لست أدري لماذا كل من يقوم بعملية إرهابية انتحارية، لا يتخطي عمره الثلاثين عامًا، ولم أجد من هم في سن الأربعين أو الخمسين، فالشباب هم الفئة المستهدفة لتجنيدهم ومسح أدمغتهم، أتساءل : كيف يقدم شاب في مقتبل العمر علي تفجير نفسه أشلاءً، وقتل أنفُس بريئة تصلي في بيوت الله، كيف تم غسل دماغه ؟ كيف ترك أسرته وبلده؟، كيف سافر عبر الحدود ؟ كيف وأين تدرب؟ كيف دخل الدول المستهدفة ؟، كيف أقنعوه أن هذا جهاد في سبيل الله؟ كيف تم تجنيدهم ؟ كيف وصل تنظيم داعش إلي هذه الدول؟، كل هذه الأسئلة تواترت إلي ذهني، بعد حادث تفجير مسجد في الكويت، وتفجير فندق في تونس، ومسجد في السعودية، قام بها انتحاريون، ومات علي أثرها مئات القتلي الأبرياء، ألم يسأل المنتحرون أنفسهم أنه من المحتمل أن يقتل بعض أقاربه بنفس الطريقة، الغريب أن هؤلاء المنتحرين حصلوا علي قسط وافر من التعليم، لقد ثبت أن المفاهيم المغلوطة والتشدد المفرط في تطبيق تعاليم الإسلام، وغسيل أدمغة الشباب بأفكار تكفيرية، والبعد عن تعاليم الإسلام الوسطي، أدت إلي زيادة ظاهرة العنف والإرهاب، وعلي النقيض أيضًا فالبعد عن تعاليم الدين الصحيحة واعتناق العلمانية المفرطة، والانفلات المجتمعي الذي تشهده الدول الإسلامية أيضا قد يؤدي إلي الإلحاد، فالحالتان وجهان لعملة واحدة وهي التطرف، فليس عيبًا نقد الذات، ولكن العيب عدم الاعتراف أصلا بالخطأ، نعم هناك خطأ أرتكب في حق شباب الوطن العربي الإسلامي، وهو تهميش دور الدين وعدم توعيتهم، والبطالة التي جعلت الشباب ناقما علي كل شئ، انظروا لوسائل الإعلام في رمضان، كل همها الترفيه، وكأن رمضان شهر التسلية وليس العبادة.