هل انتخب المصريون ؟ .. هل حقا ذهبنا إلي صناديق الاقتراع لندلي بأصواتنا في الجولة الأولي للانتخابات الرئاسية ؟.. وهل النتيجة التي أعلنت تعبر عن رغبتنا الحقيقية ؟.. تساؤلات طرحت نفسها عليَ وأنا أرصد نسبة الإقبال علي التصويت والتي بلغت نحو 47٪ فقط من أصوات المسجلين في كشوف الانتخابات ممن يحق لهم الاقتراع .. وإِذا كان عدد أولئك يزيد عن 50 مليونا.. فإن نحو 30 مليونا عدد هؤلاء.. يمكن تبرير ظروف لنحو خمسة ملايين منهم.. فتصبح النتيجة أن حوالي 25 مليونا استنكفوا عمداً عن الذهاب إلي صناديق التصويت.. نضطرُّ هنا إِلي هذا التمرين الحسابي.. لأن وهماً دار في أََفهامنا.. ربما نتيجةَ تضليل إِعلاميٍ.. بأن انتخابات الرئاسة تاريخية وأن ذلك يعني بداهة إقبالاً غير مسبوق للناخبين لاختيار كل منهم من يرغبه رئيسا.. لاسيما وأنه قد تم تخصيص يومين لذلك.. مع تمديد فترة التصويت وإعطاء أجازة حكومية بالتبادل ..إذن ما معني ذلك ؟..إِذ أكثر من النصف لم يدلوا بأصواتهم وهي نتيجة صادمة .. فمنهم من هم ليسوا مقتنعين فيما يبدو بالإنتخابات نفسها.. أو أصابهم إِحباط شديد مما يجري في مصر خلال عام ونصف العام .. أو لم يجدوا في وعود المرشحين وبرامجهم ودعاياتهم ما يلبي حاجاتهم..أو..أو .. في وسعنا الإستطراد في تخمين أسباب عديدة ربما تكون وراء هذا العزوف عن إستخدام أبسط الحقوق السياسية.. والذي يعد واحدا من أولي خطوات الديمقراطية وإستحقاقاتها.. ولا مجازفة.. هنا.. في وصف هذا الإستنكاف بأنه مريع.. مارسه الملايين في الصعيد والأرياف .. وربما عنوانه الكبير هو اللامبالاة المزمنة.. ولا مجازفة أيضا.. في القول أن نتيجة الجولة الأولي لا تمثل حقيقةَ مراد المصريين.. ولكن هل معني ذلك أن نفضَّها سيرة .. ونرمي العمليةَ الإنتخابية بغياب الديمقراطية.. ونطالب بشطبِها.. أم نعمل خلال الأسبوعين القادمين علي إستنفار روح المشاركة لدي الناس .. وتحفيزهم علي الإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية حتي تأتي نتائجها معبرة عن رأي المصريين جميعا .. وساعتها نقول .. نعم لقد إختار المصريون .. !