كارثة الإسكندرية .. كشفت لنا حقيقة مصر المستخبية.. فهي مقدمة وإنذار لكوارث أكثر خطورة، فهل ننتبه؟! الامطار التي أغرقت الإسكندرية منذ أيام.. كشفت لنا حجم الفساد الذي منيت به البلاد.. فكارثة الإسكندرية لم تكن قضاء وقدراً.. بل هي بفعل فاعل.. فاعل لم يدفع ثمن فعلته، واعتقد انه لن يدفع.. وسوف تقيد الواقعة ضد مجهول.. وان كان هناك دائما لدينا كبش فداء.. هذه المرة هو محافظ الإسكندرية.. أنا هنا لا أدافع عن هذا المحافظ.. وانما أوضح حقائق سوف تكشفها لنا الأيام، ان كان في العمر بقية.. المحافظ بالطبع مسئول، أو مشارك في المسئولية.. ولكن لا تقع علي عاتقه المسئولية كاملة.. إذا كنا منصفين، وإذا أردنا الاصلاح ما استطعنا . هناك آخرون مسئولون وللأسف لم ولن يتم محاسبتهم أو حتي سؤالهم. المنطق يحتم علينا الا نكتفي باستقالة المحافظ المهمل.. بل معاقبة كل مسئول شارك باهماله فيما وصلت إليه عروس البحر الأبيض المتوسط العاصمة الثانية.. المسئولية جماعية شارك فيها محافظون سابقون ورؤساء أحياء ومديرو مرافق . انه من سوء حظ هذا المحافظ أن تهطل الامطار علي الإسكندرية هذا العام بهذه الغزارة.. ومن حسن حظ السابقين ألا يحدث ذلك في عهدهم.. فماذا لو لم يحدث ذلك؟.. لا ستمر المحافظ في مكتبه.. وبقي الاهمال والفساد قابع تحت الأرض . إن ما حدث انذار شديد ، ولعله أخير للحكومة.. إنذار بأن مصر بكل محافظاتها وليست الاسكندرية فقط معرضة للغرق في الوحل والطين.. بان الاهمال والفساد ضارب في كل شبر.. فما حدث كشف اهمالا وفساداً تراكم منذ سنين . فساداً لم يقتصر علي الاسكندرية بل طال جميع المحافظات بما فيها القاهرة والجيزة.. هل نسينا السيول في سيناء؟.. هل تذكرون ما حدث الشتاء الماضي،.. شوية مطر أغرقت القاهرة، وأغلقت الطرق .. مصر كلها مهملة.. والفساد هو المتهم الأول.. البنية التحتية من مياه وصرف صحي وغيرها كلها في حاجة إلي تجديد وليس مجرد صيانة. كارثة الثغر مجرد إنذار لافاقة الحكومة التي اعتقد انها لن تفيق .. فهي كغيرها من الحكومات مجرد رد فعل.. تتحرك بعد وقوع المصيبة.. وياليتها تفعل شيئا.. ولكنها تكتفي بمسكنات، سريعا ما يزول مفعولها. صحيح ان الرئيس عقد اجتماعا عاجلا بالحكومة علي أثر ما حدث في الإسكندرية.. وطالب الحكومة بأن تستعد للازمات قبل وقوعها.. ووضع خطة عاجلة لتحسين المرافق، والقيام بأعمال المراجعة والصيانة الدورية للمرافق ، وخاصة الصرف الصحي والامطار. انفض الاجتماع وخرجت الحكومة .. ونحن في انتظار خطتها، ان كان لديها خطة أو حتي نية لاصلاح ما أفسده المفسدون . المرافق لدينا تحتاج إلي تغيير وليس صيانة.. مع العلم ان هناك من هم محرومون منها أصلا . وكنت اعتقد ان اجتماع الرئيس بالحكومة لاعلان مشروع قومي ، علي غرار العاصمة الجديدة.. لتجديد شبكة المرافق ومدها للمحرومين علي مستوي الجمهورية.. باعتبار ان ذلك مقدم علي العاصمة الجديدة. الحكومة تراهن كغيرها علي ان الكارثة لن تتكرر.. وان كارثة أخري سوف تقع تنسينا السابقة.. فحتي الآن الحكومة تتعامل مع الكارثة بالمسكنات، بسيارات شفط المياه.. ولم تعلن عن خطة عاجلة أو آجلة حتي لصيانة المرافق وليس لتجديدها . إذا أردنا لهذا البلد الخير، يجب ان يحاسب كل مقصر أو مهمل أو فاسد مهما كان أسمه وشأنه.. يجب أن يسود العدل. هذه الكارثة تفتح ملفاً شديد التعقيد.. ملف فساد المحليات، الذي طال كل شبر في البلد.. فهو لايحتاج إلي بحث، لانه ظاهر عيني عينك.. لابد من القضاء علي هذا الفساد مهما كلفنا ذلك.. قبل بناء العاصمة الجديدة.. حتي لاينتقل إليها، ويعشش فيها . المصائب الآن تأتي فرادي.. ولانستطيع ان نواجهها.. ولسنا مستعدين لها.. فماذا نفعل ان جاءت مجتمعة؟!. أفيقوا قبل فوات الأوان