في هذا الباب نكشف القناع عن الوجه الآخر للشخصيات التي اعتدنا رؤيتها في ثوب واحد .. نتعرف علي الأفكار والهوايات وتفاصيل الحياة الطبيعية التي تختفي خلف أقنعة المنصب .. أو خلف الظروف التي تفرضها طبيعة العمل .عرفناه طبيبا ناجحا وعضوا بمجلس الشعب لمدة 15 عاما كان فيها رئيسا للجنة التعليم والصحة والبحث العلمي والبيئة والسكان.. قضية حياته هي الاهتمام بالبسطاء والعمل علي حل مشاكلهم.. أنشأ مركز فاقوس بالشرقية ذا الشهرة العالمية.. لعلاج سرطان الثدي خاصة لغير القادرين وقام بتأسيس مدرسة علمية لسرطان الثدي في مصر والبلاد العربية إنه الدكتور شريف عمر استاذ جراحة الأورام بجامعة القاهرة. كيف تكوّن داخلك حب الخير ومساعدة الآخرين؟ علمني والدي الجدية والامانة والدقة وتحمل المسئولية وأن العمل عبادة وتعلمت منه حب الخير ومساعدة الآخرين خاصة المحتاجين والوقوف بجوار البسطاء وان حقوقي لايجب ان تطغي أبدا علي حقوق الآخرين أن أحبهم وأساعدهم واستمع اليهم وأبذل قصاري جهدي لحل مشكلاتهم الحياتية ولأن والدي مهندس زراعي تخرج في جامعة ريدنج بانجلترا ذات الرؤية التقدمية غرس بداخلي حب الزراعة واحترام الريف المصري بكل عاداته وتقاليده وأمي كانت تقول لي دائما «كل ما تقع أقف بسرعة» . هل أنت سياسي محترف؟ لست سياسيا محترفا ولكني سياسي تطبيقي.. سخرت موقعي لخدمة صحة المواطن وجودة العملية التعليمية بجميع مستوياتها ونتيجة لتحقيقي التوازن في العمل السياسي والطبي حصلت علي العديد من الجوائز العلمية المحلية والعالمية كان آخرها جائزة الدولة التقديرية والتشجيعية ووسام العلوم والفنون من الطبقة الاولي من الرئيس عبدالفتاح السيسي فأنا سليل عائلة تضم مجموعة من اعضاء مجلس النواب والشيوخ والأمة . أين مكان المرأة في حياتك ؟ ضروري ان تكون المرأة الظهير الحقيقي لزوجها.. فزوجتي المستنيرة والتي كانت تعمل وزيراً مفوضاً بجامعة الدول العربية «رئيسة قسم البيئة والمجتمع» وبرغم اعبائها كان لها دور كبيرا ومهما في حياتي وكانت شريكة عظيمة وهي وراء كل نجاحاتي فلم تشك يوماَ أو تقصر في تربية ابنائنا التربية الصالحة وتحملت المسئولية وأنجبنا عمر الذي يعمل الآن استاذا بطب القاهرة «سرطان ثدي» وله 3 اولاد «شريف وأشرف وحسين وايضا «دينا» مدرس في كلية طب قصر العيني «اطفال» متزوجة من د.وائل لطفي استاذ قلب الاطفال بنفس الجامعة واولادها ابوبكر وعبدالله. وكانت زوجتي تنظم لي أوقاتي ما بين العمل والكتابة والسفر وتشاركني كتابة بعض التقارير المهمة تزوجتها وعمري 27 عاما وعمرها 22 عاما وهي حاصلة علي ماجستير من الجامعة الامريكية في علوم الاقتصاد. ماذا عن الأحفاد؟ اخصص لاحفادي يوم الجمعة لرؤيتهم واللعب معهم اشجعهم علي ممارسة الرياضة «كرة الباسكت بول» اتعرف علي افكارهم وطموحاتهم وآمالهم اعلمهم كيف يصنعون قرارات صائبة دقيقة هناك شيئان يسببان لي الهدوء النفسي خضرة الحقول وصفاءالبحر. ماذا عن حب الريف واللون الأخضر ؟ أعشق الزراعة واهتم واشقائي بزراعة الموالح وتجذبني جدا زراعة «البرتقال لأن الكيلو بجنيه واحيانا ب75 قرشا واحب أن اعطي فرصة للجميع ليأكلوه بفوائده العديدة وليصل للجميع «صيفا» أو «شتاء» انا اسقي الزرع وأرويه من آن إلي آخر. ونوع الورد المفضل لدي البلدي ذو الرائحة الجميلة والفل والريحان والعتر والنعناع ونبات المسك وينتشر بعد غروب الشمس مباشرة. هل تمارس الرياضة وأي الفنانين تحب ؟ اهتم جدا بممارسة الرياضة خاصة ألعاب القوي ورمي «الجولة» والقرص ومارست الملاكمة بالجامعة وهي رياضة قاسية .. ولكنني لاأحب كرة القدم وأحب مشاهدة افلام الزمن الجميل والزعيم عادل إمام لانه يمثل المصري البسيط الذكي خفيف الدم واحمد حلمي احب الناس إلي قلبي .. وأحب بشدة الألحان القديمة أم كلثوم، عبدالوهاب وفريد الأطرش .. وتعجبني فرنسا بلد الأناقة والجمال . هل تؤمن بالعمل الجماعي أم الفردي ؟ اكتشفت بمرور الوقت أن الأفضل في التعامل العمل الجماعي أو العمل بروح الفريق ولا الأسلوب الفردي ولان هواياتي العمل الاجتماعي قمت بتأسيس جمعية فاقوس للسرطان وأورام الكبد واعلنت علاج 200 مريض بفيروس «سي» علي حساب الجمعية . ووضعت برنامج تدريبي لاجراءجراحات بالمجان لسرطان الثدي مجانا وبالعشوائيات وأري ان 25٪ من حالات السرطان سببها التدخين ولذلك يجب ان يدرج ضمن المناهج الدراسية ويدخل في العملية التعليمية للتوعية ضد التدخين.. واسعد دائما بلقاء الطبقة المتوسطة والريفية البسيطة . وقضيتي الآن مكافحة السرطان والحد من انتشاره وتدريب كوادر طبية قادرة علي مكافحته وتثقيف البسطاء بالوقاية منه . كيف نعبر الأزمة الحالية؟ المواطن مكبل بأشياء كثيرة وطموحاته متعددة تفوق الامكانات لكن يجب ان نؤمن بالله جيدا وبوطننا ونضحي من اجل بقائه ويجب ان يكون لدينا ايمان بالتفاؤل بمستقبل مزدهر وعلينا التكاتف ولاننحني لأي ريح او عاصفةتهب علينا لاننا في النهاية الوطن حياتنا تاريخيا حضارتنا احنا من ترابه ندافع عنها ومعه في كل شيء في السراء والضراء في الفترة من 67 وحتي 1970 كنت في بعثة بفرنسا وكانت مصر في حالة حرب وانكسار شديد ومع ذلك كنا كمصريين في باريس ندافع عن شرف وحق هذا البلد العظيم تاريخيا وحضاريا ورفضنا ان نستمر في الخارج وعدنا إلي مصر قبل اكتوبر 1973 لنبني فيها ونعمرها وننميها وتحملنا بقوة وشجاعة واثقين ان مصر ستقف بكل قوة وزهو مرة أخري وقد كان. ما أسوأ لحظات مرت عليك ؟ أسوأ لحظات حياتي عندما توفيت والدتي اثناء تنصيبي عميدا لمعهد الاورام بجامعة القاهرة فكان في نفس الوقت تهنئة بالمنصب الجديد وتعزية لوالدتي تلك المرأة المصرية البسيطة التي ضحت بكل ماتملك مات والدي وكنت طالبا في كلية الطب بعدتنا أنا واخوتي عن كل المشاكل الحياتية وحافظت علينا حتي تخرجنا بتفوق ولي شقيق يحمل درجة الدكتوراه من فرنسا واستاذ بكلية الهندسة .