أصحاب المحلات تقوم بحصر البضائع المتضررة من الأمطار «تصوير : عصام عبد المنعم» بين ليلة وضحاها..تحولت الإسكندرية من مدينة باسمة تنتظر الشتاء بلهفة إلي مدينة حزينة قلقة بعد سقوط أمطار لم تزد مدتها علي ساعة تقريبا، في سابقة تعد الأولي من نوعها..فبسبب الإهمال والعجز الحكومي تحول الشتاء إلي مأساة أدت إلي خسارة بعض المواطنين لممتلكاتهم وهو مارصدته الأخبار في جولتها بوسط المدينة. كانت البداية مع جراج سانت كاترين بالمنشية التابع للمحافظة فقد تحول لبحيرة غرقت فيها عشرات السيارات. وقف محمد الذي لم يتخيل أن يتحول مقر عمله اليومي بالجراج إلي بحيرة، تستلزم ان يمتلك مهارة السباحة ..فبدلاً من أن يقتصر دوره علي صف السيارات أصبح من واجبه انقاذها من الغرق وانتشالها من مياه الصرف الصحي !!.. وأكد أنهم قاموا باستخراج 35 سيارة تقريبا ،بينما ظلت اكثر من 40 سيارة أتوماتيك في المياه لم يستطيعوا تحريكها. ورغم استمرار سيارتي شفط المياه في العمل إلا أن الوضع في حاجة إلي ساعات طويلة من العمل. وقف أصحاب السيارات ينظرون بحسرة إلي سياراتهم الفارهة التي غطتها المياه.. وقال محمد السيد أحد اصحاب السيارات: «هرب العاملون بالجراج وسبونا.. وعربيات الشفط مش قادرة تشيل كل المياه.. عربيتي وعربيات الشغل خسرت جوه.. ومحتاجة عشرات الآلاف علشان تتصلح. الممر الحزين انتقلنا إلي المنشية ووسط البلد لرصد خسائر التجار.. وفي العادة كان ممر ألعاب الأطفال بشارع سنان بالمنشية يبدو مبهجا.. تملؤه ضحكات الأطفال المنبهرين بالألعاب والخردوات ذات الألوان البراقة.. وفرحة التجار السعداء بالربح.. أما اليوم فقد تبدل الحال.. وأصبح الممر مظلما وكئيبا.. تناثرت علي أرضيته الألعاب التالفة.. غارقة في مياه الصرف والطين .. والتجار حولها يتحسرون علي بضاعتهم الخاسرة وليس علي لسانهم سوي عبارة «حسبي الله ونعم الوكيل». «عليه العوض ومنه العوض» كلمات قليلة ظل الشحات شقير صاحب محل أقمشة بشارع فرنسا يرددها متأثرا بخسارته واقفا بين الآلاف من «اتواب» الأقمشة التي تصل تكلفتها إلي مليوني جنيه، بعد أن أفسدتها مياه الأمطار، بينما حاول محمد سعد صاحب محل شنط بالمنشية إنقاذ ما يمكن من البضاعة التي وصلت خسائرها إلي 50 ألف جنيه تقريبا، قال: «لم أستطع فعل شئ سوي تحرير محضر بقسم شرطة المنشية وكذلك فعل جيراني من أصحاب المحال المجاورة واضاف: كان حظنا أن يوم سقوط الامطار بغزارة هو يوم الأحد، ولأنه يوم عطلة لم يستطع الكثيرون انقاذ بضاعتهم بسبب تعثر الطرق والمواصلات. واضاف انه حين وصل وجد جميع الشنط تالفة ». أما ياسر ابو رابح صاحب محل أدوات منزلية بشارع فرنسا فقد ظل يندب حظه وضياع رأس ماله الذي وضعه كله في تجارة الأدوات المنزلية صارخا: «ضاعت كل أموالي علي الارض بسبب تقاعس المسئولين .. استغثنا وكان الرد : ملناش دعوة ومش بايدينا.. وأضاف: خسارتي تتعدي المليون جنيه واستغثنا بالمسؤلين بشركات الصرف الصحي دون جدوي ولم يأت أحد لمساعدتنا حتي الآن».. وأشار إلي ان بالوعات الصرف بالشارع مسدوده وغير مؤهلة لتصريف مياه الامطار الأمر الذي جعل منسوب المياه في الشوارع يعلو منسوب ارتفاع المحلات فتسربت للداخل واتلفت جميع البضائع .. واشار الي قيامه بتحرير محضر لاثبات حاله برقم 3175 لسنة 2015 إداري المنشية .. متسائلا عمن سيقوم بتعويضه ؟؟.. بدوره يؤكد عماد ابو الفضا صاحب محل لعب اطفال بالمنطقة أنه طلب مع زملائه المساعدة دون رد ..وشركة الصرف قالت ليس لدينا سيارات لشفط المياه و يضيف: قمت بتأجير سيارة علي نفقتي الشخصية لشفط المياه ورغم ذلك لم أتمكن من إنقاذ بضاعتي. وقال أبو الفضل انه حرر محضر رقم 3171 لسنة 2015 اداري المنشية يثبت فيه خسائره ويتهم فيه المسئولين بالتقاعس والاهمال .. وردا علي ان الحكومة وافقت علي استقالة هاني المسيري المحافظ السابق واستدعاء رئيس شركة الصرف الصحي للتحقيق أكد التجار ان تلك القرارا ت غير كافية علي الاطلاق.. وطالبوا بمحاسبة جميع المسئولين بتهمة الاهمال حتي يصبحوا عبرة لجميع المسؤلين. وتساءلوا عن الجهة التي ستعوضهم عن خسائرهم التي تقدر بملايين الجنيهات ؟؟ وكيفية استرداد حقوقهم .. واستنكروا قيمة التعويضات التي ستدفع لأهالي المتوفين حيث لا تتجاوز10 آلاف جنيه للفرد علي حد ذكرهم.. فبكم ستقدر قيمة البضائع ؟!. سجاد دمنهور فسد! داخل فرع سجاد دمنهور التابع لهيئة الأوقاف المصرية،كانت قدمنا تغوص في المياه التي شربها السجاد، فقد أتلفت المياه معظم السجاد، وأشار مسئولو الفرع إلي انهم قاموا بتحرير محضر بقسم المنشية برقم 3139 لسنة 2015،إداري المنشية وأنهم أرسلوا فاكساً إلي مدير عام مصانع سجاد دمنهور بعد أن غرقت جميع المنتجات الموجودة في المعرض.