والدة محمد ترفع صورته أثناء وجوده فى ميدان التحرير محمد إبراهيم عراقي السجين الوحيد في مصر بتهمة « 30 يونيو » ، نعم تهمته أنه أعتبر الإخوان الفاشيين مغتصبين لبلده، وأن علينا إستردادها ،خرج في مظاهرات طوال حكمهم ، كانت خالتة ووالدته وشقيقته معه في كل مظاهرة ، وكذلك زملاؤه وزميلاته، فالهدف واحد والعدو واحد وبلدنا كان يجب أن نستردها وهذا ماتم بحمد الله ، من سجنه يكتب لأصحابه متسائلا هل كان المفروض أن أقبل باغتصاب الخوان بلدي وأقف عاجزا لا أصرخ ، ألم نتعلم ونحفظ أن مصر هي الأم وحبة القلب ونور العين ؟ ورغم دموعه التي لاتجف ورغم أن والدته المربية الفاضلة مديرة المدرسة لاتكل من الطواف بأبواب المسئولين رغبة في إظهار حقيقة ماتعرض له ابنها من ظلم، لكن لم يحدث شئ ، حتي عندما تدخل النائب العام وقدم ميعاد جلسة النقض لأول ديسمبرالماضي ، شعر القاضي بالإرهاق وتأجلت القضية لشهر مايو القادم. الي مكتبي حضرت سيدة في منتصف الخمسينيات دموعها المنهمرة منذ عام وأكثر لاتجف ، تحدثت بتلقائية الأم المصرية التي فطر قلبها علي والدها .. قالت : اسمي فاطمة وأنا والدة شاب في مقتبل عمره في السجن حاليا حكايته مآساة.. وأمنيتي أن التقي الرئيس ..فهل سيدة بسيطة مثلي ممكن أن تقابل الرئيس ، أنا عارفة أنه مشغول وأن اللي وراه كتير «وبدعيله» في كل صلاة إن ربنا يجبر بخاطره وينصره وبدعي كمان أنه يعرف قصة محمد ابني ، أنا واثقة إن الرئيس لو عرف قصة محمد سيخرجه من السجن بنفسه أنا عارفة أنه ميرضاش بالظلم ولايقبله علي أحد أبنائه، ومحمد واحد من ولاده الكتير في مصر آمن بقدرة السيسي علي قيادة البلد وآمن بثورة 30 يونيو وكره الإخوان ورآهم مغتصبين ، وهو في السجن وسط القتلة واللصوص والمجرمين ، طلب مني أن أشتري له صك قناة السويس ، وعندما تعجبت وقلت له لسة عندك أمل بعد كل اللي حصلك ؟ فرد قائلا يا أمي الريس أكيد ميعرفش اللي حصل لي ؟ بدأت حكاية محمد الشاب المتفوق الحاصل علي تقدير جيد جدا في ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب جامعة الزقازيق وهو في أخر سنة دراسية ، كان رغم خروجه لكل المظاهرات إلا أنه في هذا اليوم تحديدا قد تعرض لضرب مبرح من زملائه أعضاء الجماعة الإرهابية في الجامعة ، وذهب به زملاؤه الي المستشفي ، وعند خروجهم وجدوا مظاهرة أمام بيت مرسي الواقع بالقرب من المستشفي في أحد الشوارع الجانبية ، كانت المظاهرة مناصرة لطالب المنصورة الذي قتله الأخوان قبلها بيومين ، وكان بها عدد قليل من طلاب جامعة الزقازيق ، أنضم محمد رغم مايعانية من آلام ، وفي المظاهره السلمية وقعت إحدي زميلاته علي الأرض وحتي يحميها تلقي هو الضرب عنها ونقله زملاؤه الي المنزل في حالة إعياء من شدة الضرب الذي تعرض له ، عرف محمد وأسرته أن هناك محضرا لكن سرعان ماجاءت إستمارات تمرد الذي جاب بها محمد شوارع الزقازيق هو وخالته ووالدته ، وفي وسط احتفال محمد وأسرته ومصر كلها بنجاح ثورة 30 يونيو فوجئ بصدور حكم غيابي علية بخمس سنوات سجن ، في المحاضر أكتشفوا أن محمد متهم ظلما بقطع الطريق وقلب نظام حكم مرسي وإصابة فرد شرطة من عساكر حماية منزل المعزول مرسي ! وفي المحاضر أيضا أكتشفوا أن الضابط شهد بأن عدد المتظاهرين كان 100 طالب وأنهم جميعا مجهولون وأن المظاهرة وقعت