المعركة ضد الإرهاب هي معركة الشعب كله والحفاظ علي وحدة الصف هو أحد أهم الأسلحة في هذه المعركة التي تخوضها مصر كلها ضد إرهاب منحط، وضد تآمر يستهدف ضرب الدولة، واستنزاف الجيش والشرطة، والانتقام من مصر كلها لأنها اسقطت حكم الفاشية الدينية، ولأنها تصدت للمؤامرة علي مصر والعرب، ولأنها تمثل العائق الأساسي أمام مخططات الشر في المنطقة. ولاشك أن الصحافة والإعلام يمثلان جانبا مهما في هذه الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب وجماعات الظلام والتخلف. وقد خاض أبناء الجماعة الصحفية والإعلامية المعركة في أصعب الظروف ضد فاشية الإخوان، تصدوا بكل شجاعة لمؤامرة «تمكين» الإرهاب من حكم مصر، وأدوا دورهم الوطني علي أكمل وجه رغم التهديد والوعيد، حتي حقق الشعب المعجزة في 30 يونيو. والآن.. وفي مواجهة الإرهاب الأسود ومن يدعمونه، فلابد أن ندرك جميعا أن حرية الصحافة والإعلام هي سلاح أساسي في المعركة. وأن الجماعة الصحفية والإعلامية هي كتيبة تقف في مقدمة الصفوف.. تفضح الإرهاب، وتكشف التآمر، وتساند جيشنا الوطني وشرطتنا الباسلة، وتعبر عن وحدة شعبنا في هذه الحرب التي لا مجال فيها إلا انتصار مصر علي كل خفافيش الظلام. من هنا فإن أي قيود تكبل حرية الصحافة والإعلام في مشروع قانون مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تخدم المصلحة الوطنية. وأي خلاف بين الدولة والجماعة الصحفية والإعلامية في هذا التوقيت هو أمر لا يجوز. والعودة للحديث عن الحبس في قضايا النشر هو مخالفة للدستور، والنصوص الهلامية تثير المخاوف من إساءة استخدامها. بالأمس فقط كان الزميل وائل الإبراشي يذيع في برنامجه التليفزيوني مقاطع لأحد أئمة التكفير «وجدي غنيم» وهو يفتي بإهدار دم الصحفيين والإعلاميين المصريين الذين يقفون مع الوطن في حربه ضد الإخوان وباقي العصابات الإرهابية. وقبله كان القرضاوي وغيره يحرضون علي قتل رجال الجيش والشرطة والقضاء والصحفيين والإعلاميين. وبالأمس أيضا كانت وزارة الداخلية تعرض اعترافات بعض الخلايا الإرهابية الإخوانية، ومنها إقرارهم بالتخطيط لاستهداف الإعلاميين والصحفيين في منازلهم أو في الفنادق القريبة من مدينة الإنتاج الإعلامي. ولو كنا نخاف مثل هذه التهديدات لما قاومنا حكم الإخوان الفاشي حتي سقط، ولما وقفنا جميعا نساند جنودنا البواسل في الجيش والشرطة وهم يذودون عن حمي الوطن. ما نخشاه فقط هو استنزاف الجهد في معارك لا معني لها مثل تلك التي تثيرها النصوص الخاصة بالصحافة والإعلام في قانون مكافحة الإرهاب. والتي يحتاج بعضها للتعديل وبعضها الآخر «مثل المادة 33» للإلغاء. فليكن الهدف أن يخوض الصحفيون والإعلاميون معركة الوطن وظهرهم غير مكشوف للأعداء بمثل هذه النصوص القانونية. وليكن الإيمان كاملا بأن حرية الصحافة والإعلام هي أعتي أسلحتنا في حربنا ضد الإرهاب.