القاهرة «القدس العربي» من حسام عبد البصير : تتجه مصر نحو المستقبل وكأنها تقدم رجلاً وتؤخر أخرى، فالمتابع لمجريات الأمور لا يشعر بأي نوع من التفاؤل على كافة المستويات، فلا الديمقراطية التي ناضل المصريون طويلاً من أجل أن يقطفوا ثمارها، باتت قريبة، ولا الملفات الأخرى شهدت إنجازاً ملموساً، خاصة الملفين الأمني والاقتصادي. التفجيرات تعرف الطريق للميادين ووسائل المواصلات بشكل شبه يومي، وأسعار السلع الأساسية لا يمكن السيطرة عليها.. إذن أين البشائر التي زعموا أنها قاب قاب قوسين أو أدنى. اما الرئيس السيسي فيبدو أشبه ببطل إغريقي قدر له أن تولد مأساته من رحم نجاحه، فالرجل الذي لا يختلف اثنين على مهارته الكبيرة في حصار الإخوان ونقلهم من صدارة المشهد إلى غياهب الزنازين، تنفجر في وجهه المشاكل، وتبدو جماعات الإرهاب أكثر قدرة على صنع المشاكل في وجه الرئيس ومساعديه في أي مكان بطول البلاد وعرضها. وفيما يراهن أعوان السيسي على قدرة القوات المسلحة في حفظ الأمن، يبدو الوضع على الأرض أكثر تعقيداً وأشد صعوبة، وهو الذي يجعل المعركة مع الإرهابيين مفتوحة على كافة الاحتمالات.. في ظل هذا المناخ المتوتر بين نظام يصر على المضي في صراعه مع الإخوان للنهاية، ضارباً دعاوى المصالحة بعرض الحائط، وجماعة تصر على عودة رئيسها نزيل الزنازين المظلمة منذ ما يزيد على العام لسدة الحكم، يبدو الأفق مسدوداً للحد الذي يدفع أي حالم بالأمل أن يؤجل تفاؤله لأجل غير معلوم. غير ان ما يدعو للدهشة أن خصوم الإخوان لم يتوقف غضبهم على الجماعة، التي باتت أضغاث أحلام ولا على المتعاطفين معها، بل باتت دعاوى الخيانة تلاحق كل من تسول له نفسه ويدعو لضرورة فتح ملف المصالحة كبديل لا مفر منه لحقن الدماء وإعادة اللحمة للمجتمع، الذي بات يواجه الآن شبح الفتنة. ولعل المعارك الصحافية التي ازداد لهيبها في صحف أمس ودعوة البعض لضرورة استئصال الإخوان عن بكرة أبيهم كحل مريح ووحيد أمام الرئيس، خير مثال على أن مصر باتت تتجه إلى مستقبل لا يسعد سوى عدوها التاريخي المختبئ على الحدود الشرقية. الاستبداد سيهلك الحاكم والرعية نخاف جميعا على الوطن من أي خطر يتهدده، نخشى على الدولة من السقوط ونفضل طريق الإصلاح مهما كان طويلا، على الهدم والقفز في الفراغ، لكننا نؤمن بأن البناء لا يبدأ قبل إزالة الركام ورفع الأنقاض. هذا صوت العاقلين الذين لا ينظرون لمصالحهم الخاصة، ومن بينهم مصطفى النجار في «الشروق»: «يصيبنا الضيق من كثرة الصرخات التي تذهب في واد، ونشعر بأن الكلام يفقد معناه وأن العبثية تحكم كل شيء وأن اللاجدوى سيدة الموقف. وتداهمنا الرغبة في الصمت والانعزال والهجرة لمساحات الذات والانكفاء على الأولويات الفردية. ولكن وخزات الضمير تأبى إلا أن تصفعنا وتفيقنا وتقول لنا.. وما معنى الحياة إذا خذل المرء وطنه واعتزل شعبه، رغم أي ألم يحاصره ورغم كل وجع يلازمه؟ ويؤكد الكاتب ان للكلمة ثمنا وللصمت ثمنا، ولكن ثمن الكلمة أهون من ثمن الصمت، فالواقفون على الحياد في لحظات التغيير الكبرى وتقرير مصائر الشعوب ورسم مستقبلها هم خائنون لأحلام الناس ومدلسون عليهم، والويل كل الويل إن كان الصامتون من المثقفين والنخب التي منحتها الأقدار فرصة التعلم واكتمال الوعي ورشادة الاتجاه، وإذا بهم يتركون المساكين ممن لم تمنحهم الأقدار الفرص نفسها يمضون إلى الغرق، بينما يلتزمون هم الصمت خوفا من دفع الثمن وإيثارا للسلامة. لا يقوى الاستبداد إلا بألسنة خرست وضمائر خربت وقلوب ارتجفت. في دولة الصمت تصبح الكلمة أقوى سلاح يهز جبروت الاستبداد ويشقق جدرانه ويوقظ الناس من أوهام قد تأخذهم للهاوية، إذا لم تمتد إليهم يد حانية تحذرهم من سوء المصير ومصارع الاتّباع وكوارث الانقياد». لا تضحكوا علينا.. مصر تعيش بالفعل حالة حرب الآن أقر بأننا فعلا نعيش تقريبا حالة حرب، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وأن العدو أو الخصم الذي نواجهه ليس سهلا بالمرة، كما كنا نظن، الكلمات لعماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق» تعقيباً على تواتر العمليات الإرهابية، وهو ما يجعله يؤكد أنه ليس عيبا أن نعيد النظر في ما كنا نعتقده من مسلمات أو بديهيات. «قال بعضنا قبل أكثر من عام إن الإرهاب سيتم القضاء عليه في أسبوع. وقال بعضنا أيضا إن الإرهاب يحتضر، وكلما وقعت عملية نوعية كبرى، يقول بعضنا إنها دليل يأس الإرهابيين. ليس عيبا أن نعرف حجم ومقدار وطبيعة العدو الذي نحاربه، ونصارح الشعب بكل الحقائق لنتمكن من المواجهة الصحيحة. العدو الذي يحاربنا هاجمنا من سيناء مرات كثيرة، ونفذ عمليات نوعية متعددة، كان آخرها الجريمة الإرهابية الأكبر من نوعها في كرم القواديس بالشيخ زويد، وقبلها قتل جنودا للجيش والشرطة واغتال شيوخ قبائل، وهاجم منشآت بالأسلحة الثقيلة. هذا العدو تمكن أيضا من اختراق الحدود الغربية ونفذ عملية الفرافرة، كما تمكن للأسف من تنفيذ عمليات نوعية داخل المحافظات، خصوصا تفجير مقر مديريتي أمن الدقهليةوالقاهرة، وكاد يغتال وزير الداخلية أمام منزله لولا ستر الله. هذا العدو لديه تسليح نوعي لا يتوافر إلا لجيوش منظمة، فهو تمكن من إسقاط مروحية في سيناء، ولديه صواريخ آر بي جي وقذائف هاون، وهناك تقديرات بأنه يمتلك صواريخ عابرة للمدن مثل تلك التي ضبطها الجيش قادمة من ليبيا زمن حكم الإخوان وطوال فترة الانفلات الأمني. هذا العدو من الواضح أن لديه عناصر مدربة على أعلى مستوى، واذا ثبت أن هذا العدو هو الذي نفذ فعلا الهجوم على بعض الوحدات البحرية ظهر الأربعاء الماضي قبالة سواحل دمياط شرق البحر المتوسط، فإننا نكون بصدد تطور نوعي جديد». لن نصل للمريخ بإجادة الرقص الشرقي ونتحول نحو هجوم مباغت من قبل الكاتب الإسلامي ناجح ابراهيم الذي ينتقد في «المصري اليوم» حالة الهوس ببرامج تعليم الرقص: «أمة «إقرأ» أصبحت الآن لا تقرأ ولا تكتب.. فقرابة 40٪ من المصريين في ظلام الأمية.. أما الأمية العلمية والفكرية والدينية والثقافية فما أكثرها.. ونحن لا نتألم لذلك ولا نتوجع منه، بل نريد أن نعلم الأمة الرقص.. وكأنه لا ينقصها سوى الرقص الشعبي، رغم أنه ينقصها كل شيء وليس لديها شيء.. فيا للعار.