منتخب اليد استهل مشواره بالمونديال بفوز مستحق على الجزائر يلتقي منتخب مصر مع نظيره الفرنسي الساعة التاسعة مساء اليوم بتوقيت الدوحة الثامنة مساء بتوقيت القاهرة في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة ببطولة كأس العالم لكرة اليد..تستضيف صالة دحيل المباراة في حضور مكثف متوقع لجمهور الجالية المصرية «ملح» البطولة ومصدر إثارتها وضوضائها وأضوائها بعد «الحالة» الفريدة من نوعها في ليلة طوفان الفراعنة بصالة علي بن حمد العطية الذي جرف المنتخب الجزائري أول أمس ليسجل أعلي فوز مصري في تاريخ لقاءات الفريقين(34 -20 ) وبفارق 14 هدفا أثار اندهاش المعسكرين معا..ووضع الفراعنة علي قدم المساواة أدبيا ومعنويا أمام الديوك الفرنسية التي اضطرت إلي الكف عن الصياح وانتظار موقعة لاتخضع فقط للحسابات الورقية التي كانت تمنح الفرنسيين أفضلية مطلقة والآن تنتظر الواقع في أرض الملعب وهي في حالة استنفار وشيء من القلق.. عنوان المباراة أنها بين «حلم» و»واقع»..حلم فريق اكتشف نفسه أمام الجزائر وواقع فريق هو الأول في العالم والمرشح الأبرز للفوز باللقب..ويعبر عن ذلك المدرب الفرنسي المخضرم كلود أونيسته بطلبه الانتظار والتأكيد علي أنه لا توجد مباراة سهلة في كأس العالم حيث تضيق الفوارق وتتدخل ظروف أخري محيطة بالملعب مشيرا إلي ما لعبه الجمهور المصري من دور كبير في فوز المصريين الكبير أمام الجزائر وما ظهر عليه منتخب مصر من مستوي يؤهله لخلق المتاعب لفريقه..مقابل الطابع الهادئ لمروان رجب المدير الفني للمنتخب المصري بتأكيده أن كل مباراة بطولة في حد ذاتها وأيضا لكل مباراة ظروفها ودوافعها..فهو لم يندفع في أحلامه متأثرا بفوز عريض علي الجزائر وأيضا احتفظ بحق فريقه في مقاومة الديوك المتحفزة للانقضاض ..وحرص علي التشديد بأن مباراة الجزائر صفحة وانتهت وعليه أن يفتح صفحة جديدة مع فرنسا..وحتي إذا خسر لن تكون نهاية الأمل والحلم بل يمتد فتح الصفحات الجديدة للمباريات الأخري.. ولم يشأ مروان أن يرتدي ثوب البطولة عندما طلبوا منه تفسيرا للفوز الكبير علي الجزائر وعما لو كان ضعفا في قدرات المنافس أو قوة غير عادية لفريقه أو ميزة كبري لم تتوافر لغيره متمثلة في الوقفة الجماهيرية..ورد بموضوعية بأن كل العوامل توفرت لصنع هذه النتيجة مؤكدا في نفس الوقت أنه لم يكن يتخيل أن يأتي الفوز بهذا الفارق الاستثنائي الذي يصعب تصديقه...في الوقت الذي رصد فيه المدرب الجزائري العديد من الأسباب والمبررات في مقدمتها الإصابات والغيابات ثم الجمهور المصري...وتعرض للحرج في المؤتمر الصحفي عندما تهكم عليه صحفي جزائري وقال له أنت تستعد لمباراة مصر منذ شهرين وكأنها كل شيء في البطولة..وواجه المدرب التهكم بالنفي والتأكيد أنه اهتم تماما بالمنافسة في البطولة وليس لمباراة معينة رغم اعترافه بحساسية المواجهة المصرية الجزائرية وأهميتها في تحديد مسار الفريق في خريطة المنافسة.. ولا يخفي المنتخب المصري رهانه علي الجمهور في مباراة اليوم..بل قالها صراحة النجم أحمد الأحمر بأن الجمهور هو الذي ينتزع من اللاعبين كل طاقتهم في الملعب ولولا وجودهم الحاشد في المدرجات ما تحقق الفوز الكبير علي الجزائر..وقال في هذا الصدد :كان يمكن الاكتفاء بالفوز عند فارق معين إلا أن الجمهور دفعنا إلي المزيد من الجهد وإحراز الأهداف لإسعاده أكثر وأكثر..لقد كان هناك حرص من اللاعبين علي زيادة حصة الأهداف ليأتي كل هدف بسعادة إضافية..وهي حالة يتمني أن تتكرر أمام فرنسا مع الفارق طبعا المتمثل في إمكانات المنافس.. الجالية المصرية حسب كل الخبراء كانت اللاعب الثامن في الفريق المصري..كانت هناك زيادة عددية في الملعب والمدرجات مكتظة بالآلاف كما لوكانت المباراة مقامة بصالة ستاد القاهرة..بل نادرا ما تمتلئ مدرجات القاهرة بهذا العدد الضخم..وأيضا لم تكن كتلة صامتة حيث استمر ضجيج الهتافات التي اختلطت فيها الرياضة بالوطنية فبدا المشهد وكأنه مسيرة حاشدة في حب مصر بدأت بذروة المشاعر مع عزف النشيد الوطني وانتهت بصيحات الإعجاب بالهدف ال35 الملغي مصاحبا لصافرة النهاية وهو الأجمل علي الإطلاق.. ولاتخطئ العين الفارق الفني والتاريخي بين المنتخبين المصري والفرنسي..ومع احترام حقائق الحاضر وظروف ومعطيات كل بطولة وكل مباراة تبدو المسافة كبيرة بين الفريقين..مصر بلغت ذروة إنجازاتها عام 2001 في بطولة العالم بفرنسا بإحرازها المركز الرابع..وحول هذا الإنجاز شهد المنتخب حالات مد وجزر وصعود وهبوط إلا أنه ظل في موقع دولي محترم له هيبته وسمعته..أما فرنسا فتحمل سيرة ذاتية عملاقة..فهي التي شاركت 4 مرات في الدورات الأوليمبية بداية من عام 1992..وخاضت منافسات كأس العالم 16 مرة بداية من عام 1954 وأحرزت اللقب 4 مرات أعوام 1995 و2001 و2009 و2011 علاوة علي حضورها الأوروبي.. نحن في معسكرنا التنافسي بالدوحة نعترف بكل ذلك ونحترم الفوارق..لكن لانعترف بحتمية امتداد الماضي إلي الحاضر وفرض إرادته عليه..ومن هذا المنطلق يقف منتخبنا كتفا بكتف مع المنتخب الفرنسي..هذا ما يؤكد عليه الجهاز الفني واللاعبون وإدارة البعثة..