في تاريخ الشعوب أحداث ولحظات لا تنسي، بل تظل حية في ضمير الأمة، وعمق الوجدان، رغم مرور الزمن، وتعاقب السنين والأجيال،...، وتبقي دائماً وأبداً نجماً مضيئاً وهادياً في سماء الوطن ينير الطريق لأبنائه كلما اشتدت المحن، وعصفت الأنواء. وعلي رأس هذه الأحداث، وتلك اللحظات، وفي الصدارة منها يأتي عيد تحرير سيناء في الخامس والعشرين من أبريل عام 2891، كعلامة بارزة علي صلابة وقوة وأصالة شعب مصر البطل، وكدليل حي علي رفضه للهزيمة، وقدرته علي صنع النصر، وتحرير الأرض، واستعادة الكرامة الوطنية. واذا كنا نحتفل اليوم بالذكري الثامنة والعشرين لتحرير سيناء، فلابد أن نتوقف طويلاً أمام التضحيات الهائلة التي قدمها أبناء مصر في سبيل ذلك، طوال ست سنوات قاسية، وثقيلة علي المصريين فصلت ما بين الهزيمة والنصر، وشهدت حرب استنزاف طويلة، وحرب تحرير بطولية قدم فيها الشعب والجيش العديد من الشهداء الأبرار، سجلوا فيها أروع قصص البطولة والشرف والفداء في حب مصر. واحتفال الشعب والجيش بتحرير سيناء هذا العام له طبيعة متفردة، حيث يتواكب معه، فرحة المواطنين من أبناء مصر باسترداد الأب والأخ والرئيس مبارك لعافيته، واستئنافه لنشاطه المعتاد، بعد أن من الله عليه بنعمة الشفاء،...، وهو ما أعطي الاحتفال مذاقا خاصا يمتزج فيه حب الوطن، بمشاعر الأصالة والوفاء لقائد قدم للوطن كل الجهد والحب، وقاد مسيرته في الحرب والسلام، ويقود الآن مسيرة الإصلاح والتجديد والتحديث نحو الغد الأفضل. وللشباب من أبناء مصر الذين لم يعاصروا اللحظات المجيدة في حياة وطنهم، وعودة سيناء الغالية إلي حضن الوطن الأم، نقول لهم ، إن معركة التطوير والتحديث والإصلاح التي نخوض غمارها اليوم لا تقل في الأهمية والخطورة عن معارك التحرير والبناء التي خاضتها مصر طوال السنوات الماضية، والتي محونا فيها عار الهزيمة وصنعنا فيها النصر واستعدنا فيها الأرض والكرامة. ومن الضروري أن نعي جميعا اليوم، وفي ذكري تحرير وعودة سيناء الغالية، أن التقدم والتحديث والإصلاح يأتي نتاج جهد وعمل وعرق وإصرار، وهو ما يتم في مصر الآن تحت قيادة مبارك، وفي إطار البرنامج الرئاسي الذي يجري تنفيذه بكل دقة منذ خمس سنوات وحتي اليوم.