يبدو أن هيئة السكة الحديد تتعامل مع الصعيد والصعايدة علي أنهم مواطنون من الدرجة الثانية.. في الثانية عشرة بعد منتصف ليلة السبت الماضي عشت ومعي مئات الركاب مأساة داخل قطار الديزل « رقم 1933 القادم من أسوان إلي القاهرة.. المفروض أن هذا القطار فاخر وأنني أحجز ومعي أسرتي في الدرجة الأولي ودفعت ما يقرب من الألف جنيه لأن سعر التذكرة 139 جنيها.. فوجئت أن القطار لا يصلح للاستخدام الآدمي والركاب نائمون في الطرقات ودورات المياه حدث ولا حرج. القطار تحرك من أسوان والتكييف معطل في بعض العربات التي أصبحت بمثابة مقبرة الغلق وفرفر الأطفال من شدة الحرارة واختنق الكبار وصرخ 8 من السياح الروس و6 من السياح اللبنانيين.. وحضر رئيس القطار وخدعهم بأن العطل بسيط وسيعمل عند تحرك القطار أو أن يعيد لهم 18 جنيها « بدل التكييف «.. وتحرك القطار وتحولت العربات إلي فرن وأسرع الركاب إلي رئيس القطار وكان الرد المستفز « القطار خربان « اتركو هذه العربات واجلسوا في العربات التي بها تكييف.. قال الركاب وما العمل عند ركوب أصحاب هذه المقاعد.. قال ساعتها تفرج « وهرب بعد أن أوقفه ليجلس في كابينة القيادة مع السائق خوفا من ثورة غضب الركاب.. وحدثت المأساة عند وصول القطار محطة سوهاج عندما صعد ركاب سوهاج ليفاجأوا أن مقاعدهم احتلها ركاب أسوان وقنا والأقصر وعندما طالبوهم بمغادرة مقاعدهم رفضوا.. وحدثت مشاجرات وتحولت عربات القطار إلي ساحة معارك كان طرفها السائحين.. أسرعت بالاتصال باللواء علاء عبد المجيد مساعد مدير شرطة السكة الحديد لقطاع الصعيد وأبلغته بالمهزلة وطلبت منه سرعة تحرك الشرطة لمنع كارثة قد تحدث داخل القطار الذي لا يصلح للاستخدام ولا أدري من وقع علي تقرير صلاحيته وتحركه من محطة أسوان.. وكان الرجل علي قدر المسئولية حيث سارع بإيقافه بعد تحركه من محطة سوهاج وصعد رجال المباحث وتمكنوا من إيقاف المعارك وفك الاشتباك بين الركاب ولم يكتف الرجل بذلك بل قام بالاتصال بضباط السكة الحديد في محطة أسيوط لتجهيز فنيين وانتظار القطار لإصلاح الأعطال لحظة وصوله أسيوط. إنني أهدي هذه الواقعة إلي الدكتور سعد الجيوشي وزير النقل الجديد الذي أشعر أنه يمتليء بالحماس ويريد النهوض بهذا المرفق المهم.. وادعوه للقيام بجولة علي رصيف الصعيد بمحطة مصر واستقلال أحد قطارات الصعيد في جولة غير مرتبة يصطحب خلالها معه المهندس أحمد حامد رئيس هيئة السكة الحديد للوقوف علي الواقع المؤلم.. وأطالبه بالتحقيق في هذه الواقعة وألا تمر مرور الكرام حتي لا نستيقظ علي كارثة تعادل احتراق قطار الصعيد. وأتقدم بالشكر لشرطة السكة الحديد التي أنقذت القطار من كارثة وأنقذت سمعة مصر أمام السياح الأجانب بينما كان مسئولو الهيئة يغطون في نوم عميق.