فضح السيسي بقراره توجيه ضربة جوية مركزة ومؤثرة ضد مواقع تنظيم داعش في الأراضي الليبية الرئيس أوباما!.. فقد اضطر الرئيس الامريكي ان يكشف عن حقيقة موقفه من الارهاب.. فهو لا ينتقي فقط تنظيما ارهابيا واحدا وهو تنظيم داعش، وانما يختار ان يحارب هذا التنظيم الذي انتقي محاربته في بلدين فقط هما العراق وسوريا، ويرفض محاربته في ليبيا، التي قتل فيها 21 مصريا منذ اسبوع وفجر فيها 40 ليبيا و5 مصريين قبل يومين.. بل ان اوباما يرفض ان تتولي الحكومة الليبية محاربة هذا التنظيم بالاصرار علي استمرار حظر السلاح الذي تحتاجه في هذه الحرب.. بل لا يرحب بالضربة الجوية المصرية علي معاقل داعش في ليبيا ردا علي ذبحه مصريين فيها، بدعوي تفضيل الحل السلمي رغم ان أوباما لم يتذكر ذلك يوم ان كانت طائرات الناتو تقصف يوميا ليبيا قبل اربع سنوات مضت لتقتل القذافي وتجهز علي نظامه. لقد بدا اوباما عاريا الان من كل الأردية التي حاول ان يخفي بها عدم صدقه وعدم جديته في محاربة الارهاب في منطقتنا بعد تلك المواقف التي لا نراها نحن فقط مخزية وانما يراها امريكيون آخرون سواء داخل حزبه أو خارجه.. فما زال الرئيس الامريكي مقتنعا بتلك النظرية الخائبة التي ثبت اخفاقها والتي تري ان الوقاية من الارهاب تكمن في الاستعانة بجماعة الاخوان واخواتها لتولي السلطة في بلدان منطقتنا لانها ستكون قادرة علي احتواء التنظيمات الارهابية وترويضها والسيطرة عليها وبالتالي سيمنعها من القيام باعمال ارهابية ضد اوروبا وأمريكا. وحتي بعد ان تمت الاطاحة شعبيا بحكم الاخوان في مصر فان ذلك لم يحض الرئيس الامريكي ومستشاريه علي مراجعة انفسهم والتخلي عن تلك النظرية الخائبة، بل علي العكس تمسكوا بها اكثر. إنهم فسروا زيادة وتيرة الارهاب في منطقتنا وعبوره البحر المتوسط ليضرب في فرنسا، وتهديده بضرب ايطاليا، بسقوط حكم الاخوان.. ومن هنا يأتي رفض اوباما القبول بثورة الشعب المصري في 30 يونيو وما ترتب عليها من نتائج، ومن بينها تولي السيسي رئاسة الجمهورية في مصر بانتخابات حرة وبأغلبية شعبية كاسحة. ولذلك لم يجد أوباما ما يقوله في المؤتمر الذي دعا اليه لمواجهة الارهاب بواشنطن سوي كلام مكرر وقديم حول الفقر والبطالة والفساد والاستبداد في منطقتنا ليفسر منه اتساع نطاق الارهاب في العالم، رغم ان تنظيم داعش يضم بين صفوفه اوروبيين وامريكيين لا ينتمون لمنطقتنا التي تعاني كل تلك المشاكل وينعمون بديمقراطية تتباهي بها بلادهم وهذا يذكرنا كيف كانت امريكا هي الراعية لتأسيس تنظيم القاعدة الارهابي في افغانستان. ولذلك ايضا - وهذا هو المهم- ما زالت ادارة اوباما تسعي لتنفيذ مخططها القديم الذي لم تتخل عنه وهو تمكين جماعة الاخوان واخواتها من حكم بلادنا، غير عابئة انها كانت اصل بلاء الارهاب في العالم خلال العصر الحديث كله لانها جماعة قامت علي التكفير ومارست العنف.. لكنها غشاوة المصالح التي تعمي الابصار والقلوب، وايضا رفض الاعتراف بالخطأ تهربا من المحاسبة وهو ما يصر عليه امريكيون عديدون الان بالنسبة لادارة اوباما.