العاشرة مساءً لايميز أحدهم ، بينما قال العسكري أنهم 40 مجهولا والمظاهرة الساعة الرابعة عصرا ! وفي المحضر أيضا أن محمد كان يحمل حقيبة وبها زجاجات بنزين وهذا مناف لأي عقل ومنطق لشخص كان خارجا لتوه من المستشفي وهناك تقرير للمستشفي يؤكد ذلك ، أما الإتهام الذي لم يذكر فيه أسم ولا شخص إلا محمد فهو قطع الطريق أمام منزل الرئيس محمد مرسي وهذا أيضا مناف للمنطق لأن المنزل في شارع جانبي وليس أمامه طريق عام يقطع علي الناس كما أن الحراسات الخاصة كانت تغلق الشارع من بدايته ونهايته .. عقوبة عراقي الأولي 5 سنوات سجنا مشددا .. غيابيا من محكمة جنايات الزقازيق ،ورغم أنه كان دائم التواجد أمام أعين الشرطة في المظاهرات الرافضة لحكم الأخوان إلا أنه لم يعلم بالحكم ، أخر عام 2013 كان هناك حملة لتنفيذ الأحكام ، وما إن رأه ضابطها حتي قال له .. هو أنت ؟ د أنا بشوفك في المظاهرات اللي ضد الإخوان علي طول ، ثم أشار لمن معه بالإنصراف قائلا لمحمد : تعالي بكرة أوبعده أعمل طعن علي الحكم الذي صدر ضدك غيابي ، وقتها فقط عرف محمد وأسرتة أن علية قضية وحكم رغم كل ماقيل عن الأفراج عن الطلبة الذين حبسهم نظام مرسي وانتهاء قضاياهم ، لم يهب عراقي الموقف فالنظام المتهم هو ومجهولون بقلبة ذهب الي غير رجعة وبمشاركة 35 مليون مصري وعلي مشهد من العالم ، إذن فال35 مليون مصري في نفس الخندق مع عراقي ، وذهب محمد وطعن وسلم نفسة لكن للأسف أيدت المحكمة القرار ولكن خففت الحبس لثلاث سنوات رافضة التأجيل لسماع شهود من زملاء محمد الذين شاركوا في المظاهرة أو لتقديم أوراق أو طلبات سجلها الدفاع ، كل مافعلتة فقط هو إلحاق وصف «السابق « بالمعزول ونظامة ! قلت للأستاذة فاطمة : محمد وغيره أكيد فيه ناس تانية مثلهم ؟ فأجابت محمد المتهم الوحيد في مصر بتهمة قلب نظام حكم مرسي ! . تشكو الأم من تجاهل المنظمات الحقوقية لقضية ابنها ' هل لأنه كان يهتف مع 30 يونيو ومع الشعب والجيش أيد واحدة يتم تجاهله ؟ وتشكو أيضا من فشلها في نشر بيان من الأسرة حول استغلال قناة الخنزيرة لصورتها وهي تحمل صورة إبنها مطالبة بالحرية له ، ومايوجع قلبها هو تعرض إبنها الوحيد لبطش الجنائيين في سجنة فهو مسجون مع أصحاب السوابق ، أما الأخوان والإرهابيون فما زالوا في الحبس الإحتياطي لكنهم لايتركون فرصة يرونة فيها إلا وأشبعوه غيظا بحركات سافلة بذيئة . والآن مر عام ومحمد الشاب البرئ الذي كان يفخر وهو طفل مع والدية بالكويت بأن ينادية زملاؤه بمحمد المصري ، محبوسا وسط المجرمين ...بينما شهادات حسن السير والسلوك وشهادات التقدير من وزارة الشباب ومن إتحاد طلاب جامعة الزقازيق مازالت قابعة ساكنة في حضن والدتة ، أما هو فلم يكسره السجن ولا حط من كرامتة لاقدر الله ولكن زاده إصرارا علي حب مصر . سألت الأستاذة فاطمة عبد الهادي ماذا تريدين الآن ؟ فقالت أريد التعجيل بالنظر في الطعن المقدم للمحكمة فإبني قرر النائب العام تقديم محاكمتة لكن إرهاق القاضي أجل المحاكمة لشهر مايو وهو شهر إنتخابات ، كلي أمل أن يقرأ الرئيس السيسي أوراق قضية إبني ليعرف أن شباب مصر هو عندهم غالي قد أيه ؟ وليعرف أن مصر عندنا أغلي من عنينا .. فبالتأكيد لايرضية أن يقال علي محمد أنه سوابق لأنه فقط آمن بحق مصر في ثورة تطهرها من رجس الأخوان .