افتتح الدكتور أحمد نوار رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة معرض "وجوه من مصر" الذي يقيمه جاليري بورتريه بباب اللوق, لينهي به موسمه الفني لهذا العام. محيط - رهام محمود تحتفي قاعة بورترية بالفنان الكبير الدكتور أحمد نوار ضيف شرف المعرض الذي ضم نحو ستة وأربعون فنانا وفنانة من بينهم د. رضا عبد الرحمن مؤسس القاعة, رشا طاهر, د. نادية التطاوي, شيخ النقاد كمال الجويلي ونجله الفنان الفوتوغرافي الراحل هاني الجويلي, د. عبد الوهاب عبد المحسن, د. محمد عبلة, د. حكيم جماعين, إيمان عزت, د. محمد الطراوي, د. إبراهيم غزالة, إبراهيم الطنبولي, جمال عبد الناصر, د. خالد سرور, د. مصطفى الرزاز, ممدوح الكوك, هاني راشد, هبة خورشيد, السفير يسري القويضي. احتضنت جدران القاعة بين جنباتها ثمانية وأربعون عملا, وهي تقدم هذا العرض "وجوه من مصر" الذي تناول فيه الفنانون رؤيتهم للوجوه المصرية في حالات فنية مختلفة, وبين فنانين من أجيال مختلفة, وسوف تحافظ "بورتريه" على هذا التقليد من أجل الحفاظ على هذا الفن, هذا وفقا لما جاء بكتالوج المعرض. اهتم د. أحمد نوار بوجوه الفيوم الذي تناولها في لوحاته برؤية جديدة "رسم أبيض وأسود", وقد لفتت لوحته انتباه الزائرين, حيث أنه برع في إخراجها بشكل مميز, وهو أن العمل كان بمقاس 21×30سم, يحتضنه البرواز الكبير الأسود الذي يبلغ من الحجم 58.8× 68.7 مما زاد من إبراز جمال اللوحة. ظهرت المرأة المصرية في لوحة إبراهيم الطنبولي بألوان صريحة وساخنة, بينما كانت رومانسية ورقيقة في لوحة د. إبراهيم غزالة, وتأخذ ألوانا بنية متوهجة في عمل د. حكيم جماعين, أما لوحة رشا طاهر فقد ظهر وجه المرأة "بروفيل" وجسدها العلوي من الجانب الأيسر, يحمل خطوطا متقاطعة تظهر من خلالها قوى التعبير, منعكسة تلك الخطوط لنراها مجددا أمام المرأة في رسوم وأشكال مختلفة, ومنسجمة, رسمتها الفنانة بدقة شديدة, في حين يلتفت ويميل بورتريه فتاه د. رضا عبد الرحمن إمالة رقيقة لتظهر رقتها وعزوبتها في ألوان رقيقة ومبهجة. تهتم د. نادية التطاوي بعالم الغناء والفن الأصيل, حيث تعبر ريشتها عن الفنانة أسمهان بروحها الغنائية الرائعة, في حين يرسم خلف طايع بورتريها للمخرج يوسف شاهين, بينما يرسم الناقد كمال الجويلي المرأة المصرية تنطمس ملاح وجهها بقوى التعبير التي تجذب المتلقي أليها وكأنها تحاكيه وتخبره عما يلوج بداخلها. تعبر هبة خورشيد بالأبيض والأسود عن العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة, وتظهرهما على خلفية باللون الأحمر القاتم, وتقسم مروة الشاذلي الوجه إلى أشكال هندسية, بينما تعبر نهلة السباعي عن الشيوخ ورجال الدين, أما هاني الجويلي رحمه الله فقد لقط بورتريهاته من الشارع المصري ليعبر عن ملامح شعبه البسيط وخصوصا الأطفال التي تقف جانبا. أهتم د. عبد الوهاب عبد المحسن بإظهار الملمس في لوحته التي تنشأها ألوانه الهادئة, بينما يحطم جمال عبد الناصر النسب التقليدية للوجه الإنساني لتظهر منحوتته بنسب جديدة للبورتريه, في حين يشكل شادي دويب منحوتته في إطار التجريد التعبيري. يستوحى عمر الفيومي بورتريهات الفيوم ويصيغها في شكل جديد مزخرف وبألوان زاهية, أما محمد عبلة فقد يصور الفتاة التي تجلس مستعدة لالتقاط صورة, وبالألوان المائية يهمس محمد الطراوي بفرشاة على اللوحة لتصور بورتريه لرجل مصري, بينما يستلهم د. مصطفى الرزاز وجوهه من الفن المصري القديم. ففي هذا المعرض شاهدنا ألوانا مختلفة من الوجوه المصرية, التي تعبر عن هذا الشعب العريق, اختلف تناولها من فنان لآخر تبعا لأسلوبه الخاص, ولكنهم توحدوا جمعيا في مصريتها الأصيلة.