إذا كنا لم نتعلم من قرآننا أو ديننا شيئاً فلنتعلم من أمريكا التي انتفضت كلها حينما علمت أن السوفييت تفوقوا عليها في الرياضيات، فأقامت مؤتمراً لعلمائها ومفكريها – وليس لراقصاتها – بعنوان: «أمة في خطر». إسرائيل تتفوق على أمريكا في الإنفاق على البحث العلمي، والأولى عالمياً في ذلك. متسائلاً، هل ننشغل بالرقص، والمصريون في كل مكان يبكون قتلاهم وجرحاهم، ولم تجف دموعهم بعد من حوادث الطرق، ومن العمليات الإرهابية، ومن جرّاء الصدامات السياسية؟ وهل ينقصنا الرقص الشرقي، والتعليم العام والفني والجامعي عندنا أسوأ ما يكون؟ جامعاتنا كلها تخرج سنوياً من التصنيف العالمي لأحسن 500 جامعة.. ولم يحصل على نوبل عندنا سوى د. أحمد زويل في الفيزياء والكيمياء، في الوقت الذي حصل فيه 9 علماء من إسرائيل على هذه الجوائز في سنوات متتالية. ولولا أن د. زويل يعمل في أمريكا، حيث لا روتين ولا واسطة ولا توريث للمناصب الجامعية ولا معامل مهترئة، ما نال نوبل. هل أمتنا في حاجة لتعليم الرقص الشرقي، وهي الأولى في ضحايا وحوادث الطرق في العالم.. ومن أوائل دول العالم في الإصابة بفيروسات الكبد؟ وهل نتعلم الرقص وشوارعنا مليئة بالزبالة والمخلفات والحفر والمطبات غير القانونية.. وبعض دول أوروبا الغربية تغسل شوارعها كل يوم بماء الورد.. ومستشفياتنا في أسوأ حال.. والخدمات الصحية في حالة تردٍّ؟». ولا «العنتيل» سيجعلنا نصعد للقمر ونبقى مع الساخطين على ما آلت اليه الأمور فها هو خالد منتصر في «الوطن» يعبر عن ضيقه بسبب اهتمام الإعلام باقتفاء أثر العنتيل، الذي ارتكب الفاحشة مع قرابة ستين أمرأه وباتت أفلامه تنتشر في المدن. ويقدم اعتذاراً للعالم الجليل عصام حجي: «نحن غير مشغولين بأخبار الفضاء والفلك والعلم، نحن مشغولون ومولعون ومغرمون فقط بأخبار وغزوات العنتيل، وبرامج فك الأعمال والسحر والجن، ومتابعة فتاوى هل حلال نوم الطفل بجانب أمه، أم أن هذا من مقدمات ومحرضات الفسق والفجور وزنا المحارم! نحن نتأسف، فمصر على الرغم من أنها من أكبر الدول التي يبحث رجالها في غوغل عن مواقع «السكس» في العالم بداية من بورنو وارد استديوهات العم سام إلى البورنو وارد استديوهات السنطة، ويكرر خالد اعتذاره لعصام حجي: لم ننتبه إلى أن غوغل احتفل واحتفى بك وبزملائك المصريين الذين شاركوا في مشروع هبوط المركبة الفضائية «روزيتا» على «المذنب بي 67»، وإنزال الروبوت الذي انفصل عن المركبة، وأرسل لأول مرة صورة ضوئية لسطح المذنب، وهى أول مرة تحدث في تاريخ البشرية، لكن ما لنا احنا ومال البشرية والكون والكلام الفارغ ده؟ وما هى قيمة أن يظل مشروع يبحث في النيازك والكواكب لمدة عشر سنوات بداية من 2004؟ سترد علينا يا حجي قائلاً المركبة ستقوم بدراسة العناصر الأساسية التي ساهمت في نشأة وتطور الحياة على كوكب الأرض، هل تتصور يا عصام يا حجي أننا كمصريين يهمنا البحث في أصل الحياة والكون؟ يا عم قول يا باسط فنحن نهتم بما هو أخطر مما تدرسه «ناسا»، أو تتصوره جامعة هارفارد، أو تكافئ على إنجازه لجنة نوبل، نحن نهتم بأبحاث أصل بول الإبل وتأثيرها على تليف الكبد والسرطان، وبزيارة سريعة من سيادتك وفريق سيادتك لمارينا ستجد على امتداد الطريق أكشاك وبرطمانات النوق العصافير تتلألأ تحت سماء المحروسة». إعلام المنافقين يواجه أزمة مالية طاحنة ونتحول حول الأزمة التي تواجهها المؤسسات القومية الصحافية والتلفزيون الحكومي الذي يقترض شهريا ملياري جنيه لانتاج برامج لا يشاهدها أحد وها هو سليمان جودة يبحث عن حل لتلك المعضلة في «المصري اليوم»: «قرأت خطاباً موجهاً من أستاذنا صلاح عيسى، وفيه يطلب من الرئيس التدخل العاجل لإنقاذ المؤسسات الصحافية القومية، التي بلغت أحوالها العامة حدوداً تنذر بالخطر، وتهدد وجودها ذاته! مناشدات إلى الرئيس، من المجلس الأعلى للصحافة، ومن نقيب الصحافيين، بأن هذه المؤسسات في حاجة إلى 2 مليار جنيه فوراً! يضيف: أننا لو افترضنا أن الدولة استجابت، وضخت المليارين، أو أي مبلغ آخر، فسوف يذوب ويتلاشى أثره، بعد فترة، وسوف تجد المؤسسات نفسها، أنها تعود وتطلب عوناً من جديد. ويرى سليمان أن نقطة البدء هي في حرص الدولة على أن تكون على رأس هذه المؤسسات قيادات إدارية على أعلى مستوى في مجالها، ثم قيادات صحافية، من بين المواهب الصحافية القوية التي لا خلاف حولها، وعندها يمكن الكلام عن غوث، أو عن إغاثة، لأنك سوف تكون على يقين، عندئذ، كدولة، من أن المؤسسات سوف «تشيل» نفسها بنفسها، في مدى زمني منظور، بل سوف تربح، وكل ما قبل ذلك إنما هو إضاعة للوقت والجهد، والمال العام! ويستنكر الكاتب سر التمسك بإصدارات لا معنى لها، ولا قراء، ولا هدف، ومع ذلك فإنها تصدر حول الصحف الثلاث، وبعيداً عنها، ثم يكون صدورها في كل أسبوع نموذجاً حياً لإهدار المال العام، وإلقائه كاملاً في التراب. ويؤكد جودة انه إذا لم تبادر مؤسساتنا الصحافية القومية إلى إجراءات حقيقية على الأرض، من نوع ما سمعته من الدكتور الببلاوي، ومن نوع ما قرأته ل«نيوتن»، صباح أمس الأول، في هذه الجريدة، فسوف يظل طلب دعمها ب2 مليار جنيه هو في حقيقته دعوة إلى إهدار 2 مليار جنيه، جنيهاً وراء جنيه». أحزابنا تعاني الموت السريري ومن المعركة ضد الإعلام وماسبيرو الذي يواجه العزلة والديون، إلى الحرب على الأحزاب ويشنها عماد الدين أديب في «الوطن»: «يوجد أكثر من 60 حزباً رسمياً في مصر، ولكن لا توجد حياة حزبية. معظم تلك الاحزاب نشأ حديثاً بعد ثورة يناير/كانون الثاني، يوجد أكثر من 60 حزباً، لكن لا يوجد حزب واحد قوي يمكن أن يطلق عليه حزب الأمة ذو الشعبية الجارفة، ولا يوجد حزب سياسي يمثل الحكومة والنظام. ولا يوجد من بينها حزب يمثل ثورة 25 يناير ولا حزب يمثل ثورة 30 يونيو/حزيران عن حق وليس مجرد تمثيل اسمي على مستوى الشعار. لا يوجد حزب استطاع أن يستقطب الأغلبية الصامتة