رحل الكاتب والروائي الكبير جمال الغيطاني.. رحل بجسده ولكن اعماله سوف تستمر تنير الطريق امام الاجيال الشابة من الادباء.. لقد نسج بقلمه البديع انتصارات مصر في حرب اكتوبر.. كما نسج الحياة المصرية من خلال اتصاقه بالمواطنين وكان يشارك معنا في تغطية حالات ليلة القدر ليشهد علي الطبيعة احوال الفقراء والمحتاجين ويعبر عنها في كتاباته ومقالاته المطالبة بتحسين احوال الفقراء. وفي الفترة الاخيرة قبل وفاته كان غزير الكتابة يكتب مقالات طويلة عن احوال القاهرة الفاطمية ويشهد قلمه دفاعا عن الجيش المصري مصدر الوطنية الحقيقية سافرنا معا الي موطننا في سوهاج فهو في الغرب بجهينة وانا في الشرق ولكن اجتمعنا في الحب.. كنا نتحدث كثيرا يحكي لي عما يعرفه عن الابواب الخلفية وفي نفس الوقت يتابع احوال معشوقته دار اخبار اليوم.. اسس فيها اول جريدة لأخبار الادب وتولي رئاسة تحريرها حتي نضجت واصبح لها قراء ليس في مصر فقط بل وفي العالم العربي. وكان يستمد من التراث عبيق الماضي وينسجه في الحاضر.. لذا كان يعلم ان محنة مصر في زوال وساند بقوة ثورتي 25 يناير و30 يونيو.. كان زاهدا في المناصب حتي عندما اصبح عضوا بالجمعية العمومية لم يشارك في اجتماعاتها وكان من قبل امين عام الجمعية العمومية لأخبار اليوم.. يكره المعارك المفتعلة يميل الي الهدوء.. واكثر اديب ترجمت رواياته الي الفرنسية وعدة لغات اخري.. كان يسير علي درب صاحب نوبل نجيب محفوظ ويقولون في الاوساط الادبية انه خليفته.. لقد فقدت أخبار اليوم وعالم الادب والرواية المصرية والعربية كاتبا عظيما متفردا باعماله وتجلياته. غاب عنا جمال الغيطاني وهو حي عندما دخل في الغيبوبة وكنا ندعو الله ان يفيق منها.. ولكنه رحل الي عالم آخر قد يجد فيه راحته في رحمة ربه.. ادخله الله فسيح جناته وألهم زوجته الكاتبة الكبيرة ماجدة الجندي وابناءه الصبر علي الفقيد الغالي.