القصة التي نشرتها جريدة الأخبار يوم الخميس الماضي أدمت قلبي وقلوب كل من قرأها.. شباب في عمر الورود محكوم عليهم بالحبس 5 سنوات والتهمة محاولة قلب نظام الحكم في عهد محمد مرسي ! هما الشابان محمد عراقي ومحمد فهمي واللذان كتباها الصحفية المتميزة أماني ضرغام والزميل الشاب محمود كامل. أم محمد عراقي قابلت الزميلة أماني وقالت لها مناشدة رئيس الجمهورية الذي يعطيه القانون الحق في العفو عنهما :أمنيتي أن التقي الرئيس..فهل سيدة بسيطة مثلي ممكن أن تقابل الرئيس، أنا عارفة أنه مشغول وأن اللي وراه كتير «وبدعيله» في كل صلاة إن ربنا يجبر بخاطره وينصره وبدعي كمان أنه يعرف قصة محمد ابني،أنا واثقة إن الرئيس لو عرف قصة محمد سيخرجه من السجن بنفسه أنا عارفة أنه ميرضاش بالظلم ولايقبله علي أحد أبنائه، ومحمد واحد من ولاده الكتير في مصر آمن بقدرة السيسي علي قيادة البلد وآمن بثورة 30 يونيو وكره الإخوان ورآهم مغتصبين،وهو في السجن وسط القتلة واللصوص والمجرمين، طلب مني أن أشتري له صك قناة السويس،وعندما تعجبت وقلت له لسة عندك أمل بعد كل اللي حصلك ؟ فرد قائلا يا أمي الريس أكيد ميعرفش اللي حصل لي؟ وقصة محمد عراقي الشاب المتفوق الحاصل علي تقدير جيد جدا في ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب جامعة الزقازيق بدأت وهو في آخر سنة دراسية، كان رغم خروجه لكل المظاهرات إلا أنه في هذا اليوم تحديدا قد تعرض لضرب مبرح من طلاب الجماعة الإرهابية في الجامعة،وذهب به زملاؤه إلي المستشفي،وعند خروجهم وجدوا مظاهرة أمام بيت مرسي الواقع بالقرب من المستشفي في أحد الشوارع الجانبية،كانت المظاهرة مناصرة لطالب المنصورة الذي قتله الإخوان قبلها بيومين،وكان بها عدد قليل من طلاب جامعة الزقازيق،انضم إليهم محمد،وفي المظاهرة السلمية وقعت إحدي زميلاته علي الأرض وحتي يحميها تلقي الضرب عنها ونقله زملاؤه إلي المنزل في حالة إعياء من شدة الضرب الذي تعرض له،عرف محمد وأسرته أن هناك محضرا لكن سرعان ماجاءت استمارات تمرد الذي جاب بها محمد شوارع الزقازيق هو وخالته ووالدته،وفي وسط احتفال محمد وأسرته ومصر كلها بنجاح ثورة 30 يونيو فوجئ بصدور حكم غيابي عليه بخمس سنوات سجنا،في المحاضر اكتشفوا أن محمد متهم ظلما بقطع الطريق وقلب نظام حكم مرسي وإصابة فرد شرطة من عساكر حماية منزل المعزول مرسي ! عقوبة عراقي الأولي 5سنوات سجنا مشددا.. غيابيا من محكمة جنايات الزقازيق،ورغم أنه كان دائم التواجد أمام أعين الشرطة في المظاهرات الرافضة لحكم الإخوان إلا أنه لم يعلم بالحكم، آخر عام 2013 كان هناك حملة لتنفيذ الأحكام،وما إن رأه ضابطها حتي قال له.. هو أنت ؟أنا بشوفك في المظاهرات اللي ضد الإخوان علي طول،ثم أشار لمن معه بالإنصراف قائلا لمحمد : تعالي بكرة أوبعده اعمل طعن علي الحكم الذي صدر ضدك غيابيا، وقتها فقط عرف محمد وأسرته أن عليه قضية وحكم رغم كل ماقيل عن الإفراج عن الطلبة الذين حبسهم نظام مرسي وانتهاء قضاياهم،ذهب محمد وطعن وسلم نفسه لكن للأسف أيدت المحكمة القرار ولكن خففت الحبس لثلاث سنوات ! أما والدة محمد فهمي فتقول أنه تم تلفيق قضية سلاح له وأودع بعدها السجن وقد تم القبض عليه بعد أحداث الاتحادية مباشرة وتم التحقيق معه دون وجود محام للدفاع عنه وتم حبسه 4 أيام قبل أن يتم إخلاء سبيله وعاد محمد يحاول إنقاذ حلمه الذي سرقه الإخوان منذ قدومه من قريته بفاقوس محافظة الشرقية خلال ثورة 25 يناير..واصل تقديم الإعاشة للمعتقلين في عهد مرسي..وجاءت ثورة 30 يونيو فخرج فهمي وشارك فيها ورحل الاخوان لكنه فوجيء في ديسمبر 2013 بالشرطة تلقي القبض عليه بعد صدور حكم غيابي بحبسه ثلاث سنوات دون اعلامه او محاميه بالقضية أو الحكم. هذه القصص أهدتها الاخبار إلي قلب الرئيس وإذا كان الرئيس لايريد التدخل في القضاء فنرجو أن يتم تفيذ توصيته لوزير العدل بمراجعة ظروف وملابسات الشباب المحبوسين خلف القضبان. أتمني لو تبرع كبار المحامين بالدفاع عنهم إنهم أبناء مصر وقفوا بشجاعة ضد حكم الارهاب والخيانة وكان الأجدر تكريمهم كأبطال.. فإذا بهم في السجون. العدالة البطيئة ظلم بين.