* سرطان الثدى.. الوحش المهزوم. هذا هو الاسم الذى يطلقه العلماء عليه اليوم فى الدول المتقدمة باعتباره مرضا تصل نسبة الشفاء منه إلى 95% فى حالة اكتشافه مبكرا، كما لا تتعدى نسبة الإصابة به 8% فقط، بينما عندنا فى مصر ولبنان وسوريا والعالم العربى فإن سرطان الثدى.. هو الوحش المرعب، لأن نسبة الإصابة به تصل فى مصر إلى أكثر من 35%، وفى لبنان تقفز إلى 40%، وللأسف يتم اكتشافه متأخرا ولهذا تزداد حالات الوفيات بسببه!! السطور التالية تعلن الحرب عليه وتفتح النار على الأورام ليبقى الأمل هو أهم أسلحة المقاومة. يحكى التاريخ قصة حقيقية وليست أسطورة تؤكد أن النهود الجميلة أنقذت امرأة يونانية من الإعدام وحبل المشنقة وتدعى فيرن وحبيبها هيبريدس، والتى كانت على حظ كبير من الجمال ووقفت أمام القضاة لمحاكمتها على جريمة اقترفتها، وكان حبيبها يدافع عنها بحرارة وحماس، ولكن القضاة أصروا على حكمهم بإعدامها فما كان من حبيبها إلا أن أسرع ومزق الثوب الذى ترتديه فيرن فظهر نهداها الجميلان!! وقد سُحر القضاة عندما شاهدوا هذا الجمال الباهر لهذا الصدر الجميل، وهو الحب المتأصل فى نفس كل يونانى، فرفضوا إعدامها وأصدروا حكمهم بالبراءة!! ليس هذا فقط، بل لقد بلغ عشق اليونانيين القدماء لصدر المرأة وغرامهم بالنهود الجميلة إلى حد العبادة!! لدرجة أن إله الخمر عندهم كان شغوفا ويرتعش عندما يرى صدر المرأة!! أما نانوس الشاعر اليونانى القديم فكان يطلق على التفاحتين النابتتين على صدر المرأة اسم سهام الحب!! وحتى التماثيل والرسوم فى اليونان القديمة كانت تشبه نهدى المرأة بثمار شجرة الفراولة!! * وحش يحطم.. سهام الحب!! بالله عليكم أين نحن الآن من رجال اليونان القديمة الذين كانت تتولد فى قلوبهم مشاعر من نار عند رؤية نهود المرأة؟! نحن فى زمن للأسف الشديد لم نعد نرى ولم نعد نتذوق فيه الجمال!! فالمرض وشبح الموت زحف على كل شىء فيه حتى على المشاعر!! والمرأة غلبانة ومسكينة ومحطمة ومثقلة بأعباء الحياة!! وصدور النساء ترهلت!! والنهود ضخمة جدا!! وسرطان الثدى وحش يفترس الجمال ويحطم سهام الحب ولا يرحم!! الرجال محبطون مرهقون يلهثون وراء لقمة العيش!! تراهم فى الشارع تحسبهم أمواتا وهم أحياء، فهم يعانون من أنيميا فى المشاعر، وهزال جسدى، وانحسار نفسى، وهروب مروع ومميت من بهجة الحياة!! ولا حول ولا قوة إلا بالله!! فى دراسة مهمة أجراها معهد الأورام عندما استقبلت العيادات الخارجية له 20326 حالة، يحذر فيها د.حسين خالد أستاذ الأورام من أن سرطان الثدى كان الأكثر شيوعا بين السيدات، وأن النسبة قفزت إلى أكثر من 35% بين المصريات، السؤال المهم الآن: من هن النساء الأكثر عرضة لسرطان الثدى؟ يؤكد د.سامى الخطيب أستاذ الأورام والطب النووى ورئيس رابطة الأطباء العرب لمكافحة السرطان، أن السمنة وزيادة وزن المرأة وتناول الوجبات الغنية بالدهون لها علاقة وثيقة بالإصابة بسرطان الثدى والذى يقل كثيرا انتشاره فى الدول التى تقلل الدهون فى وجباتها، والمرأة التى تتناول حبوب منع الحمل لمدة خمسة أعوام متواصلة تزيد من احتمال الإصابة بالسرطان، والسيدات اللائى يستخدمن العلاج الهرمونى التعويضى بهرمون الاستروجين لفترات طويلة 10 سنوات أو أكثر وقلة النشاط وعدم ممارسة الرياضة والاعتماد الدائم على السيارة والتى تداوم على شرب الكحوليات. *الفتيات الصغيرات.. وسرطان الثدى!! هذه كلها من العوامل التى يسهل التحكم فيها، أما العوامل التى لا يمكن التحكم فيها وتجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بالسرطان فهى أن أكثر من 80% من سرطان الثدى يصيب نساء عمرهن أكبر من 50 سنة هذا على الرغم وهذا هو المحزن من أن المرض فى الدول العربية يصيب النساء الأصغر سنا!!، وفى المؤتمر السنوى التاسع لرابطة الأطباء العرب لمكافحة السرطان لفتت الانتباه د.