المعروفة باسم «حزب الكنبة»! توجد لدينا أحزاب لكنها ليست كالأحزاب ذات الأفكار والبرامج والخطط والرجال الذين نراهم في التجارب الديمقراطية في العالم. اننا نمتلك هيكل أحزاب ورقية، ولكن ليس لديها فاعلية أحزاب موجودة وسط الجماهير تعبر عن مصالحها الفئوية والطبقية والاجتماعية. كما انه ليس لدينا حزب العمال البريطاني، وليس لدينا الحزب الاشتراكي الفرنسي، وليس لدينا حزب التنمية والعدالة التركي، بل ليس لدينا حزب «النهضة» الإسلامي التونسي. تلك هي محصلة الوضع السياسي الحالي الذي يجعل تنفيذ الاستحقاق السياسي بإجراء انتخابات برلمانية في موعد أقصاه شهر مارس/آذار من العام المقبل مغأمرة محفوفة بالمخاطر. الموجود – حقيقة – على أرض الشارع السياسى في مصر هو مجرد بقايا أشلاء سياسية، مثل بقايا جماعة الإخوان، وبقايا القوى السلفية المنقسمة على نفسها، وبقايا فلول النظام الأسبق، وبقايا الوفد بعد فقدانه لهويته الشعبية، وبقايا الشيوعيين بعد سقوط الاتحاد السوفييتي.. حتى القوى الناصرية انقسمت في ما بينها إلى 3 مجموعات رئيسية، ولم تستطع أن تخرج بمشروع متطور يتجاوز زمن عبدالناصر. من هنا تصبح مسألة البرلمان الذي يشكل الحكومة كما نص الدستور الأخير، مسألة شديدة التعقيد وشديدة الصعوبة لأن عناصرها البشرية لن تكون متوفرة على الساحة». محاكمة حكومة الخراب واجب وطني ومن الحرب ضد الإعلام والنخبة للحرب على الحكومة بسبب حوادث الطرق والإرهاب ويقودها أبو المجد الجمال في «الشعب»: «حاكموا حكومة (محلب) حاكموا حكومة (كوارث الدم) حاكموا حكومة الرئيس المخلوع وحكومته ونظامه باسم جديد ومستعار يدعى محلب، الذي حلب دماء المصريين تحت ستار حوادث الطرق... حاكموا حكومة قتلت 76 شخصا خلال 20 يوما فقط، في ثلاث محافظات هي سوهاج وأسوان والبحيرة.. كل انظمة العالم وحكوماتها تستقيل وتحاكم فورا إذا ارتكبت إحدى هذه الجرائم، لكن الأنظمة المصرية وحكومتها المتعاقبة لا تحاكم ولا تستقيل ابدا ولو جراء ما ارتكبته من جرائم عده في شعبها المطحون والمقهور قبل الثوره وبعدها، وكأن تلك الحكومة الفاسدة هي الراعي الرسمي الأول للإرهاب، إما بالتستر عليه او ضعف وعدم قدرتها على مواجهته، رغم ترسانة آلياتها من قمع وجلد وتعذيب، لديها إيمان كامل بأن دماء المصريين أرخص من دماء البقر والاغنام، لأن أهاليهم وذويهم يرضون بالأمر الواقع خوفا من آليات القمع الأمني على طريقة (ما باليد حيلة.. ومفيش فايدة) واللي هيتكلم وسائل القمع والتعذيب في انتظاره والحصاد اليومي كوارث تقصف دماء المصريين تحت قضبان وعجلات إهمال الحكومات التي أصبحت أقوى من أي شعب أو ثورة، فلا حصاد لأي ثورة ولا تغيير إلا بمزيد من الفساد والإهمال والتسيب والفوضى. والدم المصري المسال أصبح عنوان الحكم بعد الثورة ويا ليتها ما قامت، وكأن الانظمة والحكومات، تشفي غليلها من كل ثورة وثوارها وشعبها فتسجنهم في زنزانة، وتفاقم أزمة غلاء الاسعار الفاحش وجنون الجباية المفروضة عليهم في رسوم المرافق