وسط فرحة غامرة كانت تسيطر عليهم أثناء الاحتفال علي كورنيش النيل جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن فقد شاهد المواطنون المتواجدون علي كورنيش النيل صندل بضائع يصطدم بشدة بمركب للتنزة وسط النيل ومعه تعالت أصوات المواطنين «ألحوقونا.. ألحقونا.. ألحقونا». الساعة العاشرة إلا ربع ووسط صراخات المواطنين الذين يطالبون بالاستغاثة من الأهالي المتواجدين بالكورنيش وكذلك المراكب الصغيرة.. وصلت قوات الحماية المدنية بمديرية أمن الجيزة بإشراف اللواء مجدي الشلقاني مدير الإدارة وقوات الانقاذ النهري والضفاضع البشرية في محاولة منهم لإنقاذ ركاب المركب المنكوبة.. فقام رجال الضفاضع البشرية بمجرد اخطارهم بعمل بطولي حيث تم وضع خطة فورية لسرعة انتشال الجثث والبحث عن ناجين الساعة العاشرة والربع قوات الإنقاذ تنتشر في المكان والداخلية تدفع ب10 فرق انقاذ وضباط مسطحات مائية وسيارات الإسعاف تنقل بعض الأشخاص إلي المستشفيات وتجمع عشرات المواطنين بمكان الحادث ووصول مدير أمن الجيزة والمسئولين والقيادات الأمنية. الساعة العاشرة والنصف عقب علم أهالي منطقة الوراق بالحادث المنكوب هرع أهالي الضحايا يتوافدون علي مكان الحادث وسط دموع ونحيب وأيادي متجهة إلي السماء تطلب تدخل العناية الإلهية وارتفاع صراخ الضحايا علي ذويهم وتوالي خروج الجثث من أسفل المياه. الساعة الحادية عشرة إلا ربع وسط تلك الصراخات ومحاولات رجال الانقاذ النهري انتشال الجثث.. نجح الأهالي بالاشتراك مع قوات الامن بمديرية أمن الجيزة بإشراف اللواء مجدي عبد العال مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة من القبض علي صاحب الصندل المتسبب في الحادث ومساعده قبل محاولتهما الهرب وتقوم بالتحفظ عليهما وترحليهما إلي مديرية امن الجيزة للتحقيق معهما وخوفا من بطش أهالي الضحايا. الساعة الحادية عشرة كما نجحت قوات الانقاذ بالاشتراك مع قوات المصطحات المائية في تحديد مكان المركب الغارق أسفل المياه وتبين أنها متواجدة في عمق 15 مترا وتحاول القوات انتشاله ولكن نظرا لظلام المنطقة وسرعة التيار أسفل المياه أعاقهم فقامت القوات بعمل شبكة علي مسافة بعيدة من مكان الحادث لمنع مرور أي جثة والوصول إلي مكان بعيد وكذلك انتشال باقي الجثث وتحديد اماكنهم. الساعة الواحدة صباحا استمرار توافد الأهالي علي كورنيش الوراق الجديد بحثا عن ذويهم وضحايا ورجال الإنقاذ يواصلون محاولتهم في البحث عن الضحايا وانتشال باقي الجثث من النيل. الساعة الثانية كثفت قوات الامن بمديرية أمن الجيزة من تواجدها بمكان الحادث خوفا من وقوع أي اشتباكات كما كثفت من تواجدها أمام قسم شرطة وحي الوراق ومستشفي إمبابة المركزي خوفا من وقوع اي اشتباكات. الساعة الرابعة صباحا نجحت رجال الانقاذ بالاشتراك مع المصطحات المائية في انتشال إحدي الجثث الجديدة لضحايا المركب المنكوبة بكورنيش الوراق بعد أن تم تحديد مكان الجثث بمكان بعيد من مكان الحادث وتم نقله إلي المستشفي. الساعة الخامسة صباحا ففي الساعة السادسة من صباح امس استغل رجال الانقاذ النهري والصيادين اشراق الشمس وقاموا بتكثيف جهودهم للبحث عن الجثث وانتشال المركب الغارقة التي امتلأت بالملابس والأحذية المتلعقة بالضحايا فتسارعت الامهات تبحثن عن اي خيط يدلهن علي مكان تواجد ابنائهم فمنهم من تعرف علي متعلقات ابنائهم كالملابس والاحذية وغيرها ومنهن من حاول القاء نفسه في النيل داخل المركب المنكوب بحثا عن ذويهم.. كما سيطرت حالة من الهدوء الحذر علي منطقة كورنيش الوراق الجديد وسط حالة من الصراخات والدموع تنهمر من أعين الأهالي حزنا علي أولادهم. الساعة السادسة والنصف نجح رجال الإنقاذ النهري بالاشتراك مع المصطحات المائية من انتشال المركب المنكوبة بعد ساعات طويلة من وقوع الحادث وذلك بعد أن تم الإستعانة بإحدي الكراركات الكبيرة وتمكنت من انتشال المركب المنكوبة.. كما تقوم الأجهزة المختصة وفرق الإنقاذ بتوسيع نطاق البحث علي مسافات متباعدة. انتظرت اسرة محمود مصطفي خروجه من الماء وعندما شاهدت والدته انتشال المركب الغارقة وبها بعض الملابس المتعلقة.. اخذت تهرول تجاهها حتي كادت ان تسقط في مياه النيل للاطلاع علي تلك الملابس قائلة « تعالي يا محمود انا امك.. انت جيت « وانهارت في البكاء وعندما حاول اقاربها تهدئتها وثارت في وجههم وقالت « ده ابني الوحيد». وعندما تحدثنا معها قالت ان ابنها محمود كان ذاهبا لعمله الاضافي لتجهيز شقيقتيه بعدما رفض الزواج الا بعد رؤيتهن عرائس واستطردت قائلة «انه كان بمثابة الابن البار لها فلم يبخل عليها يوما ما سواء بالاموال او بالعلاج «وبجوارها جلست علي الارض زوجة تامر تنوح وتضع التراب فوق رأسها وبعد فقدها لزوجها وابنائها الثلاثة الصغار في يوم لم تطلع فيه شمس علي حد قولها.. وقالت انه عندما رزقها الله بالاطفال بعد انتظار طال لعدة سنوات وفجأة أخذ الله ما أعطاني.. وعندما توقفت عن الدموع قالت انها تتمني رؤية أطفالها الصغار وتقوم بدفنهم بمقابر الاسرة بجوار والدهم..