لا جدال أن جنوح الرئيس السيسي إلي إدارة العلاقات مع العالم الخارجي بالصمت والهدوء وتجنب العصبية والسمو في ردود الفعل الحازمة تجاه الخروقات وبعض عمليات الاستفزاز.. قد ساهمت فيما حققه ويحققه من نجاحات فيتعاملاته الخارجية والداخلية. يحدث هذا رغم الحرب الشعواء التي سخر لها كل الأعداء والحاقدين والمتآمرين والعملاء كافة أسلحتهم من مزاعم وتزييف وممارسات إرهابية تتسم بالخسة والعشوائية والتفاهة. ليس من هدف لكل هذا الذي يحدث سوي بعثرة جهود الدولة خارجيا وداخليا وتشتيت الافكار وتعطيل الانجازات. حقيقة إنني لا أعرف إذا كان هذا الأداء جزء من طبيعة الرئيس أو أنه ناجم عن قدرته علي كظم غيظه مما يصعب استثارته. اعتقد أن ذلك ربما كان من مكتسبات شغله لوظيفة مدير المخابرات العسكرية التي توجب عليه الالتزام بالصمت والسرية والتحرك الدقيق المحسوب في مواجهة ما يجري مهما كان حجمه والضجيج حوله. لقد خبرنا السيسي في الكثير من الأحداث التي كان يمكن أن تدفع به إلي انفلات الأعصاب والتي سعت جماعة الإرهاب الإخوانية إلي اصطناعها والترويج لها بما في ذلك استخدامها للشبكة العنكبوتية التي يتولاها أفراد مأجورون علي أعلي مستوي من التدريب التقني. جاء علي رأس هذه الحرب القذرة التي يتعرض لها.. تلك التسريبات التسجيلية المزيفة التي تستهدف التشويه وتخريب علاقات مصر الواضحة والأصيلة خاصة مع الاخوة العرب الذين يقفون وراءها بالدعم والتأييد. انه وفي لمحة ذكاء تجنب الرد علي هذا الزيف الاحترافي بشكل مباشر من خلال التحركات المدروسة الفاعلة التي أدت نتائجها إلي اجهاض كل اثر لهذا التآمر الفاضح والمكشوف. من المؤكد ان هذا الاداء الجيد يصيب الجماعة الإرهابية بالحنق والهوس وهو الأمر الذي يزيد من احباطها ويأسها. هذا السلوك الرئاسي المتسم بالصمت والهدوء الفاعلين يشير إلي الالتزام بما تضمنه الحديث النبوي الشريف «استعينوا علي قضاء حوائجكم بالكتمان». من ناحية أخري فلم يعد خافيا أن هدف تكثيف الممارسات الإرهابية هو ايهام حلفاء الخارج الذين يمولون ويدعمون بأنه مازال للجماعة وجود في الشارع المصري. يجري هذا رغم ما أصبح معلوما للجميع بأن شراذم الجماعة المأجورة التي تقوم بهذه الأعمال سوف يكون مصيرها الوقوع في ايدي الأمن إن عاجلا أم آجلا. ليس هناك من وصف لهذا الهوس الاجرامي الذي يتمثل في الحرب الالكترونية غير الاخلاقية القائمة علي التزييف وعمليات زرع القنابل البدائية خلسة وفي جنح الليل استهدافا للأبرياء سوي أن النتيجة في النهاية «فشنك» . إنها لم ولن تحقق ما تستهدفه وتتطلع إليه الجماعة من اجل استخدامه للمساومة التي يأملون أن تتيح لها فرصة التسلل مرة أخري إلي الساحة المصرية. من ناحية أخري وعلي هذا الاساس وبناء علي كل هذه الظواهر والتطورات أقول إن مردود هدوء وصمت السيسي وما يصاحبه من تحركات بلا ضجيج كانت وراء فشل محاولات اختلاق ازمات لمصر مع الخارج. هذا الفشل الاخواني يتعاظم داخليا من خلال تعامل الرئيس الصريح وعلاقته المباشرة مع الشعب والقائمة علي التفاهم والمودة واللسان الحلو الممزوج بالابتسامة التلقائية. لم يعد خافيا ان هذا التواصل امتلك قلوب الغالبية وهو ما اكسبه الشعبية التي يتمتع بها.