يعرض ما يربو عن مائة فنان وفنانة أعمالهم الصغيرة في المعرض المقام حاليا بقاعة "دروب" تحت عنوان "الأعمال الفنية الصغيرة 2012"، والذي تتنوع فيه اتجاهات الفنانين كل منهم بحسب مجاله الفني. ظهر العرض وكأنه بانوراما احتفالية بالأعمال التشكيلية الصغيرة التي تنوعت بين تصوير، رسم، نحت، خزف، حلي، وخط عربي. لم يزداد حجم لوحات الفنانين عن 30 × 40 سنتيمتر، كما لا يزيد ارتفاع الأعمال النحتية عن 25 سنتيمترا. تستهل القاعة مجموعة من العرائس صممتها الفنانة نادية حسن، وعددهم عشر عرائس يعبرون عن الحالة المصرية الريفية، فمنهم عازفي الربابة والناي والراقصة الشعبية، بالإضافة إلى الفلاح يحمل فأسه وقفته، والفلاحة تمسك بوعاء المياه، كما جسدت الفنانة شخصية العمدة يجلس على الكرسي واضعا ساقه فوق الأخرى وهو يشرب الشيشة، ومن حوله الفلاحين يمارسون عملهم. في مقابل هذه الأعمال نجد مجموعة من الفتارين تعرض أعمال حلي للفنانين نجوى مهدي، أحمد بدوي، وسارة عبد العظيم، يتناول كل منهم أشكالا مختلفة من الحلي، منها الأقراط والحلقان والأساور تحمل بصمة وتصميم الفنان مبدعها، وامتازت اغلب تلك الأعمال بتطعيمها ببعض الفصوص الملونة التي زادت من جمال التصميم. ويبدأ عرض اللوحات بثلاثة أعمال للفنان د. مصطفى يحيى أبيض وأسود، يصهر خلالهم الفن الفرعوني بالفن الشعبي في إطار تعبيري يميل قليلا إلى السريالية؛ حيث يرسم في اللوحة الأولى ثلاثة وجوه تحوي بعض الرموز والزخارف الشعبية، كالهلال والمثلثات التي ظهرت في الفن الشعبي، ترص الوجوه كل منها بجانب الآخر، ومن أمامهم رصيف يحوي سهمين إحداهم يتجه لليمين والآخر إلى اليسار، وبجانب الوجوه لافتة تحمل تاريخ 2011 تلك العام الذي اندلعت فيه ثورة 25 يناير، وكأن الفنان يعبر عن الانقسام الذي نراه حاليا في المشهد السياسي المصري، وحيرة الشعب الذي يمثله الوجوه التي لا تعرف إلى أي اتجاه من اتجاهي السهم المتعاكسة سيسيرون. أما اللوحة الثانية فكانت لمجموعة من الأشخاص رسمها الفنان برؤيته الخاص، مستلهما بعض موتيفات الفن المصري القديم أو بعض من سماته كتحوير أحد رؤوس شخصياته التي تتصدر واجهة اللوحة إلى رأس طائر، مستبدلا تفاصيل الوجه بعين حورس، كما تمتد اليد المبالغ في حجمها لمحاولة الحصول على مفتاح الحياة الموجود بداخل صندوق زجاجي يوضع أعلى الرأس لكن لم ترى فتحة الصندوق التي تقود اليد إلى المفتاح. ومن الخلف تقف سيدة في الشباك لترصد المشهد، وفي الجانب الآخر من اللوحة يسير رجل يحمل أشياءه فوق رأسه. أما الفنان علي عزام فتناول في إحدى لوحاته الفلاحة تسير وفوق رأسها وعاء العسل، كما رسم بورترية جانبي لفلاح يرتدي عمته وجلبابه في لوحة أخرى، واستقل عمل بواحدة من حيوانات الريف الشهيرة وهي "الإوز" حيث رسم إوزتين تسيرين وكأنهما يمرحان. كما رسمت راندا إسماعيل ومحمد حفني مشاهد من الريف المصري المصري. في حين تناولت نها عبد المقصود راقصي التنورة في ثلاثة لوحات. ورسمت أسماء سامي ثلاث لوحات بالألوان المائية إحداهما عن الأسماك والأخيرتين عن الطيور إحداهما كانت لببغاء والأخرى لهدهد، مستخدمة اللون برقة شديدة وبشفافية عالية. كما رسم يوسف دعموم في لوحاته بعض الفراشات وكأنه يرسم بورتريها لهم. وقدم الفنان الكبير جلال الحسيني ثلاثة لوحات مناظر طبيعية للمراكب في النيل، ومن خلفه تظهر الجبال، مستخدما الألوان المائية. يماثله الفنان عصام طه الذي رسم مناظر طبيعية للنيل أيضا بالألوان المائية. ويرسم الفنان سمير عبد الرحمن حفلات الرقص النسائية. ويعرض الفنان محسن شعلان لوحة تصور الفلاح وزوجته يسيرا في إحدى شوارع الريف باللون الأبيض والأسود، كما عرض لوحة ملونة تصور امرأة تقف خلف سور شرفة المنزل. وتم عرض لوحتين للفنان الراحل حسن راشد الذي يتناول الفن الشعبي في أعماله بمذاق خاص ورؤية جديدة اشتهر بها في الساحة التشكيلية المصرية، واللوحتان يعرضا صبي وصبية يركبان الحصان الشعبي. ونالت البورتريهات عددا كبيرا من أعمال المعرض، لكن كل فنان كان له أسلوبه الخاص في رسم بورتريهاته؛ حيث تناول وليد يس بوتريهات البشرة السمراء وظهرت وجوهه فرحة ذات ابتسامة عريضة. يماثله الفنان مصطفى سليم في تناول الوجوه السمراء ولكنه قدمها برؤية جديدة حتى في قطع اللوحة بشكل مستطيل رأسي مبالغ فيه، مما يظهر مقطع من الوجه ليسلط الفنان الضوء على هذا المقطع. أما بورتريهات ثناء عز الدين فتميزت بالعيون الواسعة، والشعر المجعد، وحمل بورتريه المرأة الذي رسمته سمات الفن الشعبي، أما لوحة الرجل فاستلهمته من الفن الفرعوني ذات الوجه الجانبي. في حين كانت بورتريهات الفنان مصطفى رحمة ذات ألوان زاهية وصريحة، أقرب إلى الكاريكاتير. كما ظهرت الورود في العديد من اللوحات، منها أعمال الفنانة نيرمان صادق. وكانت الأعمال النحتية لها رونقا خاصا في المعرض والتي ظهرت بخامات متنوعة، منها البرونز، والحديد والجبس وأيضا الزجاج؛ حيث قدم الفنان أيمن سعداوي منحوتة لعازف الربابة بخامة البرونز. كما عرض النحات أبو بكر محمد عبده راقص التحطيب وعازف الطبل مستخدما خامة الحديد. وتناول خالد الفيومي في منحوتته صانع الأشغال الفنية. وفي الخزف عرضت الفنانة سلوى رشدي ثلاثة أواني خزفية ذات أشكال متنوعة. وقدم يسري المملوك، محمد حسن، حسن حسوبة، وعلي حسن الخط العربي بأساليب مختلفة، مستخدمين أنواع متنوعة من الخطوط.