لا أدري إن كان ما تعانيه الساحة الرياضية منذ سنوات بعيدة هو فقر الفكر أم أنه فكر الفقر، علي رأي الأديب الكبير د. يوسف ادريس، أم تري أن الثانية نتاج الأولي؟ يعني هل لأننا فقراء في كل شيء فهذا هو فكرنا أم أن هذا الفكر سبب ونتيجة لهذا الفقر.. أم أن فكرنا هو الذي أفقرنا.. أم تراها الأمور عندنا دخلت في بعضها فأصبحنا، كما البغبغان، نردد مع كل وكسة ونكسة رياضية نفس العبارات وندور في ذات الفلك ولا ننتج أي فكرة ولا نقدم دلالة علي أي قدرة للخروج من مأزق نعيشه أزليا ويبدو لنا أبديا؟!. شيء غريب إذا ما طالعت الأوراق ما بعد كل إخفاق رياضي ستجد نفس الكلام وذات الشكاوي وتعبيرات واكليشيهات ثابتة ثبوت الجبال ولا شيء جديد.. نكرر، كما البغبغان، نفس الأسطوانات ولم يسل أي منا سؤالا: طب وبعدين؟ ما رأيكم.. تعالوا نقتل البغبغان ونقدم رؤية متواضعة وهناك غيرها وأفضل منها رؤي إصلاحية لدي كثيرين يمكن أن تجعل من وكستنا الكروية نقطة وثوب حقيقية لوضع أفضل ومستقبل مختلف تستحقه مصر وكرتها الرائدة قاريا وعربيا. يمكن لوزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبد العزيز ولديه دراية كاملة بأوضاعنا الرياضية ومنها الكروية بالخصوص أن يستقر مع خبراء جادين علي ورقة عمل إصلاحية شاملة يكلف اتحاد الكرة بها كخط إستراتيجي يلتزم به وفيه: المسارعة بتحويل الأندية الراغبة في الاستمرار في مسابقات المحترفين لأندية محترفة وفقا لاشتراطات الكاف الذي جاملنا بتأجيل البت في الحالة المصرية عدة مرات بحيث تكون لكل ناد شركته المساهمة في كرة القدم وميزانيته المستقلة وهيكله الاحترفي الكامل ووفقا لنظام الفيفا يحسم الأمر من المادة 18 ويلغي تماما وجود أكثر من ناد تحت عباءة وزارية أو شركة واحدة دون أي تحايل أو مجاملة لأي هيئة او توضيب الامور علي الورق فقط، نحتاج جهودا جادة وليس ضحكا علي الذقون! تتم هيكلة المسابقات المحترفة بحيث يشمل الدوري الممتاز للمحترفين ما لايزيد عن 16 ناديا قويا بلاعبين محترفين بمعني الكلمة علي أن يكون دوري القسم الثاني للمحترفين مكونا من نفس العدد (16 ناديا) وفي كل مسابقة من دوري المحترفين بقسميه تقام مسابقة دوري الشباب تحت 21 سنة للمحترفين أيضا (سن الاحتراف عالميا من 18 سنة) بالدرجتين علي أن ترتبط مباريات دوري الشباب بجدول دوري الكبار في نفس اليوم وذات الملعب (مثلا.. الأهلي وسموحة مساء.. وظهرا يلعب شباب الأهلي وسموحة بنفس الملعب) عندئذ سيكون لدينا أربع مسابقات محترفة وقوية وجادة قوام كل منها 16 ناديا (أي 64 فريقا) وعندما يضم كل فريق 25 لاعبا محترفا يصبح لدينا 1600 لاعب محترف حقيقي نصفهم من فئة الشباب تحت 21 سنة كقاعدة قوية لمنتخب الشباب والأوليمبي إضافة للمنتخب الأول. وتدير المسابقة كاملة لجنة محترفة منتخبة من رابطة الأندية المحترفة التي تشهر رسميا وتختص بإدارة شئون مسابقاتها وتفصيلاتها دون تدخل أو وصاية من الاتحاد وليس كلجنة للأندية كما هو الآن وذلك كما هو معمول به في كل الدوريات المحترفة وآخرها في الجزائر التي جنت سريعا ثمرة عملها الاحترافي الجاد. وعندها لا تتحكم الأندية الصغيرة وأصحاب الشيكات والمصالح والكباب في مصير الكرة وكبارها ومنتخباتها ومستقبلها ولا يستقطع الاتحاد من اموال الكبار ما يدفعه دعما وشراء أصوات الأندية الصغيرة لضمان نجاحه في جمع الأصوات وفساد العملية الانتخابية التي تتفرج عليها الوزارة منذ سنوات بعيدة دون حراك أو حياء. ويتفرغ اتحاد الكرة عندئذ للإشراف علي المنتخبات ورعايتها وبتوسيع قاعدة اللعبة وتطوير الحكام وادارة كأس مصر ودوريات الدرجات الأخري للهواة والقطاعات والناشئين وهو عمل كبير ومهم ومهمل علي حساب أضواء الممتاز.. مع أنه لا ممتاز ولاحاجة! الرؤي كثيرة لكن فقط نعمل بجد ورغبة وإرداة.. ونقتل البغبغان!