أثار اسم الإرهابى البريطانى قاطع الرءوس فى تنظيم داعش الإرهابى جدلا كبيرا هل هو «جون» أم «محمد الموازي» أم لا هذا ولا ذاك؟!! كل المعلومات تؤكد أنه بريطانى الجنسية، واتضح أيضا أنه خريج جامعة ويست منستر البريطانية، ولم يكن الأمر مجرد مصادفة، وإنما كشفت الأحداث عن تحول كثير من الجامعات البريطانية إلى بؤرة تفريخ للمتطرفين عندما فتحت بريطانيا ذراعيها لعدد كبير من طلاب العلم تحت ستار الحرية الأكاديمية، وحرية التعبير، ألم تعلم ذلك المخابرات البريطانية بدهائها بتوجهاتهم الفكرية حين سمحت له بالإقامة والالتحاق بالمدارس والجامعات المختلفة، ولم تتأكد من ذلك إلا متأخرا، أم كان لغرض فى نفس يعقوب؟!! وتعض بريطانيا الآن بنان الندم لما آلت إليه الأمور بإيوائها لهؤلاء المتطرفين واستقرارهم بها، فالثعبان حين يدفأ يلدغ من احتضنه، وهذا ما حدث عندما تسللت الجماعات المتطرفة وانتشرت فى أرجاء الدولة البريطانية فى سكون تام، ولأن الخداع هو دأبهم فقد سيطرت هذه الجماعات على مدارس برمنجهام البريطانية فى القضية الشهيرة التى عرفت باسم «حصان طروادة» لترويج أفكارهم المسمومة لطلاب المدرسة التى أفرزت الكثير مثل «جون» البريطانى وآخرين، وسبب هذه التسمية أنها تشبه إلى حد كبير خديعة «حصان طروادة» فى الأسطورة القديمة التى تقول إن جنود الإغريق ظلوا يحاصرون طروادة لمدة عشر سنوات فى حرب ضروس بغرض استعادة «هيلين» ملكة اسبرطة التى اختطفها «باريس» أمير طروادة، وعندما يئس الإغريق من طول مدة الحصار تفتق ذهن أحد قادتهم عن خدعة عجيبة فى التاريخ بأن أشار ببناء حصان خشبى ضخم مفرغ من الداخل وملأوه بالمحاربين الإغريق، وأوحوا إلى الطرواديين عن طريق أحد الجواسيس العملاء بأن العدو الإغريقى يئس من صعوبة اختراق أسوار مدينتهم فقرر الرحيل، ويعرضون هذا الحصان الجميل هدية لهم رمزا للسلام، وبرغم فحص الحصان فإن الملك لم يفطن إلى ما بداخله، وأمر بإدخاله إلى المدينة، وانطلت الخدعة عليهم فاحتفل الطرواديون بانتهاء الحصار وابتهجوا بشرب الخمر واللهو حتى سكروا، فخرج محاربو الإغريق من الحصان الخشبى وفتحوا بوابات المدينة ليدخل باقى جنودهم ويقتلون الطرواديين السكاري، ويأسرون النساء والأطفال، وتم نهب المدينة عن آخرها.. فهل ستتكرر عملية «حصان طروادة» فى مناطق مختلفة فى بريطانيا؟ د. مصطفى شرف الدين