اللعب المستوردة تجذب الأطفال ونصيب الصناعة المحلية منه محدود جداً «تصوير محمد عبدالمنعم» 15 مليون طفل في مصر تتلاعب بهم الألعاب المستوردة ، بعد أن فشل المستثمرون المحليون في توفير احتياجاتهم ، حتي القليل الذي يتم إنتاجه محليا يتسم بالنمطية مما يجعل الأطفال ينفرون منه . وهكذا لم يعد غريبا أن يبلغ حجم الاستيراد 3.5 مليون دولار سنويا ، يتم إنفاقها علي لعب « العيال» ! لا يعني هذا أننا نستنكر حاجة أبنائنا للترفيه ، لكن الغريب أن مستثمرينا لم ينجحوا في خوض هذه التجربة ، ليس فقط لكونها مربحة بل أيضا لحماية أجيال كاملة من عمليات تغييب متعمدة أو غير متعمدة يمكن أن يتعرض لها . يؤكد بركات صفا زكي نائب رئيس شعبة لعب الأطفال بالغرفة التجارية بالقاهرة أن حجم استيراد مصر من لعب الأطفال يصل الي 3.5 مليون دولار سنويا ، حيث تصل إلي مصر 800 حاوية شهريا تبلغ قيمتها 250 ألف دولار بينما لا يتجاوز حجم الإنتاج المحلي 260 ألف دولار سنويا ، ويشير إلي أن عدد المستوردين يصل إلي 50 الف مستورد و مليون تاجر ، وبهذا يتجاوز سوق لعب الاطفال المستورد عشرة اضعاف الانتاج المحلي . ويوضح ان تراجع مصر في مجال صناعة لعب الاطفال يرجع لأسباب عديدة منها عدم وجود ابتكار في أي لعبة ، حيث تظل اللعبة المحلية ثابتة علي شكل واحد وتصميم لايتغير وقد يمتد هذا الثبات لأكثر من عشرين عاما ، كما أن هناك عاملا اقتصاديا فالجزء الحديدي «الاستبيه» الذي يتم تركيب ماكينة البلاستيك عليه لإنتاج لعبة واحدة فقط ثمنه لا يقل عن 200 ألف جنيه بخلاف ثمن الخامات ، ويشير إلي أن أكثر الدول التي تستورد منها مصر هي الصين لأن منتجاتها تتميز بالتنوع وأشكالها مختلفة ورخيصة الثمن ، ويؤكد علي احتياج مصر لمتطلبات عديدة كي تؤسس و تطور منظومة تصنيع لعب الاطفال ، منها ازالة المعوقات أمام إقامة المصانع حيث أن أقل مصنع يتكلف 20 مليون جنيه ، بالإضافة إلي إعداد جيل من المبتكرين لإنتاج أشكال مختلفة ومبتكرة لألعاب تلبي احتياجات السوق المحلي والتصدير للأسواق الدولية ، ويضيف ان المستثمر المصري أو الأجنبي يتردد كثيرا عند بناء أي مصنع بسبب الإجراءات المعقدة كما أن نجاح تصنيع لعب الأطفال في مصر يحتاج لإنتاج اكثر من 500 صنف مختلف لكي يمكن تسويق المنتج علي مستوي الدول الأخري وتحقيق مبيعات وأرباح تجعل المصانع مجدية اقتصاديا . وعن أشهر لعب الأطفال التي يتم استيرادها من الخارج يشير إلي أنها مكعبات البولنج والألعاب التي تتطلب تقنيات مثل الطائرات والسيارات والبيانو والجيتار والسيوف والآي باد التعليمي واللاب توب والقطارات والألعاب التجميعية التي تساعد الطفل علي التفكير والتركيز وأيضا كروت باكيو التعليمية وكروت النجار وكروت العروسة ، موضحا أن الشعبة متخوفة من أن تصدر وزارة الصناعه قرارا بإيقاف استيراد لعب الأطفال مثلما أصدرت قرارا بمنع استيراد فوانيس رمضان . و يضيف أن مبيعات لعب الأطفال تشهد رواجا في موسمين هما رمضان والعيد الكبير ، ويؤكد أن اللعب المستوردة تخضع للمواصفات القياسية الأوروبية حيث يتم فحصها في مصر ولا يحصل المستورد علي إفراج جمركي إلا بعد إفراج الهيئة العامة للرقابة علي الصادرات والواردات للتأكد من اجتياز العينات للاختبارات المعملية ، وينفي تماما وجود ألعاب تحرض علي العنف مشيرا إلي أن الألعاب التي يتم استيرادها أغلبها نمطية لتنمية ذكاء مهارات الطفل السمعية وتسليته باستثناء الألعاب الالكترونية وتلك التي تعرض علي التاب والموبايلات . ويضيف علاء عادل عضو شعبة لعب الأطفال في الغرف التجارية أن مستوردي لعب الأطفال متواجدون في جميع محافظات الجمهورية ، ويشير إلي أنه لا يوجد بمصر سوي 5 مصانع لاتكفي لتغطية احتياجات السوق المحلي ، كما أن الألعاب المحلية بدائية وتشمل اللعب الصغيرة و المكعبات البولنج اما اللعب التي تتطلب تقنيات فغير متوافرة لهذا يتم استيرادها من الصين . ويشدد كمال مغيث الباحث في المركز القومي للبحوث التربوية علي أن العلاقة بين الطفل واللعبة هي علاقة نفسية ومستقبلية تشكل فكر وعقل وهوية جيل قادم ، ربما يرتبط سلبا أو إيجابا باللعبة ، ويضيف : نلاحظ حاليا انتشار الألعاب البلاستيكية المستوردة التي لا تخضع معظمها لمعايير السلامة الصحية ،لكن في المقابل هناك ألعاب مستوردة تشكل عقل وفكر الطفل وموهبته وتنمي ذكاءه . وأشار إلي أن لعبة الطفل بقدر ما هي أداة صغيرة في يده إلا أنها يمكن أن تعود بالسلب او بالإيجاب علي تصرفاته وتحدد مصير جيل قادم يمكن ان يتعرض للتغييب الفكري ، لهذا يطالب بضرورة توفير ألعاب تعرف بالتراث المصري لكي يعرف الطفل تاريخه وحضارته وتسهم في بناء تكوينه الثقافي . مني عبدالعاطي