عبر 38 منحوتة خزفية قدمت الفنانة مريم فرهام رؤيتها الفنية عن المرأة من خلال معرضها المقام في قاعة "اكسترا" بالزمالك تحت عنوان "نساء"، حيث تقدم الفنانة "المرأة" بصور متعددة، فنراها أحيانا في حالة انحناء، وأحيانا أخري تكون منطلقة، أو حالة معاناة أو تأمل وغيرها من المشاعر المختلفة التي تفيض بها أحاسيس المرأة. تشكل الأعمال المعروضة بورتريهات للمرأة، تحمل طابعا مميزا، حيث الرقبة الطويلة، والوجه الأملس المستوحي من المدرسة الفرعونية القديمة لإخناتون، كما تبدو تلك الوجوه المنحوتة وكأنها مرسومة علي إسكتشات، حيث الخطوط الرفيعة التي تحدد الوجوه ببراعة شديدة، أما باقي أعمال المعرض فقد عبرت فيها الفنانة عن جسد المرأة، فقد عالجت أسطح أعمالها بطرق مختلفة، فيظهر في بعض الأعمال الملمس أملسا، وفي البعض الآخر يحمل ملامس متنوعة، غير مهتمة بإظهار الأطراف. استخدمت الفنانة الخزف كتقنية، حيث يمر التمثال بمرحلتين، الأولي يتم فيها حرقه بعد نحته تحت 900 درجة مئوية، فيما يطلق عليه حرقة "البسكويت"، أما المرحلة الثانية فتقوم فيها الفنانة بتلوين العمل بالجليز ثم يحرق مرة أخري تحت 1200 درجة مئوية، مما يضفي علي العمل تأثيرات متنوعة تقوم بإثرائه، فملامح الأسطح تعطي الإحساس المعدني، وكأن الفنانة استخدمت خامة البرونز أو النحاس أو الحديد أو الحجر، باستثناء قطعة نحتية واحدة استخدمت فيها خامة الجبس الأبيض، وهي بورتريه مستوحي أيضا من المدرسة الفنية القديمة لاخناتون. تقول مريم فرهام عن معرضها الجديد: كل موضوعاتي ذات علاقة بالمرأة ومستوحاة منها، فهي دائما البطل في أعمالي، وفي هذا المعرض استخدمت خامة الخزف، فنحن نري "الخزف" دائما مشكلا علي هيئة أوان، لكنني قمت بتنفيذها بصياغة نحتية، وفي رأيي أن أجمل ما يميز النحت الخزفي أن حرقة اللون تخرج بتأثير النار، التي تقوم بعمل تأثيرات جمالية علي ملمس السطح، مما توحي بأنني استخدمت خامات نحتية أخري، فعلي سبيل المثال اللون المعدني المائل للأخضر يعطي تأثير البرونز مما يغني العمل، وأنا لم أحدد بعد في معرضي القادم هل سأستخدم نفس التقنية والخامة أم لا. وتضيف: الفن المصري القديم مصدر إلهامي، فأنا معجبة بالمدرسة الاخناتونية، وتأثري بها واضح في أعمالي ومعالجاتي للجسد والأسطح والخطوط والكتل وتناغمها، حيث أراعي فيها انسيابية الخطوط الخارجية للكتلة التي يجب أن تستوعبها حركة العين، كما استغنيت عن الأطراف في جميع منحوتاتي.