سكان عدن يهرعون إلى مخازن السلاح لمواجهة تقدم الحوثيين صوب المدينة أفواج من الحوثيين تزحف نحو مضيق باب المندب اجتاح مقاتلو جماعة الحوثي تدعمهم وحدات متحالفة في الجيش أمس قاعدة «العند» الجوية بمحافظة لحج علي بعد نحو 60 كيلو مترا شمال مدينة «عدن» وانتزعوها من الموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي. وقالت مصادر محلية: إن الحوثيين ووحدات الجيش المتحالفة تقدموا وأصبحوا علي بعد 30 كيلو مترا من عدن التي اتخذها هادي مقرا لإقامته وعاصمة لإدارة البلاد بعد سقوط صنعاء وفراره منها. يأتي ذلك وسط تضارب الأنباء عن مكان وجود الرئيس اليمني، ففي حين قال رئيس جهاز الأمن القومي اللواء علي الأحمدي لدي سؤاله عما إذا كان الرئيس هادي في اليمن، «موجود.. موجود.. موجود. أنا الآن عنده في القصر وهو موجود في عدن». كما أكد محمد مارم مدير مكتبه «لرويترز»: إن الرئيس في عدن ويتابع الموقف وحث اليمنيين علي توحيد صفوفهم، معبرا عن ثقته بأن شعب اليمن وبقية الشعوب العربية والحكومات لن تقبل بسقوط عدن. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر مقرب من الرئيس قوله: إن الأخير لم يغادر اليمن لكنه نقل إلي مكان آمن في المدينة. بينما قال مصدر أمني آخر في الرئاسة للوكالة: إن الرئيس غادر البلاد إلي الخارج علي متن مروحية من قصر المعاشيق الرئاسي. وقال موقع «يمن برس»: إن الرئيس هادي غادر البلاد مع البعثة الدبلوماسية السعودية متجها إلي قطر في حين لم تؤكد هذه المعلومات مصادر أخري. ونقلت وكالة أسوشيتدبرس عن الحوثيين إعلانهم عن مكافأة قدرها مائة ألف دولار لمن يعتقل الرئيس أو يدلي بمعلومات عنه. وقالت الوكالة: إن الحوثيين اعتقلوا وزير الدفاع محمود الصبيحي ومسئولين آخرين بعد سيطرتهم علي قاعدة العند التي كات تستخدمها القوات الأمريكية لشن هجمات ضد تنظيم القاعدة في الجنوب. وفي تطور لاحق، نفذت طائرة تابعة للحوثيين غارة علي القصر الرئاسي وأطلقت ثلاثة صواريخ ناحية القصر لكن المضادات الأرضية تصدت لها ولم ترد تقارير عن ضحايا أو أضرار. ونقلت وسائل اعلام تابعة لجماعة الحوثي التي تدعمها إيران تطورات القتال في العند. وسيطر الحوثيون علي معظم شمال اليمن خلال الأشهر القليلة الماضية. ويعتقد أن قاعدة العند التي كانت قوات هادي تسيطر عليها بها عدد من الطائرات، كما تضم أيضا موقعا مخابراتيا لمراقبة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يديره في العادة أمريكيون، لكن الولاياتالمتحدة أجلتهم الأسبوع الماضي من اليمن ومن بينهم نحو 100 من قوات العمليات الخاصة نظرا لتدهور الموقف الأمني. وبهذه التطورات بات الحوثيون يضيقون الخناق بشكل كبير علي مدينة عدن بعد سيطرتهم علي صنعاء واستلامهم زمام السلطة فيها بشكل كامل في فبراير الماضي. كما يسيطر الحوثيون علي مناطق في تعز، المدينة الكبيرة شمال عدن، وعلي مناطق في الضالع ولحج المحيطتين بعدن. كما «بدأت أفواج من الحوثيين تتوافد إلي ميناء المخاء» المطل علي باب المندب غرب عدن. وجاءت التطورات الأخيرة بعد أن طالب الرئيس هادي الأممالمتحدة ومجلس الأمن بالموافقة علي تدخل دولي لإنقاذ البلاد من قبضة الحوثيين. وعقب التطورات الأخيرة، طالب وزير الخارجية اليمني رياض ياسين مجددا بتدخل عربي عسكري سريع لوقف تقدم الحوثيين. وقال ياسين في تصريحات لقناة «العربية» أطالب دول الخليج بإرسال قوات جوية وبحرية لوقف استيلاء الحوثيين علي البلاد. وذكرت تقارير إعلامية أن المسلحين قاموا بعمليات نهب واسعة للسلاح الموجود في تلك القاعدة، فيما ذكر موقع «يمن برس» المحلي أن جميع القوات، التي اقتحمت القاعدة، ترتدي زي قوات الأمن الخاصة «الأمن المركزي ، سابقاً»، وإنها وصلت برفقة 3 دبابات فقط، فضلاً عن الأسلحة الخفيفة ورشاشات متوسطة. وكان مسؤولون أمريكيون قد قالوا أمس الاول: إن السعودية تحرك معدات عسكرية ثقيلة تضم مدفعية إلي مناطق قريبة من الحدود مع اليمن، مما يزيد مخاطر انجرار المملكة إلي الصراع المتفاقم في اليمن.