هذا الحصان وخدعة دخوله المدينة الغافلة أصبح علي مر العصور رمزا ً يُضرب به كمثال للخداع علي من تنطلي عليه الحيلة والخديعة.. وقد عُرفت حكاية «حصان طروادة» في التاريخ من خلال الإلياذة اليونانية بحكيها لتلك الخدعة التي نفذها الآخيون بصناعة حصان خشبي عملاق أجوف أمام أسوار طروادة كي يخترقوها بعد حرب طويلة بلا هوادة دامت بينهما سنوات عشر.. وحكاية "حصان طروادة" كما جاء في الإلياذة صنعه الآخيون بعدما عز عليهم فتح طروادة ففكر القائدان الآخيان أوديسيوس وديوميديس في صناعة حصان خشبي يمهد لهم السبيل لدخول طروادة وأحضرا مهرة النجارين وانتهوا إلي صنع حصان عملاق يتسع جوفه لعشرات من المقاتلين وصفوة الفرسان.. وحين انتهائهم من الحصان ابتعد الآخيون تاركين الحصان أمام أسوار "طروادة " بالجنود داخله.. وهلل الطرواديون وفتحوا الأبواب فرحا ً لرحيل الآخيين ولم يفطنوا بخدعة وجود الحصان الخشبي لأعدائهم فسحبوه داخل مدينتهم.. وحين استقر الحصان داخل المدينة خرج الفرسان المختبئون في جوف الحصان وانتشروا يذبحون حراس المدينة وفتحوا باقي أبوابها أمام الآخيين الذين عادوا مع الليل وقتلوا سكان طروادة ودمروها تدميرا ً.. اللوحة أمامنا بعنوان " خدعة سحب حصان طروادة إلي داخل المدينة " نلاحظ أن الحصان الخشبي رسمه الفنان الإيطالي «جيوفاني تيبولو» وكأنه من لحم ودم بتلك الخطوط اللينة لجسده لكي يوحي بقدر صدق التمثيل المخادع وأضاف له عجلات أربع أسفله يسحب عليها كما جاء في الإلياذة.. ونظرا ً لثقل الحصان المجوف الذي اختبأت داخله كتيبة من الجنود نلاحظ معاناة تلك الكتلة البشرية التي تجذبه بمعاناة من الأمام وآخرين بكل قواهم يدفعونه من الخلف فوق عجلاته ولم يفطنوا لثقله المبالغ فيه والتي لو فكروا قليلاً لاكتشفوا الخدعة.. والمثير في هذا المشهد أنه لا يوجد جنود طرواديون بل من نراهم يسحبون الحصان إلي داخل المدينة علي ثقله هذا هم من النساء وبعض ضعفاء المدينة وفقرائها بينما المدينة في حالة حرب عنيفة وهذا يكشف عن الغفلة التي سيطرت علي ضعفاء وفقراء المدينة وانخداعهم بالحصان الخدعة فخرجوا لسحب عدوهم إلي داخل مدينتهم وهدموا بأيديهم جزءا ًمن سورها ليفسحوا لتلك الدبابة الحربية مدخلا ًيتسع لها.. وتظل العبرة قائمة إلي فكرة الخداع ووجهها الآخر للغفلة.. فلولا الغفلة ما نجحت عمليات الخداع.. والخداع وإخفاء الوجه الحقيقي عملية قائمة في كل زمان ومكان.. وهذه الأيام.. هل ندرك ما يُحاك من جماعات الإرهاب ممن هم بيننا من كذب وخداع الكلمات ليتسلل من أسالوا دماء المصريين من إرهابيين إلي داخل برلماننا القادم عبر أحصنتهم الطروادية المخادعة بكلمات منهم معسولة يتلقاها أهل الغفلة من الضعفاء فيفتحون لهم الأبواب ليحبطوا إنجازات الثلاثين من يونيو.. أعتقد أنه لم يعد لدينا وقت لتجاهل كثرة الأحصنة الطروادية المتربصة تحفزاً بأبواب مصرنا المحفوظة بكلمة الله.. وبكلمة الله وعونه سيُحبطون ولن تتكرر علي الأرض المصرية تلك الخدع الطروادية الإرهابية من خارج أبواب مصر أو من داخلها.