دعا برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض السوريين إلي التظاهر بعد وقف اطلاق النار، مطالبا الدول الداعمة لخطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان بتأمين وسائل حماية الشعب خلال هذه التظاهرات. وتابع رئيس المجلس الوطني السوري قائلا: »يجب ان يحرص الشعب علي التظاهر السلمي دون أن يتعرض لاطلاق النار، وهذا هو التزام النظام، وسنري اذا كان النظام سيطبق ذلك وهذا سيكون أول امتحان له«. يذكر أن الحكومة السورية وافقت اواخر مارس الماضي علي خطة انان للسلام والتي تدعو إلي سحب قواتها واسلحتها الثقيلة من المناطق المأهولة، كما تدعو طرفي النزاع إلي الالتزام بهدنة، كما تشمل الخطة بندا يطالب الحكومة السورية باطلاق سراح المحتجزين الا انها تخلو من أي مهلة للرئيس السوري، ولا تطالب بتنحيته. واحتشد عشرات الآلاف من السوريين أمس الجمعة في مظاهرات جديدة ضد النظام السوري والرئيس بشار الأسد في جمعة أطلقوا عليها اسم " "ثورة لكل السوريين"، بعد أول يوم من بدء وقف إطلاق النار الهش. ومنذ صباح أمس ، سجل خروج تظاهرة في قرية عربين في ريف دمشق وأخري في حي القدم في العاصمة، حسبما أظهرت أشرطة فيديو وزعها ناشطون علي شبكة الإنترنت. وكانت الدعوة قد وجهها ناشطون عبر المواقع الالكترونية لمشاركة جميع السوريين، لاسيما المترددين، للخروج في هذه التظاهرات. وكتبت صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" علي موقع "فيسبوك" الالكتروني "اليوم لا عذر لأحد فهو يوم لكل السوريين.. إن أردتم نهاية لعمليات القتل انتفضوا.. إن أردتم نهاية لعمليات تدمير المدن انتفضوا.. إن أردتم نهاية لآل الأسد انتفضوا"، داعية إلي جعل هذا اليوم "جمعة مشهودة للقضاء علي هذه عصابة الأسد المجرمة". وتحت صورة كبيرة لمدينة دمشق، ناشدت الصفحة سكان دمشق قائلة "الساحات بانتظاركم يا أبطال الفيحاء". وكانت صفحة "شبكة شام" المعارضة علي فيسبوك بثت شريط فيديو ترويجي لحث المترددين علي المشاركة في التظاهر ضد النظام. وجاء في الشريط "أيها المترددون لتخرجوا عن صمتكم أو فلتصمتوا إلي الأبد". وخرجت تظاهرات ليلية في عدد من المناطق كان أكبرها في مدينة دير الزور، هتفت "حرية للأبد غصبا عنك يا أسد". كما سارت التظاهرات الليلية في مدينة حلب والزبداني ودوما في ريف دمشق ودرعا المحطة وداعل في محافظة درعا. وقد اجتمع أمس الجمعة مجلس الأمن لبحث سريع لقوة دولية لمراقبة الهدنة في سوريا لمنع وقف هش لإطلاق النار من الانهيار. وتعطي المسودة تفويضا بنشر ما يصل إلي 30 مراقبا غير مسلحين في سوريا مبدئيا لمراقبة التقيد بوقف إطلاق النار الذي تدعمه المنظمة الدولية . وتنص المسودة التي تقع في صفحتين علي أن مجلس الامن سيطالب سوريا بأن " تضمن حرية كاملة وبلا قيود للحركة في ارجاء سوريا لجميع العاملين بالبعثة " ، وتتضمن المسودة أيضا إدانة المجلس " للانتهاكات الواسعة والممنهجة لحقوق الانسان من جانب السلطات السورية والحث علي محاسبة المسئولين عن هذه الانتهاكات .. ومطالبة الحكومة السورية بالوفاء بالتزاماتها بشكل كامل .. ووقف تحريك القوات باتجاه المراكز السكنية واستخدام كافة انواع الاسلحة في هذه المراكز". وطالب أنان بإقامة " ممرات إنسانية " ، حسبما أفاد المتحدث باسمه أحمد فوزي . وأضاف المتحدث " إن أنان مدرك بأن الوضع ليس مثاليا في هذا البلد في الوقت الحالي .. هناك معتقلون يجب الافراج عنهم ولابد من إقامة ممرات انسانية "، مذكرا بأن أكثر من مليون شخص بحاجة الي مساعدات غذائية في سوريا بحسب الاممالمتحدة. ومن جانبه قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إنه لا يعتقد أن الرئيس السوري بشار الاسد صادق في إعلان وقف إطلاق النار. وقال ساركوزي في مقابلة مع قناة إي تيلية التليفزيونية " لا أظن أن بشار الأسد صادق.. لا أؤمن للأسف بوقف إطلاق النار هذا"، مشيرا إلي أنه "يجب أن نعلم أن مدينة حمص وهي مسقط رأس زوجة الرئيس عانت كثيرا.. ولابد من إرسال مراقبين لمعرفة ما يحصل وأنا مقتنع بأن الأسرة الدولية ستتحمل مسؤولياتها وستوجد الظروف اللازمة لإقامة ممرات إنسانية ليتمكن البؤساء الذين يتعرضون للاضطهاد اليومي من الهرب من الدكتاتور".