من مياه وكهرباء وغاز ومجار ونظافة». الدولة تهين القضاء مع سبق الإصرار الحديث عن قرار بقانون «تشريع» جديد أعلنت عنه رئاسة الجمهورية، يتم بمقتضاه منح رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أصالة أو تفويضا الحق في وقف إجراءات القضاء المصري ضد «مجرمين» أجانب ارتكبوا جرائم على الأرض المصرية، وفي نطاق ما يخضع لسيادة الدولة يزعج الكثير من الغيورين على هذا البلد، وفي طليعتهم جمال سلطان رئيس تحرير «المصريون» الذي يرى ان «ترحيل المجرمين إلى بلدانهم الأصلية لكي يحاكموا هناك وليس عبر القضاء المصري صاحب الاختصاص الأصيل، باعتبار أن الجريمة وقعت على أرض مصرية، فيه اعتداء صارخ على القضاء المصري، وأيضا يسمح التشريع الجديد بتسليم المجرمين الأجانب المدانين بأحكام القضاء المصري إلى بلدانهم، من أجل أن يقضوا عقوبتهم أو ما تبقى من عقوبتهم هناك، أو أن تعاد محاكمتهم وفق ما يتراءى للدولة الأم. هذا التشريع مهين بالفعل لمصر وسيادتها وقانونها وقضائها أيضا، كما أن الإهانة تكون مضاعفة، كما يقول سلطان، عندما يتم تفسير ذلك التشريع باعتباره «تصحيح ما أساء فيه القضاء»، على النحو الذي صدر في توضيح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف، الذي وصف القرار بأنه «قرار جديد في إطار إعلاء مصلحة الدولة العليا»، مضيفا «أن القرار يحافظ على الصورة الدولية لمصر، وبما يتناسب مع الإطار الحقوقي اللائق الذي تؤسس له الدولة المصرية، أخذاً في الاعتبار أن قضاء هؤلاء المحكوم عليهم لبعض أو كل العقوبة داخل دولهم سييسر من عملية إدماجهم الاجتماعي بعد قضاء عقوباتهم). هذا كلام كارثي، وأن يصدر من المتحدث الرسمي باسم رئيس الجمهورية فهو مصيبة فعلا، كما يؤكد سلطان، لأنه يعني أن الدولة تشعر بالعار من أحكام القضاء فيها أو من إجراءات القضاء فيها، وبالتالي يضطر رئيس الجمهورية إلى التدخل «بمحو هذا العار» الذي يتبدى في قرارات بالحبس الاحتياطي أو بأحكام سجن غير مقنعة للعالم». لماذا يسأل الناس.. وبعدين؟ السؤال يطرحه الكثيرون بالفعل ويحاول الإجابة عليه وائل عبد الفتاح في «التحرير»: السؤال تسمعه في كل مكان.. الخائف من المجهول سواء كان إرهابًا أو فوضى أو رعبًا أكثر سوف يجيء، أو الذي يقرأ التاريخ ويستخلص منه أنها لحظة عابرة.. أو المتشائم الذين يقول «سندخل في الحائط».. أو المتفائل المتواري في انتظار «الفشل الذي سيؤدِّى إلى الانفجار».. والمدهش كما يقول عبدالفتاح إن السلطوى أيضًا حائر.. أو بمعنى أدق «مرتبك ارتباكًا يتجاوز الرعب»، وما التخبط الذي نراه أو التسارع الذي نلمس آثاره في إغلاق الأفق، إلا إشارات لمشاعر عميقة تسيطر على المجموعة الحاكمة. السلطوي الذي يبني حكمه على وضع السلطات في يده ومحاصرة، بل إلغاء المجتمع، وكل مبادرات للناس خارج سيطرته، لا يخفي القلق أو الترنح أمام ضخامة المسؤوليات التي انشغل عنها بمحاولة حبس الطاقة والحيوية التي انفجرت مع الخروج الكبير في 25 يناير/كانون الثاني، هذا