دخلت الأزمة اليمنية شهرها الخامس منذ أن بدأ التحالف الدولي بقيادة السعودية قصف مواقع الحوثيين هناك والوضع الإنساني علي الأرض يتدهور يوما بعد الآخر مما ينذر بأن اليمن علي شفا كارثة إنسانية . «الأخبار» استطلعت آخر تطورات الوضع الإنساني في اليمن مع يوهانس فاندر كلاو المنسق الإنساني للأمم المتحدة هناك حيث أكد أن أكثر من 80% من الشعب اليمني في حاجة للمساعدة الإنسانية مضيفا أن المجتمع الإنساني وضع خطة الاستجابة الإنسانية لليمن بتكلفة 1.6 مليار دولار أمريكي لمساعدة حوالي 11٫7 مليون شخص في حاجة إلي الاغاثة مشددا علي أن الهدنات تساهم في تقديم هذه الاغاثة ولكن الحل السياسي للأزمة يمكنه أن ينهي معاناة الشعب اليمني. صف لي الوضع الإنساني علي الأرض في اليمن الآن خاصة مع شهر رمضان الكريم؟ - اليمن علي شفا كارثة إنسانية، أكثر من 21مليون شخص الآن من أصل25مليون يمني في حاجة إلي شكل من أشكال المساعدة الإنسانية.ويمثل ذلك أكثر من 80 % من مجموع السكان. كما ان أكثر من 15 مليون شخص و هو ما يعادل 40% لا يستطيعون الحصول علي الرعاية الصحية الأساسية، منذ مارس الماضي وما يقرب من 13 مليون شخص غير قادرين علي تلبية احتياجهم الأساسي للغذاء بوجبة واحدة يوميًا. يضاف الي ذلك ان الاقتصاد والخدمات الاجتماعية الأساسية تشهد تدهورا كبيرا بسبب انعدام الأمن والانخفاض الشديد في الواردات. حيث يدخل اليمن فقط 15 % من اجمالي حجم الواردات المعتادة قبل الأزمة. وقد بلغ عدد المتأثرين بالأزمة حوالي 12.2 مليون شخص بحلول يونيو 2015 بما في ذلك مليون نازح داخليا. أما الاحتياجات الملحة فتكمن في شمال وجنوب البلاد. ما الصعوبات التي تواجهها المنظمة و غيرها من منظمات الإغاثة للوصول للمحتاجين و كيف يتم التغلب عليها؟ - لا يزال الوصول للمحتاجين للمساعدات في مناطق متعددة بالبلاد أمرا صعبا. فوكالات الإغاثة تحتاج للوصول السريع وغير المقيد لجميع المجتمعات المتأثرة في انحاء البلاد. وتقدم المنظمات الإنسانية المساعدات علي أساس الحاجة وتركز علي المناطق الأكثر تعرضًا للأذي وتعمل وفقا للمبادئ الإنسانية المتمثلة في الحياد وعدم الانحياز والاستقلالية . ويمكن لهذه المساعدات أن تنقذ الأرواح لفترةٍ قصيرةٍ ولكن هناك حاجة إلي استئناف عمليات الاستيراد التجاري للسلع الحيوية مثل الطعام والوقود لتجنب حدوث كارثة إنسانية. كيف يتم التنسيق مع الحكومة الشرعية في الرياض وكيف تسير العلاقات مع الحوثيين علي الأرض؟ الشركاء في المجال الإنساني علي اتصال بأطراف النزاع للدعوة للوصول للمجتمعات المحتاجة للمساعدات . ويتم تنسيق التدخلات الإنسانية أيضًا مع الشركاء الفنيين علي المستوي المحلي مثل وزارتي الصحة والتخطيط والتعاون الدولي. ما دور المكتب الإغاثي الذي دشنه الملك سلمان و هل يتم التنسيق معه؟ نحن في مداولات مع مركزالملك سلمان للمساعدات الإنسانية السعودي لتقديم الدعم المالي لخطة الاستجابة الإنسانية المعدلة لليمن، التي تمثل استراتيجية وخطة شاملة تقوم الأممالمتحدة بتنفيذها بالتعاون مع شركائها للاستجابة لاحتياجات البلاد. ما حجم المساعدات المالية و العينية التي قدمتها المنظمة لليمن منذ بداية الصراع حتي الأن؟ - بالرغم من القيود الشديدة وانعدام الأمن، تحرص منظمات الإغاثة علي الوصول للاشخاص المحتاجين للمساعدة ومنذ بداية الأزمة في مارس الماضي تم: تقديم المساعدات الإنسانية لما يزيد علي 1.9 مليون شخص- بما في ذلك 215000 في عدن وأكثر من 100000 في صعدة في شهري إبريل ومايو فقط. تقديم مساعدات المياه والصرف الصحي لأكثر من مليون شخص – بما في ذلك 700000 مستفيد من نقل المياه يوميا وتقديم أدوات النظافة الشخصية لأكثر من 1350000 من النازحين داخليا. تم علاج 14.495 طفلا من سوء التغذية الشديد وامداد الوقود لدعم خدمات المياه والصرف الصحي بما في ذلك 900,000 لتر ل19 مرفقا صحيا (13 مستشفي)، بالاضافة الي المستودعات المبردة لحفظ اللقاحات وسيارات الإسعاف ووقود يكفي لضخ المياه لحوالي 7.3 مليون شخص في 11 مدينة في انحاء البلاد. تم توزيع 140 طنا متريا من الامدادات الصحية والمياه ومستلزمات الإصحاح في 9 محافظات كما نقوم بتقديم الدعم المستمر للمستشفيات الجراحية وخدمات الرعاية الصحية الأولية بما في ذلك المناطق التي يصعب الوصول إليها مثل عدن وصعدة. قمنا ايضا بتوزيع مساعدات غيرغذائية عاجلة لأكثر من 45,000 نازح وتم تقديم الدعم النفسي لأكثر من 262,000 شخص بما في ذلك أكثر من 157,000 من الأطفال (فتيات وأولاد) وتقريبا 105,000 من الأباء والأمهات بما في ذلك التوعية حول المخاطر المحيقة بالاطفال لحمايتهم. هناك 35,000 من الوافدين الجدد إلي اليمن منهم العديد من حركات الهجرة المختلطة وتم تسجيلهم منذ بداية العام. تم مساعدة ما يقرب من 8,000 منهم بالمعلومات، الطعام، والفحوصات الصحية، المياه، المأوي المؤقت، في مراكز الاستقبال بالإضافة إلي إصدار وثائق مؤقتة لطالبي اللجوء واللاجئين. واستمرت الأنشطة في مخيم خرز للاجئين بالمخيم وطالبي اللجوء ذوي الاحتياجات الخاصة، واللاجئين النازحين داخليا من عدن. ما خطة المنظمة لتلبية احتياجات الشعب اليمني في الفترة القادمة؟ - وضع المجتمع الدولي خطة الاستجابة الإنسانية لليمن بتكلفة 1.6 مليار دولار أمريكي لمساعدة حوالي 11,7 مليون محتاج. تغطي الخطة قطاعات الصحة والأمن الغذائي والزراعة والحماية وخدمات المياه والصرف الصحي، والمأوي والمستلزمات الأسرية والخدمات الغذائية للأطفال والتعليم والعنف القائم علي أساس الجنس والإنذار المبكر. ما رأيك في محاولة تسييس المساعدات الإنسانية من قبل بعض الدول؟ - يتبع توجه المساعدات الإنسانية متعدد الأطراف الذي وضعته الأممالمتحدة وشركاؤها المبادئ الإنسانية بدقة. وتتمثل هذه المبادئ في الحياد وعدم التحيز والاستقلالية والإنسانية وتوزيع المساعدات بناء علي الاحتياجات ومواطن الضعف بلا أي تمييز قائم علي الجنسية أو العرق أو النوع أو المعتقد الديني أو الفئة الاجتماعية أو الآراء السياسية. التنازل عن أي من هذه المبادئ يضر بالعمل الإنساني الفعال وندعو جميع الأطراف لاحترام تلك المبادئ الإنسانية المعترف بها عالميًا. هل ساهمت هدنة الأيام الخمسة التي تم الاعلان عنها منتصف الشهر الماضي في تحقيق الهدف المرجو منها؟ في أثناء الهدنة التي استمرت لخمسة أيام تمكن الشركاء الإنسانيون من توسيع نطاق مساعداتهم وذلك لقدرتهم علي الوصول ولكن يمكن للهدنة أن تقدم إغاثة قصيرة المدي للمعاناة الإنسانية. ولذلك يرحب الشركاء الإنسانيون بأي وقف للقتال من شأنه أن يسمح بتقديم المساعدات المنقذة للحياة للمجتمعات المتضررة. إلا أن الحل السياسي يمكنه أن ينهي الازمة الإنسانية في اليمن ويجلب السلام الدائم للشعب اليمني.