ليس صراعا بين جيلين ولكنه اختلاف فى الرأى يتطور أحيانا إلى هجوم من قبَل كل طرف على الآخر انحيازا لموقفه ضده. طرفا الصراع الذى لا ينتهى رغم هدوء الأحداث هما أب يدعى عجمى خليل وابنته فاطمة الطالبة فى جامعة حلوان. هو يؤيد توفيق عكاشة قلبا وقالبا ويفتخر بمناداته ب«مجنون توفيق عكاشة»، وهى تؤيد الإخوان وتحب مرسى وتتمنى أن تنضم إلى تلك الجماعة. الخلاف فى الرأى بين الاثنين تطور إلى صراع داخل الأسرة، فالأب يخشى على ابنته من الجماعة التى يرفض حكمها والابنة تخشى على والدها مما وصفته بادعاءات توفيق عكاشة على الإخوان. كل المظاهرات التى دعا إليها عكاشة كان الأب عجمى أحد المشاركين فيها. يوم المظاهرة يخرج كما تقول ابنته «على سنجة عشرة» وكأنه يوم عيد، وخلال اعتصام المنصة كان يذهب ومعه جوال كبير ممتلئ بأرغفة عيش فينو وعلب جبن للمشاركة فى إطعام المعتصمين. الرجل الخمسينى لا يتأخر فى تلبية أى نداء لتوفيق عكاشة: «مش باثق فى كلام أى حد غيره وباروح وراه فين ما يروح وعلى حسابى». عم عجمى شغوف بمتابعة برنامج عكاشة على قناة «الفراعين»، رغم اعتراض ابنته التى تحاول دوما تغيير المحطة على قناة «مصر 25» التابعة للإخوان. السخرية التى يتعرض لها عجمى بسبب موقفه لم ترجعه خطوة ويرد على المشككين فى دكتوراه عكاشة: «ده دكتور كبير فى الإعلام، وأرفض أى حد يسىء له أو يسخر منه وأولهم بنتى». فاطمة هى نقطة ضعف عم عجمى فانتماؤها السياسى يجعل والدها قلقاً عليها، ولا يتردد فى قول أن ما تفعله هو مصدر تعاسته فى الدنيا، خاصة أنها أصبحت ترفض ذكر اسم توفيق عكاشة داخل المنزل لأنه يصيبها بالاختناق، خاصة بعد فوز الدكتور محمد مرسى برئاسة الجمهورية. بلهجة يغلب عليها الأسى والحزن الشديد قال عجمى: «بنتى اللى ربيتها على إيدىّ بتتريق علىّ، لأ وآخرتها حاطة صورة على باب الشقة مكتوب عليها نعم لمرسى».