عمر خيرت: افتتاح أسطوري لقناة السويس الجديدة يجسد عظمة مصر

ما حدث «إنجاز وإعجاز» تحقق بإرادة المصريين العظماء تكليف الفريق مميش لي بحفل الافتتاح شرف وتكريم

في بداية اللقاء رحب الكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم ورئيس تحرير الاخبار بالموسيقار الكبير عمر خيرت وقال رزق: في الحقيقة تعودنا في منتدي الأخبار للحوار أن نستضيف سياسيين واقتصاديين ومسئولين، واليوم قررنا أن نضفي لمسة خاصة علي المنتدي باستضافة الموسيقار عمر خيرت، وهو شخص لا يحتاج لتعريف فإذا كنا نقول الفن يعبر عن المجتمع فإن الموسيقار عمر خيرت والفنان العظيم سيد درويش، ومجموعة من رجال الفن العظام استطاعوا أن يرتقوا بالذوق والفن المصري.. وأضاف أن موسيقي عمر خيرت لها مذاق خاص، ولا ترتبط بثقافة أو طبقة معينة.. فيمكن أن نسمعها في كل مكان.. في الحارة.. وفي الشارع.. في الأوبرا.. وحتي في المجتمعات السياحية.. كما أن الناس كانت تعتقد أن الأوبرا مقتصرة علي الغناء الأوبرالي.. ولكن الحقيقة عندما يقال اسم الفنان عمر خيرت يصبح الحفل كامل العدد.. وأينما ذهبت في المناسبات الكبري حال وجود الفنان عمر خيرت تغيرت المناسبة والاحتفالية الوطنية من مجرد أشياء لا تدوم إلي أعمال تخلد وتدوم.. ونتذكر أسماء لأعمال فنية كتب لها الخلود لأنها تحمل اسم فناننا العظيم.. وفي تصوري أن أكثر اثنين أثرا في الموسيقي المصرية بعد سيد درويش هما أبو بكر خيرت وعمر خيرت.. وأعتقد أن ابن الأخ غطي بشهرته وانتشاره.. لأن الفن انتشار، وأنا سعيد بوجوده الآن، وأترقب افتتاح قناة السويس والاحتفالية المسائية لهذا اليوم للاستماع لعمر خيرت .. كما أنني أحسست بجدية الحفل وقوته عندما علمت بوجود عمر خيرت.
إرادة شعب
بدأ الموسيقار عمر خيرت حديثه قائلا: يشرفني أن أكون موجودا اليوم في هذه المؤسسة العريقة «أخبار اليوم» فهنا تاريخ مصر، وتلك الصور التي أراها علي حائط القاعة لهؤلاء الكتاب والمفكرين العظماء تدل علي عراقة هذا المكان وأشعر بسعادة بالغة لوجودي بينكم.
ياسر رزق: ماذا يمثل مشروع قناة السويس بالنسبة لك كإنسان مصري؟ وماذا ستقدم في حفل الافتتاح؟
عمر خيرت: طبعا المشروع القومي قناة السويس الجديدة أعتبره إنجازا وإعجازا له مردود إيجابي لنا وللعالم العربي، لأنه يظهر إرادة مصر وشعبها وقوتها فالقناة الجديدة انتصار كبير، وحدث عالمي، ومشروع يثبت للعالم كله قيمة مصر وحضارتها وإرادة شعبها وشبابها القوي، التي حقق المستحيل، خاصة بالنسبة للزمن القياسي، الذي أنشئت فيه القناة، فكلنا كنا ننتظر هذا الحدث الضخم، الذي لا يقل أهمية عن بناء السد العالي، وانتصار أكتوبر، العظيم، وأنا شخصيا لدي إحساس أنه فرح وعيد لمصر.. سنحتفل به جميعا.
من الذي دعاك للمشاركة في الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة ؟
- سمعت عن ترشيحي منذ فترة كبيرة حوالي 4 أشهر.. واتصل بي الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، يخبرني بنيل هذا الشرف العظيم في رمضان الماضي.. وبعدها تحدثت إلي د.إيناس عبد الدايم، رئيس دار الأوبرا المصرية عن طبيعة ما ستقدمة الأوبرا في الحفل.
