أحد اجتماعات قيادات الجبهة المصرية وتيار الاستقلال لعبة « قط وفار» بين قيادات الكتلتين وتشويه غير مبرر لمنطق التحالف الانتخابي أكد أحمد الفضالي رئيس تيار الاستقلال، أن برنامج قائمة التيار والجبهة قادر علي حل مشكلات مصر خلال عامين فقط، شريطة التوافق حوله والتوحد والإخلاص من أجل الوطن. شدد الفضالي في بيان أصدره أمس، أن برنامجهم يشمل عدة محاور في الزراعة والصناعة والصحة والتعليم، منوها إلي أنه يعلم تماما المشكلات التي يعانيها المواطنون من نقص في الخدمات الأساسية خصوصا بالقري وتراجع في جودة التعليم والمستشفيات وغياب العدالة الاجتماعية وضعف رواتب الكثير من الموظفين بالإضافة إلي أزمة القمامة والطرق والصرف الصحي. وتابع المنسق العام لقائمة التيار والجبهة: «نتواصل يوميا مع المواطنين في كل المحافظات، ونعلم ما يريدونه تحديدا.. نحن لا نتحدث من أبراج عالية مثل القوائم الأخري ولا نقول كلاما لا يمكننا تنفيذه.. هذا عهدنا للمصريين». ويُصر الفضالي بشكل يومي علي إصدار بيانات وتصريحات تنفي كل ماتردد عن انفصال الجبهة المصرية وانسحابها من التحالف مع التيار ،فضلاً عن تأكيداته المستمرة والمتوالية بشأن استمرار التحالف والتنسيق الكامل بين الجبهة والتيار. وعلي الرغم من تأكيدات الجبهة المصرية علي الانسحاب من التحالف يعلن الفضالي عكس ذلك، ويتمسك كلٌ من الطرفين بموقفه من خلال التصريحات.. والتي كان من آخرها بيان صدر عن تيار الاستقلال أول أمس جاء فيه أن د. مجدي علام امين عام حزب مصر بلدي وامين عام تحالف قائمة تيار الاستقلال والجبهة المصرية عقد اجتماعا مشتركا بين ممثلي الجبهة والتيار وجري خلاله اتصال بقدري ابو حسين رئيس حزب مصر بلدي لتأكيد الالتزام بالاسم المشترك للتيار والجبهة المصرية علي كافة مواد الدعاية.. والتنظيم المشترك للمؤتمرات بالتنسيق مع مرشحي القائمة والفردي لاحزاب الجبهة والتيار معا، وبهذا تكون نقاط الخلاف بين الكيانين قد تم الاتفاق علي حلها. علي الجانب الآخر تتمسك الجبهة المصرية علي موقفها الذي أعلنته من تيار الاستقلال من قبل في بيان الجبهة السابق بتاريخ 8 نوفمبر والذي يؤكد علي إنهاء الائتلاف الانتخابي مع تيار الاستقلال في المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية والاكتفاء بدعم مرشحي أحزاب الجبهة المصرية علي المقاعد الفردية فقط حفاظا علي تاريخها الوطني والسياسي وتلبية لرغبات أعضائها ومرشحيها.. وهو ماشددت الجبهة عليه في بيانها الخير الصادر أمس الأول وأكدت خلاله أن ما نشر حول عودة الائتلاف الانتخابي مرة أخري مع تيار الاستقلال لايعبر عن موقف الجبهة وان الجبهة لا زالت عند موقفها المعلن في البيان السابق وهو إنهاء الائتلاف الانتخابي مع تيار الاستقلال. مضمون العلاقة الانتخابية بين الكتلتين السياسيتين ومسارها المتأزم قاد مباشرة لشكل جديد شاذ ومشوه من أشكال التحالفات الانتخابية، وفرض موقفاً غامضاً ومبهماً لم تألفه العملية الانتخابية في مصر، ورغم حداثة نظام القوائم الانتخابية وبدء العمل به في مصر في أعقاب ثورة يناير، إلا أن هذا الموقف المُستغرَب ليس له مبرر ،ولعل أبرز المواقف المسجلة في هذا الصدد إبان الثورة هو الطلاق الانتخابي الأشهر بين حزب الوفد وجماعة الإخوان المسلمين والذي وقع بعدما آثر الوفد الانسحاب من التحالف الديموقراطي الذي قاده الإخوان قبيل انتخابات مجلس شعب 2012 ،لاسيما مع ظهور رغبة الإخوان في السيطرة علي مجريات العملية الانتخابية آنذاك.. إلا أن استمرار تيار الاستقلال في نفي تصفية التحالف وتأكيد الجبهة علي الانسحاب - في المقابل - يدفع وبقوة نحو وضع سيئ السمعة للتحالفات السياسية بل وللعبة الانتخابية برمتها ،ويؤسس لعلاقة انتخابية ركيزتها الانتهازية والاستغلال والانتفاع قبل أي شيء.. ويقود لتساؤل هام حول كون هذا الشكل من أشكال التحالفات ائتلافا أم إتلافا متعمدا لكل قواعد اللعبة السياسية والانتخابية.