الشيخ سعيد أمام ثلاجة الجثث الشيخ سعيد «مغسلاتي» مشرحة زينهم او كما يلقبونه مغسل الشهداء ,من الوجوه الطيبة التي يتعامل معها كل من يذهب الي المشرحة فوجهه السمح وطيبته وابتسامته تلفت انتباه كل من تعامل معه رغم عمله الذي قد يبدو للبعض مثيرا للخوف والرهبة. عم سعيد المغسل الوحيد في مشرحة زينهم والبالغ من العمر 57 عاما يعمل يوميا في تغسيل الجثث قبل تسليمها لذويها بعد انتهاء عملية التشريح يعمل منذ 18 عاما بين الجثث والموتي بدون اجازات ويري ان عمله الذي لا يرتضيه اولاده مصدر فخر له ولا تقلقه نظرات الناس من الاهل والجيران الذين يتساءلون باستمرار كيف يعيش ويمارس حياته بشكل طبيعي رغم ما يراه يوميا خلال عمله في الوقت الذي قد يعتبر فيه البعض مجرد المرور بجوار ثلاجات الموتي بالمشرحة عملا فدائيا يستحق وسام الشجاعة. الشيخ سعيد اكد للاخبار ان عمله اختلف بعد ثورة يناير بسبب زيادة عدد الجثث التي استقبلتها المشرحة منذ ذلك التاريخ حيث كان يقوم بتغسيل وتكفين ما بين جثتين او ثلاث في الايام العادية، اما بعد الثورة وفي ايام الاحداث يقضي ثلاثة ايام متواصلة داخل المشرحة للانتهاء من تغسيل عشرات الجثث في اليوم الواحد . ورغم انه يشاهد الكثير من الاسرار التي تظهر علي الموتي والتي قد تكون دليلا علي حسن او سوء الخاتمة علي حد قوله: جثث تبتسم وتنبعث منها الرائحة الطيبة وجثث اخري مسودة الوجه وتنبعث منها الرائحة الكريهة « الا انه يعتبر ذلك من الاسرار التي يتحفظ عليها داخل صندوق ذكرياته التي تتسع لالاف المشاهد والمواقف حيث اخذ علي نفسه عهدا بعدم الافصاح عنها واحترام اسرار الموتي. لكن اكثر ما يسعده ان يجد احدي الجثث تفوح منها رائحة طيبة قبل غسله وتكفينه او يري الابتسامة علي وجهه بعد ان فارق الحياة واضاف ان هذا المشهد شاهده كثيرا بعد الثورة خاصة بين الشباب. ومع ان البعض قد يعتقد ان مثل هذه الشخصية لابد ان تكون قاسية القلب وليس لديها مشاعر الا ان عم سعيد لم يستطع في احدي المرات تغسيل احد الاطفال الذي تم تشريحه في المشرحة نتيجة حادث.