ما هي الموسيقي التي خطرت علي ذهنك لحظة علمك بمشاركتك في الحفل؟
-علي الفور اخترت افتتاحية مصرية.. وهي عمل موسيقي كبير يليق بمثل هذه المشروعات والمهرجانات الكبيرة الضخمة.. والعمل الثاني هو «العاصفة»، وهو عمل يحمل الروح المصرية، ويبين للغرب أننا لدينا موسيقي يستطيع العالم أن يستمع إليها ويستمتع بها.. وأنها ليست محلية فقط.. وبعد ذلك سيكون هناك جزء للغناء مع كورال أوركسترا بقيادة المايسترو ناير ناجي يتبعها مجموعة كبيرة من كورال الأوبرا والأطفال، والتي يشارك فيها أكثر من 120 فردًا.. كما أن هناك 4 أغنيات سوف أقدمها هم «مصر يا أطهر قلب» كلمات علية الجعار و«أنت المصري» كلمات الشاعر جمال بخيت و«زي ما هي حبها» كلمات د.مدحت العدل و«فيها حاجة حلوة» كلمات أيمن بهجت قمر.
الصداع اللذيذ
دائما الأستاذ عمر خيرت هو الصداع اللذيذ داخل الأوبرا، ودائما حفلاته كاملة العدد، وفي آخر حفلاته حدثت مشاجرة بين الجمهور علي تذاكر الحفل، واضطرت د.إيناس عبد الدايم إلي السماح بالدخول عن طريق بطاقة الرقم القومي، وزيادة عدد الحفلات إلي ثلاث حفلات أسبوعية..حفلاتك دائمًا كاملة العدد والملاحظ أن معظم الحضور كم كبير من الشباب فما دلالة ذلك في رأيك؟
- يدل ذلك علي صدق الموسيقي التي منحني الله موهبة تأليفها، فقد كان لديّ هدف منذ اخترت هذا الطريق، وهو الارتقاء بالموسيقي، والحس الفني، وبخاصة أننا في بلاد تستمع إلي الأغنية، وليس الموسيقي الخالصة، وحتي الأغنية لدينا تُغني بدون شكل علمي، العالم كله ملئ بالقوالب الموسيقية المختلفة، ويجب أن يكون لدينا نفس الشيء؛ لأننا أصحاب حضارة، وعرفنا الموسيقي مبكرًا جدًا، وهذه الرسالة أخذت استكمالها علي عاتقي بعد الرائد أبو بكر خيرت، الذي أسس الكونسيرفتوار، وكان أول عميد له. لقد درست الموسيقي في لندن في جامعة «Trinity College»، كما أنني كنت ضمن أول دفعة تخرجت في معهد الموسيقي في القاهرة عام 1959، وكان هدفي أن يستمع الناس إلي موسيقي موزعة بأسلوب علمي موسيقي، والحمد لله أشعر بأنني نجحت في هذا الهدف، والدليل هو الكم الرهيب من الجمهور المتذوق لأعمالي حتي من جيل الشباب.
هل هناك عمل قمت بتجهيزه خصيصًا لحفل افتتاح القناة التي سوف يراها العالم بأكمله؟
- من وجهة نظري أنني كنت أحتاج إلي وقت كبير حتي أستطيع تأليف عمل جديد، وكنت وقتها سأقدم أوبريتا كاملا، لهذا الحدث وليس مقطوعة موسيقية فقط، ولكن عنصر الوقت لم يسمح بذلك.
خلال افتتاح مشروع السد العالي كان لدينا قامات فنية كبيرة أمثال أم كلثوم وعبد الحليم واستمعنا جميعا لأغاني السد.. هل ضيق الفترة الزمنية لإنجاز مشروع قناة السويس أثر علي ظهور أعمال تواكب الحدث أم أنها ستظهر بعد الحدث؟
- الأعمال الفنية تحتاج لوقت، خاصة أننا نتحدث عن عمل عظيم وكبير مثل قناة السويس.
الموسيقي دائما تتأثر بالأعمال الوطنية ومنها الحروب.. هل من الممكن ان يخرج لنا مشروع قناة السويس أعمالا وطنية خلال الفترة القادمة؟
- أعتقد أن هذا أكيد وهذا لن يقتصر علي الموسيقي فقط، ولكن علي كل النواحي؛ لأن الحالة، التي نعيشها ستخلق إبداعات كثيرة، لأن أي فنان يبدع عندما يكون هناك استقرار، وهذا له تأثير مباشر علي الفنان.
الفن والثورة
هل كان هناك انتفاضة في الموسيقي والغناء تواكب ثورة 30 يونيو والأحداث التي نمر بها؟ وهل استطاعت الكلمات والموسيقي والدراما ان تعبر عن تلك الحالة؟
- أعتقد أن رد الفعل بالنسبة للفنان لا يأتي في نفس اللحظة، ولكنه يحتاج أن يستشف ويري الوضع بشكل واضح حتي يعيش مع الحدث، ويستطيع التأليف والإبداع، وأعتقد أن الأحداث كانت صعبة، والإحساس بضياع البلد أثر علي الفن في تلك الفترة.
