منذ البداية كنا نعرف أن حربنا ضد الإرهاب لن تكون سهلة، وأننا نواجه عدوًا خسيسًا لا يعرف دينا ولا يؤمن بوطن، وأنه جزء من مخطط يستهدف مصر ويتآمر لإسقاط الدولة، وإجهاض الثورة وإعادة مصر إلى ماضٍ رحل ولن يعود. كنا نعرف ذلك، وكنا نعرف أيضًا أن حربنا ضد الإرهاب هى الخيار الوحيد، لأن البديل هو تحويل مصر إلى أرض مستباحة لهذه العصابات الإجرامية، ومن يقفون وراءها الذين يريدون لمصر مصيرًا مثل المصير الذى آلت إليه دول عريقة وشقيقة مثل العراق وسوريا، أو الذى تندفع إليه دول فى المنطقة بفعل فاعل يريد إغراق الوطن العربى كله فى مستنقع الإرهاب والحروب الطائفية ريثما يحقق أهدافه ويهيمن على كل مقدراتنا، ويصادر مستقبلنا ويقسم دولنا ويعيد شعوبنا إلى فندق الإذلال والتبعية. منذ البداية كنا نعرف أن طريق المواجهة لن يكون سهلًا، وأن التضحيات لن تكون قليلة، لكن الوطن يستحق، وهزيمة المؤامرة أمر لا بد منه إذا شئنا وطنًا حرًا ومواطنين يعيشون بكرامة ومستقبلًا يليق بمصر. هكذا كان الأمر حين خرجت الملايين لتُسقط حكم الإخوان الفاشى وهى تعرف من دعمهم للوصول إلى الحكم ومن سيقاتل للحفاظ عليهم!! وهكذا تصدينا لكل محاولات ضرب الاستقرار وزعزعة الأمن من جانب إخوان الإرهاب وحلفائهم، وهكذا نخوض المعركة ضد هذه الجماعات الإجرامية، ونحن نؤمن أنه -مهما كانت التضحيات- فإن هزيمة الإرهاب محققة، والقضاء عليه مسألة وقت. نقاوم الأحزان ونحن نشيع شهداءنا الأبرار، بعد «الفرافرة» ها هم يعودون ليضربوا فى سيناء، فيغتالون فى خسة ودناءة اثنين من ضباطنا فى «الشيخ زويد». لن يفلتوا من القصاص العادل.. لا هم ولا من يساندونهم، كما قال الرئىس السيسى فى الاحتفال بليلة القدر، وكما يطالب شعب مصر الذى لن يتسامح أبدًا مع هؤلاء القتلة، ولا مع من يساعدونهم بالمال والسلاح والتأمين السياسى والتحريض الإعلامى. نعرف أن الهجمة ضدنا شرسة، ليست صدفة أن يتم إطلاق هذا الوباء فى كل أنحاء الوطن العربى من «داعش» إلى «القاعدة» إلى «إخوان الإرهاب» لكى يعيثوا فى الأرض العربية فسادًا، وليست صدفة أن يترافق ذلك مع انطلاق الإرهاب الإسرائيلى ليضرب غزة ويشعل الحدود الشرقية لمصر، وليست صدفة أن يبدأ استهداف دول الشمال الإفريقى من الجزائر إلى تونس إلى مصر، انطلاقًا من ليبيا التى أصبحت قاعدة لهذه الجماعات الإرهابية التى استضافت قبل أيام لقاء إرهابيًّا لتنسيق نشاط هذه الجماعات فى كل الشمال الإفريقى تحت سمع وبصر وإشراف أجهزة مخابرات أجنبية لم تعد أهدافها مجهولة ولم تعد تحركاتها خافية. لكن ذلك كله لا يهز مطلقًا ثقتنا الكاملة بأنفسنا، وكما أسقطنا حكم الإخوان الفاشى وكشفنا المؤامرة فى المنطقة، سوف نسحق عصابات الإرهاب، وسوف نأخذ حقنا من كل من ساندهم أو حرضهم أو استخدمهم لتنفيذ مخططاته. نعرف أن المعركة ليست سهلة، ولكننا نعرف أن وحدة الشعب والجيش قادرة على حسمها، نعرف أن وحدتنا الوطنية هى سلاحنا الأول فى كل معاركنا، ونعرف أن جيشنا هو جيش الوطن لا جيش طائفة أو مذهب أو جماعة، ونعرف أن غاية ما تفعله هذه الجماعات الإرهابية الإجرامية، أن تخرج من جحورها لتضرب بخسة ودناءة ثم تهرب كالفئران الضالة، لكننا نعرف أيضًا أنهم لن يفلتوا بجرائمهم، وأن القصاص قادم لا محالة، وأن القضاء عليهم لن يتأخر. تحية لأرواح الشهداء الأبرار، وسلامًا لمصر المحروسة برعاية الله وبوحدة شعبها وجيشها التى كانت على مر التاريخ سلاح النصر ضد كل المتآمرين.