في دورته الجديدة من معرض "الأعمال الفنية الصغيرة 2013"، عرض حوالي ستين فنانا تشكيليا مجموعة من أعمالهم في قاعة "دروب"، ذلك التقليد السنوي الذي تنظمه القاعة من كل عام لعرض الأعمال صغيرة الحجم للفنانين. وقد تنوع العرض كما كان في العام الماضي بين أعمال التصوير، الرسم، النحت، الخزف، الحلي، والخط عربي؛ حيث تنوع العرض بحسب رؤية واتجاه كل فنان من العارضين، والذي لم يتجاوز حجم العمل الواحد 30 × 40 سنتيمتر، كما لا يزيد ارتفاع الأعمال النحتية عن 25 سنتيمتر. عرض الفنان د. مصطفى يحيى 3 لوحات أبيض وأسود، حبر شيني على ورق، بأسلوب يتميز بصهر الفن الفرعوني بالفن الشعبي في إطار تعبيري يميل قليلا إلى السريالية، كما تحتوي لوحاته على بعض الرموز والزخارف الشعبية، كالهلال والمثلثات التي ظهرت في الفن الشعبي، بالإضافة إلى استلهامه موتيفات الفن المصري القديم، أو بعض من سماته كتحوير أحد رؤوس شخصياته التي تتصدر واجهة اللوحة إلى رأس طائر، مستبدلا تفاصيل الوجه بعين حورس، كما تمتد اليد المبالغ في حجمها لمحاولة الحصول على مفتاح الحياة الموجود بداخل صندوق زجاجي يوضع أعلى الرأس لكن لم ترى فتحة الصندوق التي تقود اليد إلى المفتاح. ومن الخلف تقف سيدة في الشباك لترصد المشهد، وفي الجانب الآخر من اللوحة يسير رجل يحمل أشياءه فوق رأسه. كما قدم الفنان جلال الحسيني ثلاثة لوحات مناظر طبيعية للمراكب في النيل، ومن خلفه تظهر الجبال، مستخدما الألوان المائية. يماثله الفنان عصام طه الذي رسم مناظر طبيعية للنيل أيضا بالألوان المائية. وتم عرض ثلاث لوحات للفنان الراحل حسن راشد الذي يتناول الفن الشعبي في أعماله بمذاق خاص ورؤية جديدة اشتهر بها في الساحة التشكيلية المصرية، واللوحات تعرض صبي وصبية يركبان الحصان الشعبي، والعروسة الشعبية. وتناول الفنان علي عزام في إحدى لوحاته الفلاحة تسير وفوق رأسها وعاء العسل، كما رسم بورترية جانبي لفلاح يرتدي عمته وجلبابه في لوحة أخرى، واستقل عمل بواحدة من حيوانات الريف الشهيرة وهي "الإوز" حيث رسم إوزتين تسيرين وكأنهما يمرحان. وقدمت الفنانة نجوى العشري لوحات صبغات على ورق، رسمت خلالها عصفور يقف على جذع شجرة. كما رسمت وفيقة مصطفى بورتريهات تشبة بورتهات الفيوم. في حين عرضت فاطمة حسن لوحات زهور. ورسم الفنان سمير عبد الرحمن حفلات الرقص النسائية. وبأسلوب كل فنان الخاص، تناول عدد من الفنانين مجموعة من البورتريهات، وجيه يس قدم بوتريهات البشرة السمراء وظهرت وجوهه فرحة ذات ابتسامة عريضة كما رسم الفاكهة. يماثله الفنان سمير فؤاد ومصطفى سليم في تناول الوجوه السمراء ولكنه قدمها برؤية جديدة حتى في قطع اللوحة بشكل مستطيل رأسي مبالغ فيه، مما يظهر مقطع من الوجه ليسلط الفنان الضوء على هذا المقطع، ورسم الفنان محسن شعلان بورتريهاته بالأبيض والأسود. كما ظهرت الورود في العديد من اللوحات، منها أعمال الفنانة نيرمان صادق. أما بورتريهات ثناء عز الدين فتميزت بالعيون الواسعة، والشعر المجعد، وحمل بورتريه المرأة الذي رسمته سمات الفن الشعبي، أما لوحة الرجل فاستلهمته من الفن الفرعوني ذات الوجه الجانبي. في حين كانت بورتريهات الفنان مصطفى رحمة ذات ألوان زاهية وصريحة، أقرب إلى الكاريكاتير. وكانت الأعمال النحتية لها رونقا خاصا في المعرض والتي ظهرت بخامات متنوعة، منها البرونز، والحديد والجبس وأيضا الزجاج؛ حيث قدم الفنان أيمن سعداوي منحوتة لعازف الربابة بخامة البرونز. كما عرض النحات أبو بكر محمد عبده راقص التحطيب وعازف الطبل مستخدما خامة الحديد. وتناول خالد الفيومي في منحوتته صانع الأشغال الفنية. وقدم حليم يعقوب منحوتات صغيرة لشكل الديك ولكن بأسلوب مجرد. وفي الخزف عرضت الفنانة سلوى رشدي ثلاثة أواني خزفية ذات أشكال متنوعة. وقدم يسري المملوك، محمد حسن، صلاح عبد الخالق، وعثمان أندرويانج الخط العربي بأساليب مختلفة، مستخدمين أنواع متنوعة من الخطوط. وفي مقدمة القاعة تم عرض مجموعة من العرائس صممتها الفنانة نادية حسن، وعددهم عشر عرائس يعبرون عن الحالة المصرية الريفية، فمنهم عازفي الربابة والناي والراقصة الشعبية، بالإضافة إلى الفلاح يحمل فأسه وقفته، والفلاحة تمسك بوعاء المياه، كما جسدت الفنانة شخصية العمدة يجلس على الكرسي واضعا ساقه فوق الأخرى وهو يشرب الشيشة، ومن حوله الفلاحين يمارسون عملهم. وفي مجموعة من الفتارين تم عرض أعمال حلي للفنانين نجوى مهدي، أحمد بدوي، وسارة عبد العظيم، يتناول كل منهم أشكالا مختلفة من الحلي، منها الأقراط والحلقان والأساور تحمل بصمة وتصميم الفنان مبدعها، وامتازت اغلب تلك الأعمال بتطعيمها ببعض الفصوص الملونة التي زادت من جمال التصميم. بالإضافة إلى أعمال فنانين آخرين شاركوا في المعرض وقدموا أعمالا تستحق التقدير والاحترام.