غضب البعض من ردودي علي السيد وزير الاستثمار الهمام اشرف سلمان... وهم لا يعلمون ان هناك قدرا كبيرا من الاحترام والاعجاب المتبادل بيننا... لكني انا من مدرسة المصارحة بالحقيقة التي تري ان الوطنية الحقيقية هي معرفة النواقص والعيوب في وطننا والتخلص منها... وهذا ما قصدته عندما طالبت بضرورة التخلص من البيروقراطيين واستبدال الصف الثاني لكل وزير بشباب ودماء جديدة لدفع العمل وتحقيق التقدم. واستأذن القارئ في رواية قصة من محيط اسرتي لشرح وجهة نظري ، فمنذ بضع سنين دخلت والدتي مكتبي وهي منزعجة جدا وقالت لي هل صحيح انك انت الذي دعمت هذا الكتاب...و فتحت لي كتابا لمصورة فوتوغرافية ألمانية وضعت في منتصفه صورة فنية رائعة لكنها لأسطح المنازل في القاهرة وهي مغطاة بالزبالة ! وقالت « هذا الكتاب يسيء إلي مصر» ! فقلت لها هل هذه الصورة حقيقية ام ملفقة ؟ فقالت لي حقيقية...فقلت لها اذن فلننظف الاسطح لو كنا فعلا منزعجين من هذا المنظر!... وقمت بالفعل بتمويل حملة لنظافة الاسطح ولكن للأسف عادت الزبالة اليها مره اخري فورانتهاء الحملة ! و قد فوجئت مؤخرا بحملة عارمة تتجاهل المجهود الكبير الذي بذل لإنجاح المؤتمر ولا تتفهم أهمية وضرورة المصارحة وينطبق عليها ما كتبه الكاتب الكبير فهمي هويدي - والذي نادرا ما اتفق معه - في مقاله «رسالة إلي الآخر» الذي نشره يوم الأربعاء الماضي في جريدة الشروق واسمحوا لي أن انقل لكم هنا جزءا منه...فقد كتب يقول : «إن طغيان أصوات التهليل والتصفيق أفسدت الحس العام بحيث إن شرائح واسعة من الناس في مصر باتت تستغرب وتستنكر بشدة سماع أي صوت آخر لاينخرط في العرس المقام، ليس ذلك فحسب وإنما أصبح سوء الظن هو أول ما يخطر علي البال في هذه الحالة. وقائمة الاتهامات في هذه الحالة طويلة وبلا نهاية». و اقولها مرة أخري بصراحة وبوضوح... لن ننجح في الانطلاق بكل مشاريع هذا المؤتمر الا بالقضاء علي ظاهرة الايدي المرتعشة بقرار استبدال الصف الثاني وإصدار قانون حماية الموظف العام الشريف وملخصه هو ان اي موظف عام يأخذ قرارا يثبت خطؤه ولم يثبت انه تربح منه او ارتشي من ورائه لا يلاحق جنائيا ولا يسجن بل توقع عليه الجزاءات الإدارية فقط...ا الحقيقة التي يعلمها المستثمرون تمام العلم هي ان المستثمر في رحلة حصوله علي الموافقات غالبا ما يجد امامه نوعين من الموظفين الحكوميين... النوع الأول وهو الموظف الأمين ولكنه خائف...يده مرتعشة مرعوب من إعطاء الموافقات حتي لا يتحمل أي مسئولية او يقع في مشكلة يوما ما...و النوع الاخر وهو الموظف الفاسد الذي يساومه علي الموافقة. الحل بلا ادني شك هو تأمين الموظف الشريف وتطمينه وهو ما سيقضي تلقائيا علي الفساد والرشوة. وفي النهاية...أقول لهواة الصيد في المياه العكرة من كتاب الصحف والبوابات الصفراء ان المستثمرين سواء المصريون او الأجانب علي معرفة كاملة بالعوائق والبيروقراطية التي تقابلهم في مشاريعهم بكل تفاصيلها...و يعلمون أيضا ان كم المشاريع المتوقفة نتيجة البيروقراطية وعدم احترام التعاقدات والرجوع عن الموافقات بعد صدورها لا يحصي...وبالتالي لا يمكن ولن يجدي الكذب عليهم او ايهامهم بأن كل شيء علي ما يرام...أما بالنسبة لحبي لوطني ورغبتي المخلصة في تقدمه... فهذا ليس محل شك عند جموع الشعب المصري الذي غالبا ليس من قرائكم.