ما نشرته الأهرام منذ ثلاثة أيام ، على لسان المهندس إبراهيم شكري ، بأنه يؤيد الرئيس مبارك ، و لا يرى قبله و لا بعده ، من يصلح لحكم البلد ، كان منحى انتهازيا ، تعمد إهانة الرجل و الإساءة لتاريخه الوطني . فالمعروف أن المهندس شكرى متعه الله بالصحة و أمد في عمره مريض و يمنعه مرضه من المشاركة في الحياة العامة ، بما فيها الإدلاء بتصريحات صحفية ، و لقد حاول صحفيون ب "المصريون" الاتصال به أكثر من مرة ، و منهم من يعرفهم إبراهيم شكري شخصيا ، لعملهم من قبل في صحيفة الشعب الناطقة بلسان حال حزب العمل ، إلا أن مساعديه رفضوا السماح له بإدلاء أية تصريحات لهم ، بل إن سائقه الخاص قال للزميل "أسامة الهتيمي" الصحفي ب"المصريون" ، أن رئيس حزب العمل لا يقابل الصحافيين إلا في حضور نجله "أحمد" ، و هو كلام دلالته بليغة و واضحة و لا تحتاج إلى تفسير أو إلى من يتمتع بذكاء خارق حتى يفهم مغزاها . فلماذا إذن تستغل الأهرام حالة الرجل ، و توظفها بشكل لا إنساني و لا أخلاقي ، للدعاية للرئيس مبارك ؟!. المكتب السياسي لحزب العمل أصدر بيانا نفي فيه تأييد حزب العمل للرئيس مبارك ، و بيانا آخر وقعه نائب رئيس الحزب المستشار محفوظ عزام و أمينه العام مجدي حسين و الأمين العام المفوض عبد الحميد بركات ، أفادا أن إبراهيم شكري توقف منذ فترة عن النشاط السياسي لأسباب صحية و أهاب البيانان بوسائل الإعلام أن تحترم تاريخ الرجل وجهاده وتحترم المصداقية ولا تنشر أي بيانات مدسوسة تصل منسوبة إليه. و أعتقد أن ما نسب إلى شكري هو بالفعل كلام مدسوس ، خاصة و كما علمنا فإن نجله أحمد الذي له صلات قوية بالسلطة ، و على خلاف جذري و كبير مع القيادات الشرعية لحزب العمل ، و شارك في الانشقاقات الأخيرة التي سلمت رقبة الحزب و جريدته المجاهدة لسكين النظام ليذبحهما ، هو صاحب الكلمة الفصل بكل ما يتعلق بشئون إبراهيم شكري السياسية في الوقت الراهن . و يحق لقيادات حزب العمل أن يغضبوا و أن يشعروا بالإهانة حقا ، إذ ليس من المعقول أن يتخذ حزب التجمع و الحزب العربي الناصري ، موقفا مشددا من كل سيناريوهات التجديد و التوريث و التشريعات التي سنها النظام للإبقاء على التخلف الديمقراطي و السياسي في مصر ، و هما الحزبان الذين لم يمسهما نظام حكم الرئيس مبارك بسوء ، فيما يسارع كما صورت لنا الأهرام الأمر رئيس حزب العمل إلى تأييد الرئيس مبارك ، و قد أهان نظامه تاريخ إبراهيم شكري و أغلق حزبه و علق صحيفته و شرد أكثر من 100 صحافي و 200 إداري ، باتوا كعب داير على المؤسسات بحثا عن "لقمة العيش" بعد أن شردهم نظام الرئيس مبارك ، و أهدر أحكام القضاء ، و لف و دار و تحايل عليها بشكل معيب لا يليق ، بدولة من المفترض بحكم قيامها بتنفيذ القانون أن تتصدى لمن يعتدي على حجية أحكام القضاء فإذا برجالها يتحولون إلى ما يشبه رجال العصابات و المافيا الخارجة على القانون و الشرعية ، تهين الجميع : شكري و حزبه و صحيفته و صحفييه و ملايين القراء و القضاء و أحكامه غير مكترثة بخطورة هذا الصنيع الأحمق على استقرار البلد و أمنها و سلامها الاجتماعي . كان بحق كارثة و عارا أن نسمع أن إبراهيم شكري أيد هذا النظام بعد ما تلقاه منه من ضربات و إهانات عبر خمس سنوات عجاف ، و خيرا فعلت قيادات حزب العمل الشرعية عندما صححت و أوضحت أن أن كلامه مدسوس عليه و لم يصدر منه .