في هذه المرة وبمجرد أن دخلت البيت لم أسمع صوته العذب الذي كان يصيح وكأنه يرحب بي فانخلع قلبي من مكانه واقتربت من أمي هامسا: هو راح فين حدثت هذه الحكاية الأسبوع الماضي وبالتحديد يوم وقفة عرفات حيث اعتدت في مثل هذا اليوم من كل عام وبمجرد أن أصل بيتنا في البلد لقضاء العيد أن أسمع صوته مجلجلا في المكان، كان صوته العذب يطربني بالليل والنهار فأشعر بنغمة صوته ترحب بي قائلة: حمدلله علي السلامة فأقترب منه وأقبله وأربت علي ظهره لأبادله التحية والسلام لنقضي معا أسبوعا علي الأقل حتي ينتهي العيد فيذهب كل منا إلي حال سبيله وأظل أنتظر عاما كاملا حتي نعود نلتقي من جديد، في هذه المرة وبمجرد أن دخلت البيت لم أسمع صوته العذب الذي كان يصيح وكأنه يرحب بي فانخلع قلبي من مكانه واقتربت من أمي هامسا: هو راح فين يامه؟ فقالت وهي تشير لي: نايم في الأوضة الجوانية فقلت بسرعة: نايم ليه كفي الله الشر هو عيان ولا إيه؟ فقالت: العادي بتاعه مفيش حاجة جديدة وانا من شوية عشيته واديته الدوا ونام، فعاتبتها قائلا: طب يامه لما لقيتوه عيان كده مش كنتوا ترجعوه وتجيبوا واحد سليم؟ فضحكت قائلة: انت مش هتبطل الهزار بتاعك ده، ياريت كان فيه مكان نوديه فيه يرجعه زي زمان ده كنت حتي أنا امك رحت ورجعتلكم زي زمان، ادخل بس انت سلم عليه وبوس إيده لحسن كان عمال يسأل علي القطر بتاعك اتأخر ليه فقلت: يامثبت العقل والدين يارب هو الخروف بيعرف يتكلم أساسا؟ بمجرد أن نطقت كلمة الخروف كادت أمي أن تستلقي علي قفاها من الضحك وهي تقول: خروف مين الله يحظك ياولدي ده انا فاكراك بتسأل علي أبوك فضربت كفاً بكف وأنا أقول: يامه أبويا ربنا يديله الصحة أنا كل شوية وانا في القطر أطلبه أطمن عليه لكن أنا بسألك علي الخروف فضربت علي صدرها قائلة: خروف إيه ياولدي انت مش عايش معانا في البلد ولا إيه انت متعرفش إن سعر الكيلو عدي 130 جنيها يعني أغلي من سعر كيلو البني آدمين، بلاها يابني خروف السنة دي خلينا نقضيه بمب وبلالين وشخاليل، فقلت وأنا غير مصدق أن بيتنا ليس به خروف: شخاليل إيه بس يامه ده انا عامل حسابي أهيص في اللحمة الضاني، وأنا عمال أسأل نفسي مال الخرفان بتجري في الشوارع فرحانة ولا خايفة من الدبح ولا حاجة زي كل سنة، فقالت أمي: مش بس الأسعار اللي مخليه الخرفان فرحانة، لا ياسيدي دول علي كده من ساعة ما عرفوا الفتوي بتاعة الدكتور سعد الهلالي الله يباركله إللي حللنا المشكلة دي وقال إن الواحد ممكن يضحي بديك أو فرخة مش لازم خروف! جلست غير مصدق نفسي من الصدمة فأكملت أمي قائلة: أيوه والله سمعته بعضمة وداني وقال كمان إن الجواب الديني ظلم المسلمين لما خبا عليهم حكاية الديك والفرخة دي، فابتسمت قائلا: قصدك الخطاب الديني يامه فقالت: ايوه هو ده، ياريت ياولدي يخلوا الراجل ده يعملنا جواب جديد يمكن يسهل علينا حاجات كتير ولو جات علي ديك ولا فرخة أهو مقدورعليهم، دي المذيعة كان عايزة تزغرد من الفرحة لما سمعت الدكتور هلالي فقلت لها: طيب يامه زي بعضه ديك ديك بس انا مش شايفك يعني محضرة السكينة ولا قولتيلي تعالي امسكلي ديك من العشة علشان ادبحهولك؟ فقالت: بصراحة مخبيش عليك قلت يابت استني السنة الجاية يمكن الدكتور هلالي يقول ولا ديك ولا خروف افتحلك علبة بولوبيف!