ضربة جديدة تلقاها قطاع السياحة في مصر، فلم يكد العاملون في القطاع يفيقوا من قرار الحكومة البريطانية بمطالبة مواطنيها بمغادرة مدينة شرم الشيخ، حتي جاء قرار البرلمان الروسي بتعليق الرحلات الجوية إلي مصر واتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لاجلاء رعاياها من مصر وهو القرار الذي مثل صدمة كبيرة لكل العاملين في القطاع خاصة أن السياح الروس احتلوا المرتبة الأولي بين الدول المصدرة للسياح في مصر منذ ثورة يناير 2011 حيث يصل عددهم إلي 3 ملايين سائح يزور مصر سنويا.. وبلغ عدد السائحين الروس الذين جاءوا إلي مصر خلال العام الماضي نحو 47٪ من جملة السياح الوافدين وهو ما يمثل أزمة سيعاني منها اعداد كبيرة من العاملين في مجال السياحة خلال الشهور القادمة. استباق التحقيقات في البداية أكد د.فخري الفقي المستشار السابق بصندوق النقد الدولي، ان شرم الشيخ تعتبر القصد السياحي الأكثر تضررا من أزمة الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء، خاصة بعد استباق بريطانيا جميع التحقيقات واستنادها إلي معلومات بشأن الحادث اثرت سلبا علي القطاع السياحي، وكان من الممكن انتظار نتائج التحقيقات ولكن يبدو أن هناك شيئا ما مقصود وخاصة بالتزامن مع زيارة الرئيس للندن، واعتقد أن هذا مقصودا لضرب الموسم الشتوي في شرم الشيخ، وأوضح أن السياحة العربية تمثل 20٪ في مصر والأوروبية 70٪ وال10٪ الباقية متنوعة الصين ودول شرق آسيا وغيرها، مشيرا إلي أهمية العمل علي زيادة السياحة العربية لتعويض ما تضرر من آثار الطائرة المنكوبة. ترشيد الوارادات وطالب الفقي بأهمية العمل علي ترشيد الواردات من خلال المواصفات البيئية والصحية والفنية وليس بزيادة الجمارك حتي لا ترتفع الأسعار، مشيرا إلي أن الترشيد سيوفر للدولة، ما يقدر بنصف مليار دولار سنويا، إضافة إلي تفعيل قرار تفعيل المنتج المصري حتي ولو زاد سعره بنسبة 10٪ ويوفر ذلك مليار دولار سنويا. فيما قالت د.هبة نصار أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ان القرار سيكون له تأثير كبير علي صناعة السياحة بشكل عام، مؤكدة انه علي الرغم من ان السائح الروسي ليس بقوة السائح الأوروبي وانفاقه ليس بالشكل الكبير وسياحتهم رخيصة إلا أن كثرة عددهم كان يعوض العاملون في القطاع عن عيوبهم. وقالت إن تأثير القرار سيكون فوري حيث إن مطالبة الحكومة الروسية باجلاء ورعاياها بشكل سريع سوف يفاقم الأزمة لانهم سيقوموا بالغاء جميع الحجوزات الخاصة بهم، فضلا عن توقيف اعمال الشراء التي كانوا يقومون بها، مشيرة إلي أنه يجب علي الحكومة الآن احتواء الموقف من خلال اتخاذ عدد من الاجراءات والترتيبات الداخلية التي يمكنها حل المشكلة ومحاولة تجاوزها في وقت سريع. بينما قال د. مختار الشريف استاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة ان السياحة تواجه بالفعل أزمة حقيقية، فالسياحة مصدر هام وأساسي في توفير العملة الصعبة للاقتصاد القومي، مشيرا إلي أن وزارة السياحة كانت قد بدأت اتخاذ خطوات لزيادة أعداد السياح الوافدين من مصر بشكل عام ومن روسيا بشكل خاص إلا أن القرار الروسي الأخير سيعطل كل هذه الجهود وسيعود بمصر خطوات كثيرة إلي الوراء. وأكد ان توفير بدائل سريعة لتعويض الخسائر الناتجة عن توقف الرحلات الروسية سيكون أمر صعب وسيحتاج إلي وقت ليس قصير، مشيرا إلي ان العمل بجدية ومحاولة خلق أفكار اقتصادية جديدة والعمل علي دعم المشروعات القائمة ومحاولة زيادة معدلات الصادرات هي الطرق الأهم والأسرع لتخطي الأزمة. حملة مضادة من جهته أكد د. رشاد عبده رئيس المنتدي المصري للدراسات الاقتصادية اهمية تعزيز الأمن في المطارات وتنقية الأجهزة من العناصر الإخوانية، مشيرا إلي ان الاحداث المتلاحقة تمنح الرئيس حق الضرب يد من حديد علي كل مخرب يستهدف اقتصاد مصر ودون مراعاة لأحد.. الضرب بقوة يجب أن يكون شعار المرحلة ويجب ان يتخلص الرئيس من جميع الايادي المرتعشة في الوزارات.وشدد علي أهمية ان يعمد وزير السياحة علي حملة مضادة للترويج للمقاصد السياحية المصرية في جميع القطاعات ثقافية وعلاجية ودينية والاقصر وأسوان والغردقة والاهرمات.. والترويج لسيناء وغير سيناء كل المناطق بلا استثناء.وقال ان الوزير مطالب بتكثيف الحملات الدعائية في الدول التي لم تتخذ قرارات بشأن الحادث الأخير.