في مثل هذه الايام من نهايات شهر أبريل كل عام، تعاودنا الذكري العطرة لتحرير سيناء، وعودتها إلي احضان الوطن الام، في الخامس والعشرين من أبريل 1982، بعد اغتراب دام بالقصر والعدوان خمسة عشر عاما. ومع رياح تحرير سيناء العزيزة التي تهب علينا مع قدوم الربيع كل عام، تقفز إلي الذهن دائما المئات بل الآلاف من صور وقصص البطولة، التي سطرها بدمائهم جنود مصر الابطال ابناء جيش مصر، بطول وعرض السنين دفاعا عن سيناء وتصديا للعدوان عليها وتحريرا لها،..، ليس في الزمن الحديث او المعاصر فقط، بل منذ قيام الدولة المصرية في هذا المكان المتميز والعبقري من خريطة العالم والمنطقة. ولكثرة ما مر علي سيناء وما عايشته من حروب وغزوات علي مر الزمن، بوصفها المعبر والبوابة الشرقية لمصر منذ ما قبل التاريخ المدون والمعروف وحتي اليوم، يصدق عليها القول، بأنها والمصريون في رباط دائم ومستمر إلي يوم الدين. ومن يطلع علي تاريخ مصر القديم والحديث، يعلم ان سيناء كانت طوال السبعة آلاف عام قبل الميلاد، ثم الألفين التاليين للميلاد، مسرحا وميدانا لكل الحروب والغزوات التي استهدفت مصر، منذ الفراعنة الاوائل ثم الرومان والاغريق وما بعدهما من المغول والتتار، وصولا إلي العدوان الثلاثي في 1956، ثم نكسة 1967، التي استطاع جيش مصر البطل ان يمحو آثارها في انتصار 1973 وما تلاه من تحرير سيناء. ولان سيناء هي المدخل والمعبر لمصر فانها الان تعيش حربا مقدسة ضد جماعات الارهاب، وعصابات وفلول الاجرام والقتل والتخريب والتكفير، التي تسعي لنشر الفوضي والعنف في ربوع البلاد، وتحاول بكل الخسة هز الاستقرار في مصر في اطار خطة شيطانية لاسقاط الدولة وفتح الطريق امام اعادة رسم خريطة المنطقة من جديد. «وللحديث بقية»