اسم اللوحة: فرح قروى الفنان: بيتر بروجيل تاريخ رسمها: 1566 المدرسة الفنية : عصر نهضة الأراضى الواطئة هذه اللوحة للفنان الهولندي الكبير بيتر بروجيل «الأكبر» ولد عام 1525 في قرية بروجيل وهو مصور من القرن السادس عشر عاش في الأراضي الواطئة التي تشمل الآن هولندا وبلجيكا. يحيط حياة بروجيل كثير من الغموض خاصة ولم يتبع الطريقة الايطالية في الرسم وما تتطلبه من أسلوب فخم وتبجيل لإانسان بل إتبع طريقة في رسم نواحي الحياة اليومية للفلاحين وحفلاتهم ورقصاتهم وألعاب الاطفال بشكل بانورامي .. وقد تفرد بروجيل بين الفنانين بموهبة الملاحظة الدقيقة للطبيعة والاشخاص وقدراته أن يحكي من خلال اللوحة قصة تدفع ببصرك للتجوال بكل ارجاءها لتكتشف طباع البشر في عصره وتقاليدهم كما في لوحته "فرح قروي" التي رسمها عام 1566 اللوحة تصور لعرس أقيم في مكان متسع كأنه مخزن للحبوب ويبدو أن الحفل أقيم بعد موسم حصاد القمح وتوفر الأموال وقد علقت بالقرب من العروس الي أعلي حزمتين من القمح للتبارك بهما .. وبصعوبة يمكننا رؤية العروس وهي جالسة إلي مائدة العرس وخلفها ستارة معلق فوقها ما يشبه الاكليل لذلك نلاحظ ان عناصر الموضوع الرئيسي – وهو العروسين - مهمل ولا يشغل من اللوحة إلا مكاناً صغيراً كأنه سبب ليرسم بروجيل هذا التجمع .. بينما يتصدر في نظر بروجيل أهمية تصوير حاملي وموزعي أطباق الحلو وصب الشراب..وهذا هام في نظر فنان يعيش في قرية فقيرةأاهلها فقراء ينتظرون مثل هذه المناسبات لذلك نجد زحاماً كبيراً عند الباب الي أقصي يسار اللوحة من المدعوين في انتظار دخولهم لتناول لطعام .. وتتركز عيوننا الي الوسط علي أحد عازفي موسيقي "القرب" وقد كف عن العزف ووقف محملقا في بؤس شديد عند دخول حاملي اطباق الحلو ويؤكد كل هذا الفقر وجود الصبي الصغير الجالس ارضا وسط اللوحة ممسكا بطبق الحلو الفارغ الي صدره يلعقه باصبعه في نهم وقد وضع قطعة خبز في حجره اتقاءاً للجوع .. اللوحة تكشف عن تقاليد الافراح في الأراضي الواطئة بإستحضار عازفي "القرب" التي لا يخلو منها أي من أفراح القري الفلاندرية وتكشف عن التكاتف بين الفلاحين .. كما نستشعر في اللوحة أصواتاً لثرثرة المدعويين وتخبط الأطباق وصب المشروبات وأصوات الموسيقي في مشهد حيوي تؤكده الألوان الريفية ..كما ندرك الحركة الدائرية داخل اللوحة التي تبدا من اليسار الي أسفل بذلك الفلاح الذي يصب المشروبات خلف الصبي الجالس أرضا ثم الي الذراع الخشبية لحمالة الاطباق ثم الي اقصي اليمين حيث الرجل الارستقراطي أو الإقطاعي المظهر المنهمك في حديث مع إمراة والي جواره وقف كلبه مرتكناً برأسه الي مقعد خال ربما خصص له الي جوار سيده الإقطاعي .. وتستمر الحركة داخل اللوحة متجهة الي اليسار بين الرؤوس والأيدي في حيوية انسانية نادرة .. أما المنتظرون إلي أقصي يسار اللوحة فلا يزالون خارج الحركة وخارج الرؤية وخارج الفرح ..