بعد 17 عاماً من القتال في صفوف الجماعات الإرهابية بدءًا من أفغانستانوالعراقوسوريا.. انتهت أخيراً مسيرة أبو همام الشامي أو «فاروق السوري» القائد العسكري العام ل جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة بإعلان الجبهة عن مقتل الشامي في ضربة جوية استهدفت اجتماعًا لقيادات الجبهة في الهبيط بريف إدلب مما يعد بمثابة ضربة قاضية للجبهة، ولا يزال الغموض يكتنف الضربة الجوية، إذ يزعم البعض إنها للجيش السوري، في حين أكد البعض الآخر وعناصر من «جبهة النصرة» أنها للتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة.. يعتبر الشامي الرجل الثاني في «جبهة النصرة»، بعد قائدها العام أبو محمد الجولاني، وهو من كبار قادة تنظيم القاعدة في أفغانستان. بدأ الشامي مسيرته القتالية في أفغانستان علي يد اسامة بن لادن زعيم القاعدة في افغانستان بين عامي 1998 و1999، وعندما التقي الشامي بأسامة بن لادن بايعه مباشرة، وعينه بن لادن وقتها مسئولاً للسوريين في أفغانستان، وشارك في كثير من معارك القاعدة، ثم أرسله التنظيم إلي العراق قبيل سقوط نظام صدام والاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، بقي الشامي في العراق الي ان اعتقلته السلطات العراقية وسلمته إلي سوريا عام 2005 واحتجز لعدة أشهر ثم أطلق سراحه لعدم كفاية الأدلة. عاد الشامي مرة أخري إلي أفغانستان قبل أن تطلب منه قيادة القاعدة العودة إلي سوريا، وفي طريق عودته إلي سوريا اعتقل مجدداً في لبنان، وسجن خمس سنوات بتهم تتعلق بالإرهاب. تولي الشامي منصب المسئول العسكري العام في «جبهة النصرة» التي برزت علي الساحة بعد الثورة السورية في مارس 2011، لكنها برزت كقوة قتالية ميدانية مع تبنيها تفجيرات استهدفت مراكز عسكرية وأمنية للنظام في الأشهر الأولي للثورة، وتسيطر الجبهة حالياً علي عدة مناطق شمالي البلاد، وكانت جبهة النصرة قد وسعت المناطق التي تسيطر عليها في محافظة إدلب خلال الأشهر القليلة الماضية. وانتزعت السيطرة علي أراض كانت تسيطر عليها جماعات معارضة سورية تلقي دعمًا غربيًا. وتعتبر جبهة النصرة أيضًا منافسًا قويًا لتنظيم داعش، الذي يتحكم في حوالي ثلث العراقوسوريا، ولكن الجماعتين المسلحتين تتعاونان أحيانًا في عمليات محدودة. يتردد حاليا ان قادة جبهة النصرة في سوريا يدرسون قطع ارتباطهم بتنظيم القاعدة لتكوين كيان جديد تدعمه بعض الدول الخليجية من بينها قطر لتمتعها بعلاقات طيبة مع الجماعة لمحاولة الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وقد يؤدي ذلك لتحويل جبهة النصرة من فصيل مسلح أصابه الضعف إلي قوة قادرة علي التصدي لتنظيم داعش في وقت يتعرض فيه لضغوط من غارات القصف الجوي ومن تقدم القوات الكردية وقوات الجيش العراقي. «جبهة النصرة» تحاول حاليا تدعيم نفوذها في شمال سوريا وتمهيد الطريق للكيان الجديد الذي متوقع ان يضم جيش المجاهدين والأنصار وكتائب صغيرة أخري.