مهنة الإرشاد هي العمود الفقري في حركة الملاحة بقناة السويس ويعد المرشدون أو القباطنة العنصر الرئيسي لحركة السفن في واحد من أهم الروافد التي تمد الاقتصاد الوطني بالعملات الصعبة ولأن الإرشاد من قبل قباطنة مصر إجباري في قناة السويس فمن هنا تبرز أهمية هذه المهنة. القبطان محمود عبد المنعم أبو عجيلة واحد من عشرة مرشدين بمرفق القناة يحملون هذه الدرجة وهي (كبير مرشدين ممتاز) ويعمل القبطان أبو عجيلة في القطاع الشمالي للقناة وقد التحق بالعمل كمرشد في عام 1975 مع افتتاح قناة السويس للملاحة بعد انتصارات أكتوبر وقد تم انتدابه ضمن مجموعة من ضباط القوات البحرية لتعويض النقص الكبير في المرشدين في ذلك الوقت بعد أن هاجر معظمهم وبلغ عدد كبير منهم سن المعاش خلال سنوات إغلاق القناة عقب حرب يونيو 1967. ويري القبطان أبو عجيلة أن احتكاكة بربابنة السفن من مختلف أنحاء العالم أكسبته صداقات من مختلف انحاء العالم كما أكسبته المزيد من الخبرات بالاختلاظ بمختلف ثقافات وعادات الشعوب. ويقول إن هذه المهنة رغم رقيها إلا أنها لا تخلون من المخاطر حيث يواجه المرشدون خطر الموت خلال نوات فصل الشتاء وقد سقط العديد من زملائنا شهداء في مياه البحر أثناء توجههم لقيادة السفن من غاطس البحر المتوسط قبل دخولها مجري القناة. ويعتز القبطان أبو عجيلة بأنه واحد من الذين قادوا مختلف أنواع السفن التي أنتجتها ترسانات العالم البحرية حديثا ومنها الناقلات السوبر تانكر للبترول والغاز الطبيعي وناقلات الحاويات فوق العملاقة التي تحمل مايقرب من 20 ألف حاوية وكذلك حاملات الطائرات ومختلف أنواع السفن وهذه السفن الضخمة تحتاج إلي خبرة كبيرة لقيادتها عبر ممر محدد المساحة مثل قناة السويس. كما يتذكر المواقف الصعبة التي تعرض لها عندما قاد اليخت الحرية وعلي متنه الرئيس الراحل أنور السادات أثناء افتتاح قناة السويس للملاحة من بداية الممر الملاحي في بورسعيد وفوجئ وقتها ببلنصات الصيد تحيط باليخت من كل إتجاه ولم يستطع أن يري الممر الملاحي لقيادة اليخت أو استخدام الرادار بعد أن غطت البلنصات سطح المياه بالكامل واعتمد علي خبرته بجغرافية المكان وقاده بإحساسه الشخصي ونجحت المهمة في دخول اليخت للممر الملاحي. وعلي نفس اليخت وبحضور الرئيس السادات أثناء افتتاح تفريعة بورسعيد الشرقية كان المفترض أن يخترق اليخت شريطا رفيعا من السلك وكأنه يقص شريط الافتتاح وفجأة علق السلك برأس النسر الموضوع في مقدمة اليخت وتدارك رئيس البحارة علي اليخت الموقف وقام في ثواني بقطع السلك بسكين كانت معه ومر الموقف بسلام. ومن عشقة للمهنة أورثها لنجله ميسر الذي انتقل هو الآخر من القوات البحرية ليعمل كمرشد بالقناة ورغم صعوبة المهنة التي لا تعرف مواعيد للعمل بالليل او النهار حسب وصول السفن وعبور القوافل فانه ينصح كل شاب عنده إستعداد لهذه المهنة أن يتقدم إليها وسيكون سعيدا وهو يؤدي عملا وطنيا لخدمة الاقتصاد القومي من خلال مرفق قناة السويس .