مع اغتيال السادات وما صحبه من مجازر دامية ارتكبتها الجماعات الإسلامية فى أسيوط وغيرها، وبينما مصر تبحث عن الأمان فى ظروف صعبة، كانت أجهزة الأمن فى وضع لا تحسد عليه، وكانت تواجه الحصاد المرير لسياسات فاشلة استمرت لسنوات، وبدأت مع مصالحة السادات للإخوان ودعمه للجماعات التى ارتدت عباءة الإسلام لكى يواجه بها قوى اليسار، قبل أن تنتقل عليه -كالعادة- وتغتاله وهو يحتفل بأعياد أكتوبر، وتضع مصر فى قلب إعصار ما زالت توابعه تعيش معنا حتى الآن. فى ظل مصالحة السادات معهم تم تفريغ أجهزة الأمن المختصة بمتابعة الإرهاب والتطرف من أفضل عناصرها، وغابت عيون الدولة عن متابعة هذه الجماعات حتى انفجر الموقف واغتيل رأس الدولة وباتت الدولة على حافة الانهيار. وعندما عاد اللواء أبو باشا لمواجهة الموقف الخطير واستعاد كبار معاونيه الذين كانوا على الرف أو رهن التصفية، كانت مشكلتهم الأساسية هى أن عشرات التنظيمات الصغيرة قد نشأت فى غياب أى متابعة، وأن الآلاف من العناصر المجهولة قد دخلت فى جماعات العنف والتطرف، وأن عليهم أن يدخلوا سباقًا مع الزمن لكشف هذه الجماعات ووضعها تحت الرقابة، ومتابعة كل تحركات أعضائها، انطلاقًا من حقيقة أساسية تحكم نشاط هذه الجماعات، وهى أنك لا بد أن تضرب أى مخططات لها قبل أن تدخل مرحلة التنفيذ، وأنه لا جدوى من التعامل مع سيارة مفخخة بعد انطلاقها. ما نواجهه الآن أخطر.. نحن نواجه آثار فترة من الفراغ الأمنى الخطير، وحصاد حكم الإخوان الذى كان يفخر بأنه الراعى الرسمى للإرهاب!! فى هذه الفترة البائسة فرض الإخوان تصفية كل أجهزة الأمن التى كانت تتابع النشاط المتطرف، مئات الضباط المتخصصين فى مكافحة الإرهاب تم إبعادهم بإشراف مباشر من خيرت الشاطر. الممنوعون من دخول مصر دخلوها بأوامر الرئاسة وفى سياراتها، سيناء تركت لعصابات الإرهاب ومنع الجيش والشرطة من مواجهتهم، لأول مرة نرى جنودًا يتم اختطافهم ورئيس الجمهورية يطالب بالحفاظ على سلامة الخاطفين، أحدث الأسلحة كان يتم تهريبها للأهل والعشيرة.. وعندما وقف المعزول مرسى فى استاد القاهرة مع جنرالات الإرهاب كان هذا إعلانًا رسميًّا لنا وللعالم بالمصير الذى ينتظر مصر تحت حكم الإرهاب!! كانوا -كما قال الفريق السيسى- يعملون بمنطق «نحكمكم.. أو نقتلكم» وكان المعزول وجماعته يتصورون أن تحالفهم مع عصابات الإرهاب سوف يوفر لهم الأمان وسوف يفرض الأمر الواقع على الجميع، لم يدركوا أن شعب مصر قادر على التحدى، وأن جيش مصر لن يقبل أن تحكم عصابات الإرهاب مصر بالحديد والنار، وأنه لن يكون له مكان إلا فى أحضان الشعب ولحماية إرادته. سقط حكم الإخوان، ولكن كان علينا أن نواجه إرهابهم المتحالف مع باقى الجماعات الإرهابية فى سيناء، وفى باقى أنحاء الوطن. كنا -وما زلنا- نعرف أن المعركة ليست سهلة، خصوصا حين تتمتع هذه الجماعات وفى مقدمتها الإخوان بدعم تنظيمات وحكومات وأجهزة مخابرات تريد إخضاع مصر وكسر إرادة شعبها وحصار ثورتها التى تريد بناء مصر القوية المستقلة.. وهو ما يخشاه كثيرون!! نخوض المعركة ضد الإرهاب، ونحن نعرف أن الميراث ثقيل والظروف صعبة، نواجه جماعات تضاعفت قوتها تحت حماية الحكم السابق، ونواجهها بأجهزة أمن نعيد بناءها بعد أن تم تفريغها وحاولوا اختراقها. ونخوض المعركة ضد إرهاب لا يعرف الدين ولا الأخلاق، بينما الفصيل الأساسى فيه وهم الإخوان يحاولون نشر الفوضى فى كل مكان، واستنزاف جهد الدولة، وتشتيت انتباه أجهزة الأمن لكى يضرب الإرهاب الجبان هنا وهناك. نحن فى مرحلة لا تحتمل التهاون مطلقًا.. وإذا كان «الإخوان» قد اختاروا طريق الإرهاب فعليهم أن ينتظروا مصير كل جماعة إرهابية، وإذا كانت العصابات الإرهابية قد تصورت أن «الإخوان» سيوفرون لها غطاء سياسيًّا فعليهم أن يدركوا أن المتغطى بالإخوان عريان. الشعب الذى أسقط حكم الإخوان، قادر بالقطع على هزيمة إرهابهم!