هل فترة العام التي تم فيها إنجاز مشروع قناة السويس لم تكن كافية لخروج عمل خاص بها؟
- أعتقد أن الفنان لا يستطيع تنفيذ مثل تلك الأعمال بمفرده بل يحتاج إلي فريق عمل ودعم من الدولة؛ لأنه ليس هناك من يستطيع الإنفاق علي مثل هذه المشروعات.
ما هو شعورك عندما ستقف في احتفال قناة السويس لحظة الافتتاح؟
- إحساس عظيم أن تقف لتمثيل مصر أمام العالم، وهذا ما حدث معي عندما طلبني الاتحاد الأوروبي للاحتفال في بلادهم بتسليم سلوفنيا لفرنسا وكان فخراً أنهم طلبوني بالاسم كمصري لمثل هذا الاحتفال.
كيف استعددت للحفل؟
- بدأت بالبروفات في القاهرة، وسأستكملها قبل الاحتفال بأربعة أيام في موقع الحفل من أجل أن يخرج الحفل بشكل يليق باسم مصر ومكانتها وبهذا الإنجاز الكبير.
ماهو سر بقاء الأغاني الوطنية القديمة في أذهان الناس عن تلك التي تقدم الآن.. وهل الكلمة هي السبب أم الصوت أم اللحن أم الظرف السياسي؟
- حالة البلد بصفة عامة.. في عصر جمال عبد الناصر، والقومية العربية، كانت هناك مشاعر وطنية جياشة.. ولكننا الآن نخرج من نفق الإخوان والإرهاب.. ومازلنا نخطو أول خطوة، ونعيش في فترة نقاهة، ونحمد الله أن مصر عادت إلينا مرة أخري.. ومشروع قناة السويس جاء كقنبلة من الخير.. سيحدث دويها الكثير من الموسيقي، وستولد بها الكثير من الفنون.. وستحدث انتعاشة فنية عظيمة.. ويكفي أن هذا المشروع تم في عام، وهذا يدل علي قوة المصريين.. وهنا يأتي دور الفن للتعبير عن هذا الحدث وتلك الحالة.. ولكن كما قلت فقط يحتاج إلي وقت.. وأعتقد أنني اخترت أفضل الأعمال المصرية، وأفضل ما لدي لتقديمه في حفل قناة السويس الجديدة.
أصعب فترة
كيف وجدت حال الموسيقي في عهد الإخوان ؟
- تلك الفترة هي أصعب فترة مرت بها مصر لكنها أيضا كانت أكثر فترة قدمت فيها حفلات ولم أتأثر إطلاقًا، وكنت أعتبر هذا نوعا من المقاومة لحكمهم، وكنت أشعر أن الجمهور يأتي إلي حفلاتي ليخرجوا من حالة الغم والهم والقهر الذي يعيشون فيه.
ماذا لو أجبرك الإخوان خلال فترة حكمهم علي التوقف عن تقديم الحفلات؟
- لو كنت تعرضت لضغوط في عهدهم لعدم تقديم حفلات كنت سأحاول أن أكمل مسيرتي بغض النظر عن أي خسائر أتعرض لها؛ لأنني أعشق مصر جدًا جدًا وأعشق الموسيقي أيضًا وكان الحل الأخير لدي هو ترك مصر.
ما هي أصعب لحظة مرت في عمر هذا الوطن منذ ثورة 25 يناير من وجهة نظرك وأحسست فيها بالخطر علي مصر وهل أزعجتك الأعمال الإرهابية الأخيرة؟
- أصعب لحظة هي حكم الإخوان لمصر فقد كدنا نفقد الأمل والحقيقة أنني أحسست فعلا بالخطر ولكن عاد الأمل مرة أخري عندما بدأت إرهاصات ثورة 30 يونيو كان هناك ماينبئ أن مصر ستعود وأن الشباب قادر علي استردادها وخرج الجميع وساندهم جيشنا العظيم بقيادة الرئيس السيسي والخطر الآخر الذي حاول به الاخوان تهديدنا هو الانفجارات وتهديد وترويع الآمنين ولكني أعتقد أننا بهذا الجيش العظيم والشرطة الأبية لن ترهبنا تلك الأحداث، ولن نشعر بالخطر.. لأن مصر لن تهاب هذه الأعمال، واعتقد أننا حققنا إنجازات لا يستطيع أحد أن ينكرها أو يسلبنا إياها.