الخروج الذي دفع الملايين إلى مسرح الاهتمام بالشأن العام، بما يمنحه ذلك من جاذبية تفتقر إليها مصر الآن التي يفكر شبابها في الهجرة أو الانزواء أو العودة إلى الفقاعات الشخصية أو الغيتوهات أو غيرها من وسائل جرَّبناها في مقاومة «السلطوية الفاشلة» التي تقوم على الانفراد المطلق بإدارة البلد وتطارد وتلاحق كل خارج أو مختلف أو عصيّ على سيطرتها. ويواصل الكاتب اسئلته: هل أدرك السلطوي أن السلطوية لا تفيد؟ متى سيدرك الجميع أننا نسير إلى مجهول». الإرهاب يطلق أنفاسه الأخيرة في انتظار ما سيتم الإعلان عنه رسميا بشأن حادثة الهجوم على لنش البحرية شمال دمياط، فإنه من المؤكد الآن أن الرد كان حاسمًا من قواتنا البحرية والجوية، مما أدَّى إلى تدمير السفن الصغيرة «البلنصات» التي قامت بالهجوم والقبض على أكثر من ثلاثين شخصًا شاركوا في العملية. وما يهمنا هنا وفق جلال عارف في «التحرير» هو جاهزية قواتنا المسلحة للتعامل مع كل خطر. ونحن ندرك جيدًا -ومنذ البداية- أننا في حالة حرب حقيقية، وأن عدونا منحط وخائن، وأنه ليس إلا جزءًا من تآمر يستهدف مصر والمنطقة العربية كلها، ويرفض أن تنهض مصر بعد ثورتين عظيمتين تخلَّصت فيهما من الفساد والاستبداد، ثم من الفاشية التي استخدمت الدين واستباحت الوطن، وفتحت الأبواب على مصراعيها لعصابات الإرهاب. وما يهمنا هنا كما يقول عارف هو الإدراك بأن الضربات الساحقة التي توجهها قواتنا المسلحة لعصابات الإرهاب في سيناء قد أفقدت هذه العصابات معظم قدراتها، وأن الحصار المحكم بعد تدمير الأنفاق وإخلاء الشريط الحدودي قد جفَّف مصادر التمويل والتسليح، ووضع هذه العصابات في موقف اليائس الذي يرقص الآن رقصة الموت، ويتخبَّط في كل الاتجاهات.. في هذا الإطار نفهم إعلان ما تبقى من عصابة «أنصار بيت المقدس» انضمامها إلى عصابة «داعش». وهو إعلان لا قيمة له ولا جديد فيه، فالعصابتان لا تختلفان إلا في الاسم واللافتات التي يرفعها كل منهما.. والعصابتان تنهلان من بئر مسمومة واحدة، ليس فيها إلا التكفير والخروج على الإسلام وخيانة الوطن. والعصابتان هما في النهاية جزء من مخطط إثارة الفتنة والفوضى في البلاد العربية، الذي تديره قوى أجنبية لم يعد دورها خافيًا، خصوصًا بالنسبة إلى المصريين الذين فاجأهم تحالف قوى دولية تدَّعى الديمقراطية مع قوى الظلام «. أوباما فشل في السياسة والزواج أيضاً ونحلق بالمعارك الصحافية بعيداً حيث ترصد سلوى حبيب في «الأهرام» سبب اكتئاب أوباما: «لم نعد نرى وجه الرئيس أوباما على شاشات التلفزيون إلا عابسا مكتئبا يخفي بعض ملامح الحزن والإحساس بالفشل.. وإذا ظهرت زوجته ميشيل إلى جواره في الصورة، بدت في كثير من الأحيان غاضبة ساخطة، ويكاد يدير كل منهما ظهره للآخر.. وتكشف بعض الصور الحديثة عما لا يستطيع الاثنان اخفاءه، وهو سوء العلاقة بينهما. وتقول الحكايات التي أصبحت على كل لسان أنهما يعتزمان الطلاق.. إذن هو فشل في السياسة والزواج أيضا.. ويقال إن أوباما حاول الانتحار