كتبت : نادية الملاخ الوقاية خير من العلاج.. مقولة شهيرة هل يمكن تطبيقها علي مرض السرطان الخبيث كما يطلق عليه بسبب عدم الاحساس به, وظهور أعراضه فجأة عندما يصبح في مرحلة متأخرة. وهل لدينا في مصر وحدة للاكتشاف المبكر يمكن لأي شخص إجراء الفحوصات اللازمة بها؟ وكيف يمكن للشخص العادي اكتشاف إصابته بهذا المرض بنفسه مبكرا؟ * يقول الدكتور ضياء صالح استشاري جراحة الأورام والمنسق العام لوحدة الاكتشاف المبكر للأورام بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة, إن موضوع الوقاية من الإصابة بمرض السرطان أمر ليس سهلا تماما, لأننا كي نقي المجتمع من مرض معين لابد أن نعرف أسبابه بنسبة100% ولأن الأسباب غير معروفة وغير محدودة في فيروس بعينه, لذا لا نستطيع القول إن الوقاية من السرطان أمر سهل لكن ما في أيدينا لتحسين النتائج ونرتفع بنسبة الشفاء هو الاكتشاف المبكر, وهو أمر يحظي باهتمام العالم كله وجميع مراكز السرطان في العالم لديها وحدة للاكتشاف المبكر للسرطان بصفة عامة, وهذه الوحدة بدأت تحظي بنجاح كبير جدا. وحدات وأسعار رمزية يضيف: نحن في مصر منذ تسع سنوات تقريبا وتحديدا في عام2001, تم تأسيس وحدة الاكتشاف المبكر للسرطان وهي في المعهد القومي للأورام التابع لجامعة القاهرة, وهذه الوحدة من أهدافها الرئيسية التوعية الصحية ومحو أمية السرطان بتعريف المواطنين بأهم أعراضه في مراحله المبكرة وكيفية اكتشافهم بأنفسهم له, خاصة سرطان الثدي عند السيدات. بالإضافة الي أننا يتابع لدينا برنامج للاكتشاف المبكر لجميع أنواع السرطانات الأخري خاصة السرطانات المهمة الأكثر شيوعا التي تستفيد جدا من برنامج الاكتشاف المبكر ومنها الي جانب سرطان الثدي سرطان البروستاتا والكبد وعنق الرحم. هذا هو الاتجاه والمجهودات التي تقوم بها الوحدة لاكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة, وهي لا تستقبل مرضي لكنها تستقبل أصحاء يريدون الاطمئنان علي أنفسهم وتلك الخدمة تقدم بأسعار رمزية للغاية في وحدة الاكتشاف المبكر للسرطان بمعهد الأورام وأيضا بمراكز الأورام المختلفة الموجودة بجميع المحافظات ويمكن لأي مواطن الاتصال بتليفون رقم25323834 للاستفسار عن أي معلومة في هذا المجال أو أخذ ميعاد للكشف وإجراء الفحوصات اللازمة التي لا يتجاوز سعرها20 جنيها. أهمية الاكتشاف المبكر يتابع د. ضياء صالح: من أهم الفئات التي يجب أن تحرص بشدة علي إجراء تلك الفحوصات المجموعة الأكثر عرضة للإصابة به وهم الذين لديهم تاريخ مرضي لهذا المرض في العائلة, فلابد أن يتوجه أي فرد من هؤلاء لأقرب وحدة إليه للاكتشاف المبكر أو علي الأقل يتابع بنفسه ويكون لديه الدراية بأن السرطان مرض سهل الشفاء منه عند اكتشافه مبكرا. فهناك أورام تستفيد جدا من الاكتشاف المبكر لها مثل أورام الثدي والبروستاتا والكبد لأنه من السهل اكتشافها مبكرا وتشخيصها بمجرد أن تبدأ خلية أو اثنتان أو عشر أو مائة خلية تتغير وتتحول الي سرطان ممكن جدا ونكتشفه قبل أن تتضخم في الثدي وهذا هو الهدف الذي نسعي إليه, أي تشخيص سرطان الثدي قبل أن يستفحل. ومن هنا جاءت فكرة تنفيذ المشروع القومي للاكتشاف المبكر لسرطان الثدي, إذ إنه من أكثر أنواع السرطانات انتشارا بين السيدات خاصة غير المتزوجات واللاتي لم ينجبن ومن تأخرن في سن الزواج, وبصفة عامة يصيب هذا المرض المرأة بعد سن ال35 عاما. وخطورة الإصابة به هي أن المرأة لا تشعر بشيء في ثديها مثل غيره من أنواع السرطانات الأخري, فأي طبيب يفحصها في بداية المرض يقول إنها سليمة ولكن بالاشعات والتقنيات الحديثة نستطيع اكتشاف تغيرات دقيقة داخل الخلية, وفي هذه الحالة يكون العلاج سهلا وسريعا دون استئصاله أو أي جزء منه ودون علاج كيميائي ونسبة الشفاء في هذه الحالة تصل الي98% وتكاليف العلاج لدينا في هذه الحالة تقل75% عن قيمة العلاج بالمستشفيات أو المراكز الخاصة. تفعيل المشروع ويستطرد د. ضياء صالح قائلا: لاشك أن المشروع القومي لبرنامج الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي الجاري تنفيذه الآن لو تم تنفيذه بصورة أقوي وتطبيقه أيضا علي بعض أنواع السرطانات الأخري التي تتأثر إيجابا بالاكتشاف المبكر لها مثل سرطان البروستاتا والكبد فيمكن أن يوفر مبالغ هائلة للدولة ولميزانية معهد الأورام وميزانية علاج السرطان في مصر التي يضيع منها الكثير للأسف دون نتائج إيجابية نتيجة تأخر اكتشاف المرض, وهذه الموارد التي يتم توفيرها يمكن إنفاقها علي البحوث العلمية وأشياء أخري تساعد علي ارتفاع نسبة الشفاء بالنسبة للأنواع الأخري من السرطانات التي يصعب اكتشافها مبكرا بسبب أنها بداية من ظهور خلية سرطانية واحدة الي أن تعطي أعراضا وتشخيصا يمكن أن تمر سنوات دون اكتشافها حتي باستخدام أحدث الأجهزة بينما سرطان الثدي والبروستاتا والكبد من السهل اكتشاف الإصابة به باستخدام التقنيات الحديثة خلال أشهر قليلة من الإصابة به, لذلك يجب الاهتمام بالاكتشاف المبكر خاصة بالنسبة لتلك الأنواع مما يوفر الكثير للدولة ويعود بالنفع علي مرضي السرطان.