اللصوص أنواع.. منهم من يسرق الكحل من العين.. ومن يسرق الطفل من بطن أمه.. ومنهم النصاب والمحتال والفهلوي.. ولكل منهم مستوي خطورة يلزمها قدرا من المهارة حين يتعلق الأمر بالعين والكحل والبطن والجنين..والوطن والحنين.. قبل أيام تواصلت معي قارئة قديمة.. مضي وقتا لم أسمع عنها وكنت قد نسيت رقم هاتفها ومهنتها.. وفوجئت برسالة تصلني منها علي الموبايل.. فحواها أن شابا أنيقا زارها في العيادة.. إستطاع أن ينال إهتمامها وثقتها.. للدرجة التي إرتاحت لوجوده عند زيارة الإستشارة.. ولم تكترث كثيرا لمسألة ترك حقيبتها علي مكتبها دون «تأمينها» في إحدي خزائنها.. فاستغل الشاب الأنيق «ابن الناس» الثقة.. ونبش في حقيبتها.. وصادر كل مافيها من نقود وأوراق وعلبة مساحيق ماكياج ومرآة وحتي زجاجة عطر فرنسي صغيرة.. باختصار نهب كل ما في الحقيبة !!... فكتبت لي مصدومة بهذا الموقف!.. وكان شعورها كله أسي علي مستوي أخلاق وتفكير هذا الشاب أكثر منه شعورها بالإنخداع وضياع بعض النقود والأوراق الهامة.. حدثتني القارئة العزيزة عن فقدان الثقة وما يرتبط به من إفتقاد الأمان.. حين يستغل مثل هؤلاء هدوء وطيبة الناس.. ويقومون بسرقتهم وخداعهم إحتيالا ثم إجراما.. تتساءل: ليه بيعملوا كده.. كيف نخلص المجتمع من أمثال هذا الشاب؟.. لا أستغرب أن يقوم قاتل بالسير في جنازة من قتل.. ويصرخ ويولول ويملأ الدنيا صخبا متأثرا بحادثة القتل التي هو الجاني والمجرم فيها.. أمثلة هؤلاء في المجتمعات كثيرة.. ولكن في رأيي أن أخطر اللصوص هم من يسرقون أوطانا.. ويضعون مستقبل مواطنيها في مهب ريح السياسة السوداء!.. يا قارئتي الغالية.. خللي بالك علي كحل الوطن ودمعه.. فهو حدود عيني وقلبي أيضا..!.