في ختام السنة الأولي لتوليه المسئولية، ومع بدايات العام الثاني له رئيسا للدولة المصرية، لعلنا مازلنا نذكر خطوط وملامح الصورة التي كانت قائمة علي أرض الواقع آن ذاك، بكل ما فيها من قلق واضطراب وغيبة للاستقرار وغياب للأمن والأمان، وبكل ما يغلفها ويحيط بها من ضباب وسحب كثيفة تحجب الرؤية ولكنها لا تمنع نفاذ البصيرة. وأعتقد اننا لم ننس بعد، واظننا لن ننسي ابدا، ان الأمل في المستقبل الأفضل والتطلع للانطلاق بمصر للغد المشرق، كانا هما الدافع وراء اصرار الشعب علي تولي السيسي مقاليد الأمور ومسئولية الحكم، ايمانا من الجماهير بأنه أهل لهذه الثقة وتلك المسئولية، وانه يستطيع بحب الشعب ومساندته، وبعون الله وقدرته علي النهوض بهذه الأعباء رغم كل المصاعب والمعوقات. وفي ذلك نقول «دون تردد» انه كان وبحق أهلا للثقة، وموضعا صحيحا ومستحقا لكل احترام وتقدير، نقول ذلك دون مبالغة علي الاطلاق، وأيضا دون شبهة نفاق لا يحتاجه ولا يرحب به، فضلا عن اننا لا نرضاه لانفسنا أو لغيرنا. وقبل ذلك كله ومن بعده، فنحن لا نريد منه شيئا، ولا نطلب منه سوي أن يظل كما هو، متواضعا محبا للبسطاء من الناس، ساعيا لنيل رضاء الشعب ورضاء الله سبحانه وتعالي في كل عمل يقوم به، ونأمل أن يظل علي ما هو عليه الآن، لا تغيره الأيام، ولا تبدله السلطة ولا ينتابه كبر أو غرور،...، هذا ما نطلبه ونؤمن أن هذا من حقنا عليه. واحسب ان من المهم ان نسترجع معا ما جري خلال العام الماضي، حيث بدي واضحا أن المهمة الأولي التي وضعها السيسي في اعتباره، والتزم بها منذ لحظة توليه السلطة وأدائه للقسم، كانت هي تثبيت اركان الدولة المصرية، التي كان النيل منها وهز قواعدها هو الهدف الرئيسي لجماعة الإرهاب وفلول الضلال، في اطار المخطط الاجرامي التآمري المنخرطين فيه مع قوي عالمية، لتفكيك الدولة واسقاطها وتحويلها إلي دولة فاشلة، تسود فيها الفوضي ويعشش فيها الإرهاب. ومن أجل ذلك كانت وقفته الصلبة في مواجهة الإرهاب وعصابات الدمار والضلال والإفك، التي أهدرت دماء الشعب واستباحت حرماته، وكشفت عن وجهها القبيح وسعيها الخسيس للانتقام من الشعب كله، لرفضه الخضوع لها والاستسلام لحكم طغمتها الفاشية والباغية. «وللحديث بقية»