كيف تابعت مشهد 30 يونيو.. وما هو إحساسك لحظة نجاح الثورة؟
- كنت في هذه اللحظة خارج القاهرة تحديدًا في الغردقة، وتابعت جموع الشعب المصري وثورتهم ضد هذا النظام الغاشم، الذي أراد أن يقضي علي الحياة والإرادة المصرية، وبكيت فرحًا عندما شاهدت رحيل مرسي عن حكم مصر، وانطلاق فرحة مصرية لا مثيل لها في كل شبر علي أرض الوطن وكنت سعيدا عندما شاهدت الألعاب النارية تعلو سماء الغردقة ابتهاجا بهذا الخبر السعيد.. ولو لم يحدث ذلك لسقطت مصر وقلنا علي الفن والموسيقي البقاء لله.
كيف تري شخصية الرئيس السيسي؟
- مصر محظوظة برئيسها عبد الفتاح السيسي الرجل المخلص الذي حمل علي عاتقه مسئولية النهوض بالأمة والخروج بها من النفق المظلم، الذي أجبرنا علي السير فيه، فأراه قريب الشبه من شخصية الزعيم الخالد جمال عبد الناصر فعبد الناصر كان لديه أحلام كثيرة، وطموحات لا حدود لها يسعي لتحقيقها لكن للأسف ما تحقق القليل، والآن أشاهد زعيم حفر اسمه وحبه في قلوب المصريين ولديه أحلام كبيرة أيضا وطموحات يسعي لتحقيقها بإرداة أبناء هذا البلد، وأقرب شاهد علي ذلك تصميم وتأكيد الرئيس علي الانتهاء من مشروع حفر قناة السويس الجديدة خلال عام، وقد كان ما وعد به وهو معجزة وأمر مستحيل بكل المقاييس الدولية والعالمية ولكنه تحقق بالإرادة والعزيمة.
أدعو للسيسي
ماذا تقول للرئيس السيسي وللمصريين ؟
- رسالتي للرئيس ليست رسالة بقدر ما هي دعوة لله أن يحفظ لمصر قائدها وزعيمها عبد الفتاح السيسي.. وأقول له نحن خلفك نؤيدك دائما.. كما أقول لشبابنا أنتم أمل مصر، ومصر ملك لكم، فلابد أن تخلصوا إليها وتحبوها وتعملوا من أجلها؛ لأنها تستحق منكم الكثير، وهي في أمس الحاجة إلي سواعدكم وأفكاركم لبناء مصر المستقبل.
هل تعتقد أن القومية العربية في عهد عبدالناصر أدت الي ازدهار الاغنية الوطنية ؟
- معظم تلك الأغنيات الوطنية القديمة خرجت أثناء فترة القومية العربية، وعصر جمال عبد الناصر، وحرب الاستنزاف، وانتصار أكتوبر.. وكلها كانت أحداث تحمل مشاعر وطنية جياشة ساعدت علي خروج مثل هذه الأعمال وبقائها في الذاكرة والوجدان حتي الآن..
وماذا عن الأعمال الوطنية في الوقت الحالي ؟
- هذه الأيام نحن نعاني من الإرهاب، وعدم الاستقرار، وأنا أعتبرها فترة نقاهة من كل هذا.. وكل شيء يحتاج إلي وقت حتي يعود إلي أصله، كما أن هذه الأعمال القديمة خرجت إلي النور بعد فترة كافية من الحدث، وهو ما أتاح لصناعها التجويد ليخرجوا أفضل ما لديهم.. فالفنان يحتاج إلي حالة من الاستقرار.. ورؤية الصورة كاملة ليستطيع أن يعبر عنها.
كيف بدأت رحلتك في عالم الموسيقي؟
- بدأ عشقي للموسيقي منذ أن كان عمري 5 سنوات، وبدأت بعزف مقطوعة لعمي أبو بكر خيرت، والتي جذبت انتباه والدي وعمي لموهبتي وساعداني في الاتجاه لصقل هذه الموهبة بالدراسة، وبدأت في دراسة البيانو، ثم اتجهت للعب علي الدرامز، لكن لم أترك البيانو كدراسة، حتي استطعت أن أصل لمرحلة التأليف الموسيقي، والتي أنا عليها الآن فأنا من عائلة فنية، جدي محمود خيرت كان أديبًا وشاعرًا ومحاميًا، وسكرتيرًا لمجلس الشيوخ وعمي أبو بكر خيرت، وفي الجيل الجديد أمينة بنت أخي فهي مغنية أوبرالية.