مرة، ربما لإحساسه بهذا الفشل المزدوج. من المفترض في أغلب الأحيان أن تكون زوجة الرئيس هي أقرب مستشاريه غير الرسميين وأكثرهم صدقا وحرصا على مصداقيته.. ولكن إذا كانت هذه الزوجة رافضة أصلا لرؤى زوجها ولشخصيته، أو كانت لا تحترم طموحه المهني الزائد أو أنانيته المفرطة، كما هي الحال مع زوجة اوباما، وإذا كان زوجها لا يرى منها سوى الجحود وبرود الشخصية، فكيف لهما أن يتعاونا أو يتبادلا الأفكار والأسرار.. وربما تكون هي العقبة الكبرى في حياته، بما تسببه له من نكد ينعكس على حالته النفسية والعصبية، وربما أيضا على قراراته السياسية.. تضيف الكاتبة: من الظلم أن نحمل ميشيل اوباما المسؤولية كاملة عن فشل زوجها السياسي.. فاوباما لديه فريق هائل من المعاونين الرسميين المسؤولين عن وضع القرارات السياسية.. ثم هناك الكونغرس الذي يرفض القرارات أو يقبلها.. ولا نستطيع أن نحمل زوجات كل هؤلاء مسؤولية الفشل.. نعم هناك فشل تعترف به وسائل الإعلام.. تقول «نيويورك تايمز» مثلا ان سلوك اوباما وتحركاته جنحت لدرجة أصبحت تدمر حزبه الديمقراطي.. وتقول «الغارديان» إن زملاءه في الحزب هجروه.. وتقول «فوكس نيوز» انه يستخدم سياسة الخوف أو سياسة التخويف كعنصر أساسي في فرض سياساته». أبو تريكة بريء من الإرهاب أخيراً عثر نجم النادي الأهلي على من يدافع عنه .. حازم صلاح الدين في «اليوم السابع»: «اتهامات الخيانة، أصبحت عملة متداولة بغزارة في الشارع المصري، فالهجوم الذي شنه الإعلامي محمد الغيطي على محمد أبوتريكة كان خير دليل يجسد هذه الحالة، فقد اتهم أبوتريكة بأنه «إخواني وعميل وإرهابي»، وذلك بعد احتفال بعض المواقع الرياضية بعيد ميلاد لاعب «القلعة الحمراء» السابق. السؤال الذي يطرح نفسه هنا، كما يقول حازم: ماذا يستفيد المجتمع من مثل هذه الاتهامات؟ أكيد الإجابة عند صاحب الاتهام، ولكننا نؤكد أن أبوتريكة ليس إرهابياً لأنه لا يوجد أي اتهام أو دليل أو قضية ضده في هذا النحو، وصراحة بعيداً عن اختلافنا في الآراء مع أبوتريكة، فإنه سيظل أكثر موهبة في العصر الحديث تأثيراً في الشارع الكروي المصري، وهو حامل لواء بطولات «القلعة الحمراء» ومنتخبنا الوطني في السنوات الأخيرة.. وصاحب الألقاب الكثيرة التي أطلقتها عليه الجماهير، إذا رجعنا بشريط الذكريات لمواقف أبوتريكة، سنجد أن معظم المواقف التي اتخذها، سواء كانت رياضية، أو حينما أقحم نفسه في المشهد السياسي تدل على أنه يتعامل مع الأمور بفطرة وليس اصطناعا، لكن هناك البعض يرفض إقحام نجم بحجم أبوتريكة على الساحة السياسية، ويوجد البعض الآخر يتهمه بأنه يبحث دائماً عن «الشو الإعلامي»، وكلها في النهاية آراء تعبر عن وجهات نظر صاحبها. ومن وجهة نظر حازم أن خطأ أبوتريكة الأكبر أنه أعلن على الملأ تأييده للرئيس السابق محمد مرسي أثناء ترشحه في انتخابات الرئاسة، لأنه نجم كبير وآراؤه كان لها تأثير كبير على جماهيره. ويرى أن أزمة أبوتريكة الحقيقية هي وصف الكثيرين له ب«القديس» الذي لا يخطئ».