الحفيد السابع : الفيشاوى تاريخ وليست مجرد مقهى عيناه اللامعتان وشموخه يذكراك بعبق المكان وتاريخة العظيم..طموح أجداده لايزال باقيًا في عقله..وملامحه ربما تجدها مألوفة لديك حينما تدخل إلي خان الخليلي بحي الحسين بالقاهرة.. تجد جده الفيشاوي الكبير ينظر إليك ويرحب بك.. من خلال صورة ضخمة وضعت في إطار يحكي أكرم الفيشاوي أصالة وعمارة المكان, وهو يمتطي جوادًا يختال به فخرًا, حيث يومئ الفيشاوي إلي ناظره بالنظر في مرآة عتيقة تأخذ جانبًا كبيرًا من المقهي, أبدع صانعها في تزيينها بالأرابيسك النادر, تشد الناظر إليها فيتأملها من جوانبها الأربعة. المشربية الخشبية والجدران الصفراء والعبق الكلاسيكي المميز.. يعكس شكلًا آخر لمرآة أخري وضعت في آخر الممر, توهم الجميع أن هناك ممرًا آخر, حتي تصطدم به فتتوقف لتتأملها,هو أكرم الفيشاوي الحفيد السابع للفيشاوي الكبير صاحب مقهي "الفيشاوي"الشهير بحي الحسين الذي يحمل في جوانبه عبق كل من ارتاده من عباقرة الفن والأدب والسينما, أمثال نجيب محفوظ ويوسف إدريس وعبد الحليم حافظ وبيرم التونسي وصلاح جاهين وصلاح عبد الصبور, إضافة إلي أهل الفن والسياسة, مثل سعد زغلول وأم كلثوم وعمرو موسي.. الخ. يقول الحفيد السابع للفيشاوي : قصة النجاح بدأت قبل نحو 255 عامًا, كان جدي الفيشاوي الكبير, بدأ تقديم القهوة فقط إلي أصدقائه والزائرين لمنطقة الحسين في زقاق حي خان الخليلي في القاهرة مساء كل يوم بعد صلاة العشاء, حتي أصبحت تعرف باسم "قهوة الفيشاوي» وكانت أقدم مكان في حي الحسين والجمالية وهي التي صنعت مفهوم «السهرة» في القاهرة وكانت ملتقي للأدباء والشعراء والفنانين والسياسيين والعلماء , كما ان ثلاثية نجيب محفوظ كتبت في هذا المكان وصورت هناك كأعمال سينمائية. ولأن «العرق يمد لسابع جد» يضيف أكرم الفيشاوي : مهمتي أن أحافظ علي الاسم والتاريخ ,فهناك أوقات أقوم فيها بالعمل بيدي لأن ما تركه له أجدادي ليس إرثا فقط ولكنه تاريخ يجب ان أحافظ عليه, فقد رفضت تماما وضع شاشات تليفزيون او «ترابيزة بلياردو» لأن وجودها سوف يجلب الكثير من الاشخاص, الذين يفتقدون إلي الإحساس بالرؤية الجمالية لهذا المقهي. وحتي لا يفقد قيمته الأثرية وتميزه التاريخي. وعن سر شهرة القهوة أكد الفيشاوي السابع أن المقهي لا يقل في شهرته عن الأهرامات, بل يعد أثرا تاريخيا ايضا, فهو يحمل في جوانبه أسرار كل من ارتاده من عباقرة الفن والأدب والسينما, ولكن مادام أنك لست في عجلة من أمرك, يمكنك الاسترخاء وأخذ جولة بصرية أثناء انتظارك لمشروبك, ويمكنك طلب مجموعة متنوعة من المشروبات فقط دون تقديم المأكولات, كالعصائر المثلجة مثل المانجو, أو المشروبات الساخنة مثل الكركديه والشاي والسحلب وغيرها, وبأسعار مناسبة للجميع. متمنيًا عودة السياحة إلي سابق عهدها حتي تعود القهوة إلي سابق عهدها حيث كانت تعج بالسياح من مختلف الجنسيات خاصة الاخوة العرب مما يعطيها جمالا اضافيا يتمثل في التنوع الثقافي واللغوي للمرتادين الذين يجمعهم مكان واحد في ود وتناغم انساني رائع. واختتم الفيشاوي حديثه بسر الصنعة والتي تكمن في الشاي والقهوة المدفونة في الرمال الساخنة والتي اعتمدها جده الأكبر لتصبح من أسباب شهرة قهوة الفيشاوي وبثها المحبة في قلوب المصريين .