أن يرفض جدو قرار اتحاد الكرة.. أو أن يذهب بشكوي أو بلاغ للنائب العام ضد الزمالك.. أو ينقسم الرأي العام الكروي حول العقوبة التاريخية، إلا ان حسن شحاتة سيكون مخطئا إذا ضم جدو لصفوف المنتخب الوطني، لأنه ارتكب »مصيبة« هزت الوسط بتوقيعه لناديين، وهو ما يعني انه لم يلتزم الأمانة التي ينادي بها المعلم دائما عند اختياراته للاعبين. وبطبيعة الحال.. إذا فعل حسن شحاتة ذلك سيردد البعض انه لم يضمه مجاملة للزمالك، رغم ان الأمر لا يمت للمجاملة بصلة، وإنما يرتبط في المقام الأول بالسلوك الأخلاقي المرفوض. إذا كان الأهلي والزمالك هما المتحكمين في بورصة انتقالات أو »خناقات« اللاعبين.. وبسببهما ارتفعت الأسعار وزادت المشاكل، وساهم الناديان الكبيران في زيادة حالات التمرد في معظم الأندية بدعوي ان هذا هو السوق.. وهذا هو العرض والطلب في نظام الاغتراف العالمي.. إذا كان الواقع يؤكد انهما الأهلي والزمالك مصدر القلق في تطبيق سياسة الاحتراف، فتحول إلي انحراف انعكس علي نسيج المجتمع كله.. فما هو المانع ان يوقع الناديان بروتوكولا للتفاهم برعاية المهندس حسن صقر.. بروتوكولا ينظم أشياء كثيرة من شأنها ان ترحم الساحة من كوارث.. وبطبيعة الحال لن تقف بنود البروتوكول الذي يراه البعض خيالا عند انتقالات اللاعبين، أو تحديد أسعار للنجوم، أو أسلوب المفاوضات.. إلي غير ذلك من الجوانب التي من شأنها أن تساهم في تخفيف حدة التوتر.. وإنما يضاف إلي كل ذلك بند أو آلية ترتبط بالإعلام الذي أصبح سلاحا يفوق في تأثيره القنبلة الذرية. يبدو ان الانقسامات داخل مجلس إدارة اتحاد الكرة ستجعله غير قادر علي مواجهة أعباء المسئولية في المرحلة القادمة.. وواضح ان التباعد بين أعضاء المجلس ظهر بشدة بعد عودة سمير زاهر. زاهر قال انه يفكر في الرحيل.. وهاني أبوريدة قال انه لم يعد قادرا علي الاستمرار.. ومجدي عبدالغني قال ان الجو العام لا يصلح، ومحمود الشامي قال نفس الكلام، ومحمود طاهر يتحفظ، وأيمن يونس أيضا.. والدكتورة ماجي الحلواني لم تتفاعل.. والدنيا »هايصة وزايطة«.. يتكلمون في معظمهم عن الاستقالة، ولا يتقدمون بها. الموقف إذن صعب، لأن الخلافات لم تعد هي مصدر الأزمة.. وإنما الأزمة الكبري في ان النفوس »شايلة من بعضها«.. باختصار شديد.. يا خسارة. بدأ الموسم الكروي.. الأخطر بين كل المواسم الماضية.. تحت عنوان »التربص«.. كله يتربص ببعضه، ويتلكك للآخر.. والغريب أن البعض في الوسط لايفترض حسن النية.. وإنما بالعكس.. سوء نية، لذلك يصعب ان تستقيم الأمور، حتي لو كانت »صح«. التعصب لم يعد أعمي لا يضر صاحبه فقط.. وإنما تحول إلي تعصب »بالتلويش والتهويش والتطفيش«.. وهذه هي المأساة.. ولامؤاخذة!