ماهي أقرب أعمالك إلي قلبك وأهمها وأصعبها؟
- أهم أعمالي هي بانوراما أكتوبر، وهي أكثر ما أرهقني، حيث طلب مني تجهيزها خلال 10 ايام، واعتبرها من اجمل الاعمال وأحبها الي قلبي ويأتي بعدها العرافة والعقود الساحرة، ولكن من حبي لما اقدم لا اشعر بأي ارهاق او تعب وأحمل الكثير من الحب لموسيقي «قضية عم أحمد»؛ لأنها من اسهل الاعمال وابسطها وأكثرها قبولا عند الناس، وأنا لا أؤمن بالحظوظ لكنني احس بمدي قبول اي عمل أبدأ فيه خلال بروفات الاعداد له.
كيف تختار الأعمال التي تشارك فيها سواء درامية أو سينمائية ؟
- إذا كان عملا دراميا لابد ان أقرأ السيناريو كاملا لأعرف هل يتناسب مع مبادئي وأفكاري لأقدمه للناس، ام يتعارض معها لأرفضه.. وكذلك الفيلم لابد ان اشاهده كاملا قبل أن أتخذ قراري.. ولكن هناك عددا من المخرجين لم أتردد في العمل معهم لأنهم قامات كبيرة مثل يوسف شاهين، وشريف عرفة، وعلي بدرخان، كما احب العمل مع الفنان يحيي الفخراني وابنه المخرج شادي الفخراني اللذين يثيران إعجابي. وأري أن الدراما التليفزيونية كانت صاحبة الفضل في تعريف الجمهور بمعني الموسيقي التصويرية، ولكن للأسف الإعلانات هذا العام قضت علي مجهود الملحن والمؤلف وضحت بالموسيقي من أجل العائد المادي.. وأضاف أن أجمل الأصوات التي تغنت بموسيقاه في أعمال درامية هم امال ماهر ومدحت صالح وعلي الحجار الذي قدم معه أكثر من عمل منهم (مسألة مبدأ) و(عارفة).
أكبر تكريم
حصلت علي جائزة عالمية مهمة «ميدل إيست ميوزيك أوورد». ماذا تمثل لك بعد هذا المشوار من العطاء الفني؟ وهل نال مشوار عمر خيرت التكريم الذي يليق به من الدولة؟
- التكريم بالنسبة إلي الفنان مهم جداً، بالنسبة لي شعرت أن مجهودي وصل إلي الجمهور ومنحني شحنة إضافية لمزيد من العمل والعطاء، وهذه الجائزة الكبري كانت خطوة مهمة في تاريخي الفني، وتم تكريمي من معظم دول العالم.. كما حصلت علي دكتوراه فخرية من الجامعة الأمريكية واخري من جامعة ويلز.. وكنت دائما سعيد بتمثيلي لمصر في معظم دول العالم ومنها علي سبيل المثال عندما تم دعوتي من قبل الاتحاد الاوروبي للاحتفال في بلادهم في حفل تسليم سلوفنيا لفرنسا.. وكنت وقتها في غاية السعادة لأنني أقوم بواجب وطني من خلال تمثيل مصر في الخارج. إلي جانب حصولي علي جوائز كثيرة عن أعمالي الموسيقية في العديد من الأفلام السينمائية، ودروع تكريم من كل محافظات مصر.. وبالنسبة إلي تكريمي من الدولة أقولها وانا لست حزينا او غاضبا.. أنا حتي الآن لم أكرم من الدولة، رغم مشواري الطويل.. ولكنني أري أن حب الجمهور هو التكريم الحقيقي بالنسبة لي.
في وقت الفراغ ماذا يفعل عمر خيرت؟
- أستمع الي اي عمل جيد سواء عالميا او محليا وبما انني مؤلف موسيقي أعيش مع نفسي كثيرا وخواطري الموسيقية، التي أعيش بها واحيانا استمع في سيارتي للموسيقي الكلاسيكية والاستحداثات الجديدة، التي تحدث في هذا المجال.
أنت تحب الأعمال الكلاسيكية فمن هو الشخص الذي تفضل الاستماع إليه؟ وما هي أكثر مقطوعة تعجبك؟
- هناك العديد من الأشخاص الذين أثروا عالم الموسيقي الكلاسيكية بفنهم وأعشقهم جميعا، وهناك العديد من المقطوعات، التي احرص علي الاستماع اليهم باستمرار للاستمتاع، ولكنني عاشق للسيمفونية التاسعة لبيتهوفن.