رفض تماما تولي وزارة التعليم حتي يجاب له ما ناضل من اجله منذ عام 1924.. فلم يكن يري د.طه حسين مجانية التعليم منحة تعطيها الحكومة..فقد آمن أنها منحة من الله عز وجل لايردها احد.. كالماء والهواء لا تتحكم فيهما الحكومات إلا تلوثت.. وبالفعل انصاعت الحكومة المصرية لمجانية التعليم في العام الدراسي 1943- 1944 مع صدور مرسوم ملكي في عام 1950 بتعيينه وزيرا للمعارف في حكومة الوفد التي شكلها مصطفي باشا النحاس، وأصر طه حسين علي عدم قبول الوزارة إلا إذا استكمل قرار مجانية التعليم ليشمل مجانية التعليم الثانوي. طه حسين ذلك الكفيف الذي رأي ما لم نره بداية من محاربته الجهل بالعلم والخرافات بالحقائق.. رغم الهجوم الضاري عليه حيا وميتا..فمنهجه العقلي في رؤية وتفسير ما حوله أثار ضده الكثيرون ممن اعتادوا المألوف والتفكير بالخرافات.. وتصديق الزائف مادام يصادف هوي عندهم وداعب غرائزهم البدائية ورسم لهم صورة الماضي البعيد كأنه الجنة الموعودة.. فقد عارض تقديس الأقدمين سوي بالعقل وبمدي المحافظة علي التفكير المستنير وليس علي التصديق الأبله.. الصورة امام د.طه حسين ابن الصعيد اوضح ما تكون..فقد آمن انه لا تقدم ولا رخاء سوي بحرية التعليم والتعلم المجاني واعتباره كالماء والهواء، وأعطي المثل بحياته الشخصية فقد تمكن بالعلم قهر كف البصر وكف الغني بالتعليم. تري لو عاد د.طه من قبره هل سيري ان التعليم مازال مجانيا وان ما يجري في مدارسنا تعليم حقيقي..وهل ما حارب طه حسين من اجله كانت الدروس الخصوصية ومن اجل المناهج التي تساعد علي تفشي الدروس الخصوصية..وهل سيرضي عن هؤلاء المعلمين الذين يخلطون بين العلم وآرائهم ومعتقداتهم الشخصية.. وهل سيرضي ان تكون مدارسنا وجامعاتنا مرتعا للخلافات المذهبية ويكون وقودها التلاميذ والمناهج.. وفي يوم ذكراك نقدم لك عذرا عما فعلناه وما لم نفعله يا ابو المجانية.