لم تكتف قوات الاحتلال الإسرائيلي فقط بتصفيته وإنما احتجزت سيارة الإسعاف التي تنقل جثمانه، كما اعتقلت والده وشقيقه.. هو معتز حجازي الناشط بحركة الجهاد الإسلامي في القدس. كان حجازي قد استشهد برصاص الغدر الاسرائيلي، بعد اشتباك في حي الثوري ببلدة سلوان في القدسالشرقية واعتلت قوات الاحتلال سطح أحد البيوت الملاصقة لمنزل عائلة حجازي، كما حاصرت مداخل منزله، وأطلقت النيران من رشاشاتها عليه أثناء محاصرته علي سطح منزله. جاء ذلك في أعقاب محاولة اغتيال الحاخام المتطرف "يهودا جليك"، أحد كبار المستوطنين اليمينيين والمسئول عن تنظيم حملات اقتحامهم لباحات الحرم القدسي، وقد قام مؤخراً بعدة اعتداءات علي المسجد الأقصي، ما أدّي لإغلاقه بشكل كامل لفترة، في سابقةٍ هي الأولي من نوعها منذ احتلال إسرائيل للقدس عام 1967، الا ان سلطات الاحتلال اضطرت الي فتحه خوفا من تداعيات ذلك وخضوعا للضغوط الامريكية. اتهمت الشرطة الإسرائيلية حجازي بإطلاق النار في القدسالغربية علي جليك من دراجة نارية ما أدي إلي إصابته بجروح خطيرة. وطلبت عائلة حجازي تشريح جثة ابنها المحتجزة، إلا أن المحكمة قررت تحويله إلي معهد "أبو كبير" لإجراء فحوص طبية تكشف سبب وفاته، وأعربت والدة حجازي عن شعورها بالفخر كون ابنها استشهد فداءً لمدينة القدس. ووجه محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية رسالة تعزية لأسرة حجازي، ما أثار غضب قادة الاحتلال الإسرائيلي، وأشار عباس في رسالته إلي أن الفلسطيني الذي تتهمه إسرائيل بمحاولة اغتيال الحاخام يهودا جليك "شهيد" والجنود الإسرائيليين هم "عصابات القتل والإرهاب"، كما نعت حركة الجهاد الإسلامي الشهيد معتز حجازي واعلنت أنه أحد كوادرها. وطالب بنيامين نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل، المجتمع الدولي بالتنديد بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، بسبب رسالة التعزية التي أرسلها إلي عائلة الشهيد معتز حجازي، كما قال نتنياهو في بيان صدر له إنه "في الوقت الذي نحاول فيه تهدئة الأجواء، يرسل أبو مازن رسائل تعزية لمن مات وهو يحاول تنفيذ عملية قتل بشعة. وقد حان الوقت لأن يندد المجتمع الدولي به علي أفعاله هذه". كما تهجم أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي، علي عباس واتهمه بأنه "شريك للإرهاب والإرهابيين ويشجع علي القتل". وكان نحو 400 فلسطيني قد شاركوا في تشييع جثمان الشهيد حجازي رغم القيود التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي علي مراسم الجنازة التي حددها الاسرائيليون ب 45 شخصا فقط. وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت قبل نحو ثلاث ساعات من تسليم جثمان الشهيد جميع الطرق المؤدية إلي المقبرة وشارع صلاح الدين لكن وما لبث أن تم تسليم الجثمان ووصل المقبرة حتي خرج عشرات الشبان من بين المقابر للمشاركة في المراسم، واضطر المشاركون في الجنازة لتكفين الشهيد داخل المقبرة والصلاة عليه هناك. اعتُقل حجازي في أحداث انتفاضة الأقصي عام 2000 مع والده، وبقي في السجن 11 عامًا و6 أشهر قضي مُعظمها في الحبس الانفرادي، حتي تم الإفراج عنه عام 2012، وأثناء اعتقاله قام بضرب اثنين من السجانين بشفرة ردا علي شتمه، وقد أدي ذلك لإصابتهما بجروح في الوجه، كما قام بضرب محقق مارس تعذيبه اثناء التحقيق. كما قام حجازي بالكثير من عمليات تخريب ممتلكات المستوطنين في القدس خلال العامين اللذين تلوَا إطلاق سراحه. كما اشتَبهت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في قيامه بإطلاق النار علي جندي اسرائيلي قرب المسجد الأقصي خلال الحرب علي غزة 2014، بالإضافة للعديد من عمليات استهداف المستوطنين بالطعن أو الحرق. وقد قطع حجازي عهدا علي نفسه يوم الإفراج عنه بأن يكون شوكة في حلق المستوطنين وألا يسمح لهم بالاقتراب من المسجد الأقصي. ولد حجازي عام 1982 في بلدة سلوان بالقدسالشرقية، وكان يعمل كهربائيًا في مطعم "إرث بيجن"، وكان يقيم مع والديه وله شقيقة واثنان من الأشقاء.