف لمنزله. واذا به يجد حقيبة جلدية موجودة اسفل مقعد بجوار مكتبه.. توجس منها خيفة .. ثم قرر فتحها وكانت المفاجاة الكبري.. روزم كبيرة من الاموال فئة المائة دولار واخري بالجنيه المصري.. المبلغ يقترب من المليون جنيه بالاضافة الي دفتر شيكات... اخذ يراجع العملاء الذين قاموا بإنهاء معاملاتهم طوال اليوم ليتذكر من كان يحمل معه حقيبه. ولكنه فشل!.. فتح الحقيبة مرة اخري واخذ يبحث في محتوياتها حتي وجد بداخلها بطاقة بها رقم هاتف ..اخرج تليفونه المحمول واتصل به ليجده مغلقا.. وحدثه الشيطان وأخذ يوسوس إليه مسامعه... امامك الان مئات الآلاف من الجنيهات.. ثروة لن تحصل عليها حتي لو ظللت طوال عمرك تعمل في وظيفتك الحكومية.. الحظ يبتسم لك اليك انت وحدك.. لا احد يراك الآن.. وها قد تحققت فرصتك بأن تصبح مليونيرا صاحب الحقيبة لايحتاج هذه الاموال والا لماذا نساها ولم يتذكرها ويبحث عنها ؟.. المؤكد أن الوسواس الذي زين له الحياة الرغدة التي سيعيشها بهذه الثروة.. وكيف سيسعد بها اشخاصا حوله ..بل سيتبرع بجزء منها لصالح الفقراء والمساكين ليسعد اخرين. مرت امام سامح مدير مكتب البريد كل تلك الصور.. استعاذ بالله من الشيطان الرجيم ثم امسك هاتفه المحمول حاول الاتصال بالرقم مرات ومرات بلا توقف.. وبعد مضي عدة ساعات.. اخيرا اجاب صاحب الرقم.. سأله سامح عن اذا كان ما فقد شيئا اليوم .. اجابه لا .. سأله الم تحضر اليوم الي مكتب البريد ومعك حقيبة!؟.. قال نعم وحقيبتي وضعتها بالسيارة .. رد عليه قائلا: لا.. حقيبتك موجودة معي وبداخلها اموالك ودفتر شيكات باسمك لقد نسيتها بمكتب البريد وارجو ان تحضر لاستلامها!.. اصاب صاحب الحقيبة الذهول.. سكت قليلا.. لم يصدق في البداية.. هرول الي سيارته فوجد حقيبته غير موجودة فعلا.. اتصل مدير البريد يشكره بشدة.. هرول اليه.. امسك بحقيبته وتفقدها وجدها كما هي.. اخرج علي الفور مبلغا كبيرا من المال وهي نسبته القانونية ليكافئه علي امانته.. رفض موظف البريد بشدة كل محاولات صاحب الحقيبة لاعطائه مبلغ المكافئة.. قرر ان يدخر الثواب ليوم الحساب عندما يقف الجميع امام ملك خزائن السماوات والارض ليكافئ من يشاء بغير حساب.. وتوجه المهندس عبد المنعم محمد عزمي رجل الاعمال وصاحب الحقيبة الي رئيس الهيئة القومية للبريد وسلمه خطابا يروي فيه قصة أمانة مدير مكتب البريد ويطالب بتكريمه علي سلوك اصبح نادرا في مجتمعنا .