هبة الظواهرى الأستاذ بمعهد الأورام القومى إلى أن الجين المسبب للإصابة بالمرض يوجد فى خلايا الجسم منذ الولادة، ولكن لأسباب غير معروفة يحدث له تهيج ونشاط ويسبب المرض، وهذا يفسر أن من عندها تاريخ شخصى فى الإصابة بسرطان الثدى، كأن تكون أصيبت فى ثدى واحد فإن الثدى الآخر يكون من السهل إصابته بنفس المرض، أو يكون عندها تاريخ أسرى فى الإصابة بسرطان الثدى، أو تعرضت للعلاج بالأشعة، أو من جاءتها الدورة الشهرية مبكرا أو انقطعت عنها متأخرا بعد سن الخمسين مثلا، ولأن الاكتشاف المبكر هو أهم أسرار نجاح علاج سرطان الثدى، فهناك علامات وأعراض لو ظهرت على المرأة عليها أن تتصل فورا بالطبيب، منها ظهور كتلة أو ورم فى الثدى مهما كانت صغيرة وغير مؤلمة، أو زيادة غير طبيعية فى حجم أحد الثديين، تغير فى نسيج جلد الثدى، إفرازات من حلمات الثدى، تورم فى الجزء العلوى للذراع، تضخم فى الغدد الليمفاوية تحت الإبط، تغير فى شكل ومظهر الحلمة، وليس معنى وجود أحد هذه الأعراض الإصابة بسرطان الثدى، ولكن لابد من زيارة الطبيب من أجل التشخيص النهائى، ولايجب أن ننسى أن 80% من أورام الثدى حميدة وليست خبيثة. * أمل جديد.. لعلاج سرطان الثدى يجب أن نعلم جميعا أن الوقاية من سرطان الثدى تبدأ من الطفولة، هذا ما أكدته دراسة مهمة جدا لمنظمة الصحة العالمية، حيث أوضحت أن العادات الغذائية فى سنوات الطفولة تكون سببا فى الإصابة ببعض الأمراض فى المستقبل، وأهمها سرطان الثدى فالإكثار من الوجبات الغنية بالدهون والفقيرة فى الخضراوات والألياف مثل الوجبات السريعة تؤدى إلى تخزين هرمون الاستروجين فى الدهون ويفشل الجسم فى التخلص منه مما يساعد على ظهور سرطان الثدى فى المستقبل، ولهذا يحذر مجموعة من العلماء والباحثين الدنماركيين من أن الأطعمة المقلية واللحوم المصنعة أشد خطورة على النساء مثل تناول البطاطس المقلية والهامبورجر والأطعمة المقلية فى الزيت والمحروقة والأطعمة المشبعة بالدهون والأطعمة الغنية بمادة الأكريلاميد مثل البطاطس الشيبسى والمقلية لأن امتصاص النساء لهذه المادة السامة أعلى مرتين من الرجال، وهذه الأطعمة أشد خطورة على النساء لأنها تزيد من احتمالات الإصابة بسرطان الثدى والمبيض والرحم، ولهذا يفضل أن تتناول النساء الخضراوات والأطعمة الغنية بفيتامين أ، ج والكاروتين. كما يؤكد علماء الأورام الكنديون أن ممارسة الرياضة للنساء اللائى تخطين مرحلة انقطاع الطمث قد يخفض من احتمال إصابتهن بسرطان الثدى، لأن البدانة والتدخين قد يكونان من أكثر العوامل المسببة لسرطان الثدى، وفى الدول المتقدمة الآن أبحاث علمية جديدة جدا أثبتت أن تناول المرأة قرص أسبرين فى اليوم يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدى لأن الأسبرين مضاد للالتهاب، والاكتشاف المبكر هو الحل السحرى لوصول نسبة الشفاء من سرطان الثدى إلى 95%، ولذلك على كل فتاة ابتداء من عمر 20 سنة أن تمارس الفحص الذاتى بنفسها مرة كل شهر فى اليوم الثالث بعد انتهاء الدورة الشهرية. والمفاجأة السارة هى ما أعلنته الجمعية الأمريكية للأورام عن نجاح اكتشاف عقار جديد من أنواع العلاج الموجه للقضاء على سرطان الثدى، عبارة عن أجسام مضادة معدلة تستهدف البروتين المسئول عن حدوث السرطان وتوقفه عن العمل فيقضى على الورم ويدمره، وهذا العقار الجديد يعمل على التحكم فى نمو الورم السرطانى وانتشاره من خلال منع تكون أوعية دموية جديدة تغذى الورم، وقد أثبت هذا العقار نجاحا وفعالية كبيرة فى علاج سرطان الثدى، وهو ما أعطى للعلماء تفاؤلا كبيرا وأملا جديدا لهزيمة سرطان الثدى. لا أحد ينكر أن سرطان الثدى كارثة حقيقية فهو يفترس صدور النساء فى كل أنحاء العالم وليس مصر والعالم العربى فقط!!، وهو لايفرق بين امرأة غنية وأخرى فقيرة!، فها هى المذيعة وعارضة الأزياء الهولندية الشهيرة سيلفى مييس زوجة فان ديرفارت لاعب كرة القدم الشهير بنادى ريال مدريد، والتى أصيبت بسرطان الثدى وترتدى الآن شعرا مستعارا لفقدانها شعرها الأشقر لأنها تتلقى العلاج الكيميائى!! أما النجمة شارون ستون رمز الإغراء والسخونة والجاذبية فتقول عن نفسها أنها صاحبة أجمل صدر فى العالم، لذلك تقوم بحملات توعية لمحاربة سرطان الثدى!! وبلغ الرعب من سرطان الثدى أن النجمة السينمائية باميلا أندرسون قامت بالتأمين على صدرها باعتباره مصدر نجوميتها ومورد رزقها!! فهل نتكاتف جميعا لمحاربة وهزيمة سرطان الثدى!!؟